كيف نحمي الشباب من الطامعين في إنجازاتهم؟ (1) - ثورة الشباب يجب أن تكون ثمارها لهم ومردودها عليهم، فهم أصحابها ومفجروها والذين دفعوا الثمن غالياً من دمائهم الطاهرة.. ثورتهم وحدهم ويجب حمايتها من الطامعين والمتربصين. - ثمارها لهم في حياة ديمقراطية كريمة تصون حقوق الإنسان وتحترمها ولا تهدرها، فقد خرجوا من أجل الحرية قبل أي شيء آخر، ويجب أن تكون الحرية والديمقراطية هما شعار الوطن. - ديمقراطية حقيقية تحمي مكاسب الشباب، وتفتح في وجوههم أبواب الأمل وتحطم اليأس والإحباط، وتجعل الطريق إلي السلطة مكللاً بالتنافس الشريف واحترام إرادة الناخبين. (2) - ثورة الشباب الذين يبحثون عن حياة كريمة وعمل لائق يستوعب طموحهم وخبراتهم ويحميهم من التسول والبطالة، بعد أن أدار المجتمع ظهره لهم وتركهم في الشارع. - القول المأثور يقول «من لايجد عملاً أوجد له الشيطان عملاً» ولكن هؤلاء الشباب حطموا كل الأمثلة والحكم والمواعظ وكسروا شرور الشيطان وخرجوا يفجرون أعظم ثورة في تاريخ مصر. - الشاب الذي يعمل يحب بلده، والذي يعمل وله أسرة مستعد للدفاع عنها، والذي يعمل وله أسرة وأولاد لايبخل بروحه ودمائه في حمايتهم. (3) - ثورة الشباب، أهم مقوماتها البحث عن الكرامة.. الكرامة بمعناها الواسع الذي يقيهم شر البهدلة والإهانة في أروقة الحكومة ودهاليزها وفي أقسام الشرطة والأماكن العامة. - آن الأوان أن تنسف الثورة الروتين الجاثم علي صدر الجهاز الإداري للدولة منذ نشأته، تذهب الحكومات وتجيء وتبقي المذلة التي تعامل بها الحكومة شعبها. - المثل الصارخ هو الحكومات السابقة التي زيفت الأرقام وزينت الخداع وقامت بتجميل الكذب، واستخفت بذكاء شعبها وكرامته وكبريائه، فكان مصيرها مؤلماً. (4) - ثورة الشباب الذي حرمناه من السياسة في الجامعة، فخرج إلي الشارع حيث لا أسوار ولا أبواب ولا حرس جامعي، وتصور «الأمن» أنه يريح نفسه بالقيود، فحطمته قيوده. - الكبت في الجامعة هو الذي ولد الانفجار في ميدان التحرير، وهو الذي فجر ثورة «الكي بورد».. حاربهم الأمن بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، فانتصروا عليه بالأصابع. - تحطمت الأسوار والقيود والحواجز والموانع إلي الأبد، وأصبح الشباب هم الروح التي تنبض بالحيوية والتدفق في جسد الوطن الذي كاد أن يجف ويتمزق. (5) - ثورة الشباب، والله يحميهم من أصحاب الأجندات الذين انقضوا علي ثمارها في جشع وشراهة، يحاولون أن يحصدوا مكاسب لايستحقون منها شيئاً. - لن تنجح الثورة إلا إذا التهمتهم وحطمت أطماعهم وشراهتهم وسخرت كل مكاسب الثورة لأصحابها الحقيقيين، الذين أشرقت الشمس علي وجوههم المتفائلة. - لن تنجح الثورة إلا إذا تمت تنحية «كذابي الثورة» الذين ملأوا أجهزة الإعلام صخباً وضجيجاً، كل منهم يتصور أنه يستطيع أن يخدع الناس حين يركب موجة الثورة. (6) - ثورة الشباب، والجيش يحميها ويبذل قصاري جهده لتأمينها وتأمين مكاسبها ليسلم الأمانة للشعب، بعد أن يهيئ له الطريق الآمن للانتقال السلمي للسلطة. - لو لم تحقق ثورة الشباب غير هذا الهدف فيكفيها أنها رسمت الطريق نحو تداول السلطة، وحطمت أسطورة أن يحكم مصر رئيس إلي الأبد. - مصر لن يحكمها إلا رؤساء يجيئون بإرادة الشعب ولا يخلدون علي مقاعدهم، وسوف تنعم لأول مرة في تاريخها بمتعة «رئيس سابق». (7) - ثورة الشباب، فحافظوا علي روح الشباب وطموحهم وآمالهم، ولا تخذلوهم أبداً، فالوطن وطنهم، والمستقبل لهم.. هم أصحاب الفرح الحقيقي. - مصر كلها فرحت لهم، وخرجت إلي الشوارع ترفع الأعلام لأنهم أولادها وخيرة شبابها وحاضرها ومستقبلها وياله من مستقبل مشرق بإذن الله. - من حقهم أن يتصدروا الصورة وحدهم، وأن يتبوأوا كل المناصب والمواقع، وأن ينتشروا في كيان الوطن لتجديد شبابه وحيويته، وإذا لم نفعل فميدان التحرير هو الحل. E-Mail : [email protected]