نجحت ثورة25 يناير في تغيير مصر للأبد فقد صنع شباب الثورة الأحرار وشهداؤها الأبرار التاريخ في مصر بجهودهم ودمائهم الطاهرة وسجلوا ذلك بأحرف من نور في تاريخ الكرامة المصرية فقد غيروا مصر وجعلوها مصدر إلهام للإنسانية مع اكتشاف الشعب المصري قيمته وقدراته الكامنة وفجر شبابه بركان الغضب وأطلق صيحته عالية في العالم التي لن يستطيع أحد اسكاتها بعد اليوم, إنه شعب يتوق للحرية والكرامة والديمقراطية التي لن يحيد عنها هذا بشهادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. فصناعة الحرية أصبحت مصدر فخر وكرامة واعتزاز لكل مصري.. وأصبح كل مصري يجاهر بأنه مصري ويفتخر بذلك وقد وضعت الثورة علي نظام مبارك مصر علي مسار التحول الديمقراطي وطريق الإصلاح الحقيقي لتحقيق غد أفضل ولكن كيف هي مصر التي أرادها الثوار؟ يريدون مصر تنعم بالحرية والديمقراطية والعدالة وتحترم جميع أبنائها وتحقيق مبادئ المواطنة وحقوق الانسان وتسوي بينهم في تكافؤ الفرص وفي الحقوق والواجبات. يريدون غد أفضل لمصر عبر دستور جديد يقنن حكم الرئيس ويحدد صلاحياته وينهي حكم الفرد ويرسخ دولة المؤسسات ويكرس احترام القانون ويجعل مصر دولة لا يحكمها الرئيس مدي الحياة. يريدون دستورا يكفل احترام حقوق المصري يريدون مصر تكفل العدالة الاجتماعية لأبنائها ويخرج مواطنيها من الاحباط والمعاناة لتحقيق أمالهم وتطلعاتهم في جودة الحياة التي يستحقونها. يريدون مصر عزيزة تستمد عزتها من عزة أبنائها. يريدون القضاء علي الفقر والبطالة بسواعد أبناء مصر وفكر علمي ومنهجي وتخطيط سليم يؤدي إلي تضييق الفجوة بين الطبقات, وأن يحقق الأفراد فيها الثراء بالعمل الشريف والجهد المخلص وليس بالأساليب الملتوية لزمرة من رجال الأعمال الذين جمعوا بين زواج السلطة والمال, وحققوا الثراء الفاحش باستغلال النفوذ والمحسوبية والوساطة ومص دماء الشعب ونهب ثروات البلاد. يريدون مصر التي لا تعرف تزوير الانتخابات وشراء الأصوات والبلطجة للوصول تحت قبة البرلمان يريدون ممثلين حقيقيين للشعب في انتخابات نزيهة وشفافة تخضع لاشراف القضاء يريدون حياة حزبية وبرلمانية فاعلة وحيوية تطلق فيها حرية تأسيس الأحزاب وتنقل نبض الشارع وهموم الشعب وتهتم بقضايا المواطن وآماله وتطلعاته. يريدون مصر بدون قانون الطوارئ الذي يرهب ويهين آدمية المواطن وينتقص من حقه ويهدد أمنه يريدون اختفاء اعتقالات المعارضين السياسيين وأصحاب الرأي المغاير للنظام, يريدون مصر بدون أجهزة أمنية قمعية كجهاز أمن الدولة وأن يعمل فيها جهاز الشرطة وأفراده لخدمة المواطن وحماية أمنه وليس إهانته أو تعذيبه أو التهاون والتقصير في أمنه كما حدث في الفراغ الأمني عقب أحداث25 يناير. يريدون ضمير مصر اليقظ الذي يلاحق الفاسدين ويضرب بكل قوة علي أيديهم ويجتث جذور الفساد يريدون تطهير الحياة السياسية والحزبية والاقتصادية والادارية من الفساد الذي يشكل أكبر عائق أمام نهوض المجتمعات وتطورها السليم, ووصول ثمار العمل والانتاج والنمو الاقتصادي للمواطن, وتحسين الخدمات المختلفة من التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للمواطنين. يريدون تطهير مصر أكثر رقابة ومحاسبة لكل مسئول في موقعه لتكافئ المجدين المخلصين وتعاقب المقصرين والمهملين. يريدون تطهير مصر من الانتهازين والمنتفعين والمنافقين ومن براثن الحزب الوطني وأعوانه والذين سيبدأون في تغيير ولكن من نوع آخر بتغيير جلودهم لاعتلاء موجة الثورة لتحقيق مكاسب شخصية. إنهم يريدون مصر التي تتيح لشبابها الفرصة وتستفيد بمواهبهم وقدراتهم وطاقاتهم الكامنة وتتيح لهم التعبير عن أرائهم وتستفيد من المبدعين والمتفوقين منهم بغض النظر عن أعمارهم وتسمح لهم بالمساهمة في صنع حاضر ومستقبل الوطن. يريدون مصر التي تتمتع فيها الصحافة وواسائل الإعلام بالحرية الكاملة وتنحاز إلي الحقيقة دون سواها, وأن تتحرر من نفاق الحاكم والسلطة وتنقل الحقائق ولا تخشي في الله لومة لائم ولا تعمل علي تغييبها أو تزييفها أو تجاهلها, لأننا أصبحنا في عصر لايمكن فيها الالتفاف علي الحقائق أو لي عنقها أو تزييفها. وبدون شك تلك هي مصر التي نريدها ونتمناها جميعا ونعمل أن تكون عليه من أجل غد أفضل لكل المصريين. فهنيئا لنا جميعا الثورة ولتحافظ علي مكتسباتها.