بالأسماء، "الصحفيين" تعتمد نتيجة لجنة القيد الأخيرة للانتقال لجدول المشتغلين    فضيحة اسمها الانتخابات    تطبيق خارطة الطريق في أسرع وقت.. رئيس الوزراء: ملف الإعلام أولوية قصوى    متى يزيد إنتاج الغاز المحلي ومصير حقل ظهر؟ رئيس الوزراء يرد    "تراجع المستعمل لا يتوقف".. بيجو 301 موديل 2020 ب570 ألف جنيه    ما الجدوى الاقتصادية من استيراد الغاز الإسرائيلي؟ رد حاسم لرئيس الوزراء    شوبير أم الشناوي، من يحرس مرمى الأهلي أمام فاركو؟    ضبط مدير مطبعة بتهمة نسخ الكتب الدراسية دون تصريح في بدر    مصرع مسن صدمته سيارة على طريق السويس بالإسماعيلية    إبراهيم نجم: الفتوى رسالة حضارية تواجه فوضى التطرف وتخدم السلام    مؤتمر الإفتاء يحذر: فتاوى الذكاء الاصطناعي تشوه الدين    "إيه الجمال ده".. ميرنا جميل تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها    محافظ الإسماعيلية يوجه فرع الرعاية الصحية بتخصيص الفترة الصباحية لكبار السن (صور)    مجلس الوزراء يستهل اجتماعه بدقيقة حدادا على روح الدكتور علي المصيلحي    الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات ويواصل قصف المناطق السكنية    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    وزارة الرياضة: نسعى لمنظومة خالية من المنشطات.. ونراقب عقوبات الجماهير وعقود اللاعبين    بعد صرف 800 مليون إسترليني.. هل نشهد أقوى سباق على الإطلاق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي؟    عارضة أزياء عن أسطورة ريال مدريد السابق: «لا يستحم».. ونجم كرة القدم: انتهازية (تفاصيل)    «غربلة وتغييرات».. إعلامي يكشف قرار ريبيرو المفاجئ تجاه هؤلاء في الأهلي    نور وغزل تحرزان ذهبية تتابع ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 سنة بالإسكندرية    رئيس الوزراء ينعي الأديب المصري الكبير صنع الله إبراهيم    جامعة الجلالة توجه الشكر لأول مجلس أمناء بعد انتهاء بعد دورته    "المتحدة" تطلق حملة توعية بمخاطر حوادث الطرق للحفاظ على الأرواح    3 أيام من البحث.. انتشال جثة مندوب أدوية غرق بعد انقلاب سيارته في ترعة بسوهاج    فكك 6 شبكات تجسس.. قصة خداع «ثعلب المخابرات المصرية» سمير الإسكندراني للموساد الاسرائيلي    مجلس الوزراء يوافق على إعفاء سيارات ذوى الإعاقة من الضريبة الجمركية    القائمة بأعمال وزيرة البيئة تتابع آخر مستجدات العمل بمصرف المحيط بالمنيا    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    "هيلعبوا بالفلوس لعب".. 4 أبراج على موعد مع الثراء وتحول مالي كبير    أكاديمية الفنون تكشف عن موعد انطلاق «مهرجان مسرح العرائس».. بالتفاصيل    حقق إجمالي 141 مليون جنيه.. تراجع إيرادات فيلم المشروع X بعد 84 يومًا    «مصر وطني الثاني».. راغب علامة ينهي أزمته مع نقابة الموسيقيين بعد لقاء مصطفى كامل    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    كيف نخرج الدنيا من قلوبنا؟.. علي جمعة يضع روشتة ربانية للنجاة والثبات على الحق    بشروط صارمة.. «الإدارة الروحية الإسلامية» بروسيا يُجيز استخدام حقن «البوتوكس»    أوقاف سوهاج تختتم فعاليات الأسبوع الثقافى بمسجد الحق    ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا التي اشترتها أمريكا من روسيا.. فما قصتها؟    تخفيف الزحام وتوفير الأدوية.. تفاصيل اجتماع رئيس "التأمين الصحي" مع مديري الفروع    محافظ المنوفية يفاجئ مكتب صحة الباجور ويحيل عاملا للتحقيق- صور    رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يتفقد اختبارات الدارسين الخاتمين برواق القرآن    وزارة الزراعة: إجراء التلقيح الاصطناعي لأكثر من 47 ألف رأس ماشية    "قيد الإعداد".. الخارجية الأمريكية تقترب من تصنيف الاخوان منظمة إرهابية    وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2025    إنهاء إجراءات فتح حساب بنكى لطفلة مريضة بضمور النخاع الشوكى بعد تدخل المحافظ    جهاز تنمية المشروعات وبنك القاهرة يوقعان عقدين جديدين بقيمة 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر    اتصالان لوزير الخارجية مع نظيره الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية    رئيس جهاز مدينة دمياط الجديدة يتفقد أحد مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السعودي تطورات الأوضاع في غزة    وزير التربية والتعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    "الشناوي في حتة تانية".. تعليق ناري من الحضري على مشاركة شوبير أساسيا مع الأهلي    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    قافلة المساعدات المصرية ال 14 تنطلق إلى قطاع غزة    شجرة أَرز وموسيقى    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    مواعيد مباريات اليوم.. قمة باريس سان جيرمان ضد توتنهام بالسوبر الأوروبي    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    إخماد حريق نشب في محول كهرباء تابع لترام الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواطنة‏..‏ بين الكرة والانتخابات النيابية‏(1‏ 2)‏
ندوة الأهرام‏..‏ يقدمها‏:‏ محمود مراد
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 02 - 2010

كلمات معبرة بصدق عن جوهر الشخصية المصرية‏..‏ قالها الرئيس حسني مبارك الاثنين الماضي خلال استقباله وتكريمه للفريق المصري لكرة القدم الذي حصد جوائز عديدة في بطولة الأمم الإفريقية وفاز بكأس البطولة لتحتفظ به مصر‏..‏ فقد قال الرئيس‏:‏ لقد برهنتم أمام العالم علي رقي هذا الشعب‏..‏ في عراقته وحضارته وأخلاقه وثقافته‏....‏ وبالفعل فان الشعب المصري هكذا‏..‏ ولا نقول بالتعصب انه أفضل شعوب العالم‏..‏ ولكن نؤكد انه من أفضلها استنادا الي حضارته المعروفة والمسجلة والتي يرجع تاريخها الي عشرة آلاف وخمسمائة سنة حسب ما هو مدون ومنقوش علي الحجر‏..‏ وارتكازا إلي أدلة وشواهد عديدة عبر العصور والي الآن‏..‏ في مجالات متعددة‏..‏ واذا كانت قد حدثت تخوفات خلال العقود الأربعة الماضية نتيجة متغيرات شهدها الوطن والإقليم والعالم علي اتساعه‏..‏ وبسبب تعاظم الوافد عبر التقنيات الحديثة‏..‏ فان الشعب في المواقف الصعبة يكشف عن معدنه الأساسي عملا ومساندة وتحقيقا للهدف‏..‏ ومن ذلك تحقيق الانجاز التاريخي بتشييد السد العالي الذي احتفلنا في التاسع من يناير الماضي بذكري نصف قرن علي وضع حجر أساسه ومن ذلك أيضا الانتصار الذي حققه المصريون في كأس الأمم الإفريقية وما صاحب مبارياتها من أحداث درامية ليس هنا مجال استعراض تفصيلاتها لكن تكفي الإشارة إلي موقف الشعب خلال وبعد مباراة أم درمان في السودان وموقفه خلال وبعد مباراة الفوز في أنجولا‏..‏ والاحتشاد العظيم من الجماهير بكل فئاتها وطوائفها وشرائحها‏..‏ ثم هذه الفرحة العارمة التي طغت‏.‏
وهنا نقول بسرعة انه ليس صحيحا ان الشعب كان يبحث عن مجرد شئ يسعده‏..‏ فإن كل الشعوب تسعد بأي نجاح يحققه بعضها ولكن من المهم ان يتكرر هذا الاحتشاد‏..‏ الأمر الذي يتطلب جهودا بالعمق والاتساع تنطلق من صياغة إستراتيجية يصنعها أهل الخبرة والرأي‏..‏ واساسها في البرنامج الرئاسي للرئيس مبارك وفي خطبه‏..‏ تستهدف تنفيذ مشروع حضاري لتحديث مصر وبناء النهضة والتقدم واضعة في اعتبارها ما هو موجود وما هو محتمل‏..‏ هنا وبجوارنا ومن حولنا‏.‏ غير أن ذلك لا يعني وجود فراغ أو عدم تنفيذ مشروعات في هذا الاتجاه‏..‏ ولكن الأفضل تحديد رؤية تترجمها إستراتيجية تتضمن خططا عاجلة وآجلة وتحدد الأدوار‏..‏ وإذا كانت هذه رسالة مهمة‏..‏ فانه لا تقل عنها أهمية كفاءة الرسل الذين يتولون الإشراف عليها وإدارتها وقيادة تنفيذ مشروعاتها‏.‏ ومن المهم أن يبدأ هذا كله بتفعيل القوة المعطلة والتي تضم ستينا في المائة من تعداد الشعب أي نحو خمسين مليون مواطن يمثلون الشريحة العمرية بين سن‏18‏ و‏45‏ سنة‏..‏ وهؤلاء يعملون في ميادين كثيرة لكنهم قوة معطلة في الحياة السياسية ولا يشاركون في الانتخابات النيابية إلا بنسبة ضئيلة تجذبها الأحزاب وتجذبها جماعات لها أهدافها‏..‏ ومن ثم واستعدادا للانتخابات التشريعية المقررة هذا العام والرئاسية في العام القادم‏..‏ فانه من الضروري ان تصدر وزارة الداخلية قرارا بمد فترة القيد في جداول الانتخابات التي انتهت 31‏ يناير لمدة شهرين أخرين يتخللهما تنفيذ حملة توعية ضخمة وذكية حتي يقبل الشباب وغيرهم علي القيد أو علي تسلم بطاقته أو تعديل التبعية حسب مقر اقامته‏..‏ وفيما نعتقد فان الحملة ستنجح اذا جري اعدادها وتنفيذها جيدا‏..‏ وحتي لا نترك الساحة لمن يعبثون فيها‏!!!‏
وتري‏'‏ الندوة‏'‏ انه من الضروري انشاء منظمة خارج النطاق الحزبي تضم شباب مصر ولها أفرع تهتم بالتثقيف عامة والسياسي خاصة وتنسق مع الوزارات والمؤسسات المختلفة‏(‏ ومنها الصندوق الاجتماعي‏)‏ مثلا‏..‏ لايجاد فرص عمل أو تنفيذ مشروعات منتجة ومثمرة‏..‏ وينبغي ان تهتم وزارة التعليم الي جانب تطوير المناهج بتدريس التاريخ والتربية الوطنية والقومية‏..‏ واعطاء مساحات للهوايات النافعة‏..‏
وذلك كله وغيره في اطار تطبيق سياسة العدالة الاجتماعية وتحقيق وتكافؤ الفرص وتطبيق القانون واعلاء هيبته‏..‏
ولعله من المفيد القول ان الحكومة تسئ تسويق نفسها‏..‏ ربما بسبب ان الوزراء في مجملهم تقنيون وليسوا سياسيين‏..‏ وربما لفقدان سياسة اعلامية قادرة‏..‏ وممارسة ثقافية علي نطاق واسع‏..‏ ومتعدد‏..‏ ولقد تناول الحوار في الندوة هذا كله ليفتح الباب أمام مناقشات واسعة استعدادا للانتخابات القادمة‏..‏ وسعيا علي طريق تحديث مصر ونهضتها‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ ان الموضوع الذي نناقشه ليس جديدا تماما وانما هو متجدد‏..‏ فنحن نثق في الشعب المصري وقدراته ونثق أيضا في عمق‏'‏ المواطنة‏'‏ ولقد سبق ان تناولناها في أكثر من ندوة آخرها في نوفمبر الماضي وما حدث في الأيام الأخيرة بمناسبة كأس الأمم الأفريقية وفوز فريق كرة القدم القومي بالكأس‏..‏ يجدد مرة أخري فهو ليس اكتشافا ويؤكد قدرة وكفاءة جوهر الشخصية المصرية‏..‏ سواء في مجموعة اللاعبين ومهاراتهم‏..‏ وهم وهذه نقطة مهمة يتجددون‏..‏ فقد ظهر وبرز لاعبون عمالقة منذ ستين عاما‏..‏ ثم جاء غيرهم‏..‏ وهكذا كل فترة وحتي بزوغ لاعبين ممتازين في السنوات الأربع الماضية‏..‏ وفي كل مرة كان التخوف عدم تعويضهم ولكن جاء نجوم جدد مما يرسخ حقيقة وجود قدرات مصرية بصفة مستمرة‏,‏ بعضها ظهر وبعضها لم يظهر والبعض الثالث يتحين الفرصة وهذا في الرياضة وفي مجالات أخري‏..‏ بما يعبر عن قدرة الشعب المصري علي الفعل والمهارة خصوصا عندما يتحدد له الهدف وتتوافر الامكانات من علم وتدريب ومستلزمات‏..‏ ويظهر الجوهر المصري أيضا في جموع الشعب الذي يتحد في وقفة واحدة سواء بعد موقعة أم درمان بصرف النظر عن تفاصيلها ومبالغاتها حيث أثبت الشعب حرصه بلاحدود علي كرامته‏..‏ وعلي معدنه‏..‏ وعلي ان يثأر لنفسه‏..‏ أو‏..‏ خلال وبعد مباراة الانتصار في أنجولا حيث خرج الشعب كله بفئاته وطوائفه وتياراته وشرائحه تعبيرا عن الفرحة واعلاء اسم مصر‏..‏ واذا ما استرجعنا أحداثا أخري ونحن نتحدث عن المواطنة والشخصية المصرية فاننا نلمس القيمة المصرية‏..‏ ومن ذلك الحدث البارز جدا وهو حرب أكتوبر التي أجمع الخبراء العالميون علي ان أكبر مفاجأة فيها الي جانب الخداع الاستراتيجي والتخطيط وما الي ذلك كانت‏'‏ المقاتل المصري‏'..‏ اذن فان‏'‏ المصري‏'‏ قادر وكفؤ ويمكن ان يحتشد ويعمل ويبذل كل الجهد لتنفيذ هدف معين‏..‏ وهذا هو ما يجعلنا نركز علي هذه الطاقة البشرية الضخمة‏..‏ ونتساءل كيف يمكن استثمارها في مجالات أخري لتحقيق انجازات‏..‏ وكيف يمكن ان تشارك في المسئولية ومحورها هو ممارسة حق الانتخاب وحقوق المواطنة‏..‏ حتي لاتحدث مثل هذه الهبات العظيمة ثم لا تلبث ان تخبو‏..‏ حتي تجئ مناسبة أخري‏..‏ وهكذا‏..‏ وكيف نحافظ علي هذه‏'‏ الروح‏'‏ ونحسن استثمارها‏..‏ وما الذي نطلبه‏..‏ ونطالب به‏.‏
الحلم والمشروع والرمز
‏*‏ الدكتور ابراهيم درويش‏:‏ ان أي شعب يحتاج الي حلم‏..‏ ومشروع‏..‏ ورمز‏..‏ ولقد بدأ هذا في مصر منذ العصر الفرعوني وعلي مدي التاريخ‏..‏ ومنذ بدايات القرن الماضي كان الحلم المصري هو الحصول علي الاستقلال فتوحد الشعب وكافح وكان الكل أمام الحلم سواء وهذا هو مضمون المواطنة حيث تتحقق المساواة‏..‏ وتتحقق العدالة‏..‏ ويسود مبدأ تكافؤ الفرص‏..‏ فكانت ثورة‏1919‏ بزعامة سعد زغلول ورفاقه‏..‏ ثم سعي الشعب الي الشرعية والدولة القانونية فجاء الدستور المصري سنة‏1923‏ وما أعقبه من ممارسة ديمقراطية فكانت الانتخابات النيابية وهنا تبرز أهمية الثقة بين فئات الشعب وبينه وبين الحاكم‏..‏ واذا أردنا مشروعا الآن فان هذا له شروط منها الثقة ومنها الشفافية‏..‏ مثل ان يعلم الشعب بكل شئ بما في ذلك المشاكل التي اذا عرفها الشعب وناقشها فانه يتحملها بكل تبعاتها‏..‏ وهذا مطلوب ليس فقط من الحاكم في أي وطن بل أيضا من الذين يتولون المسئولية‏..‏ وبتوحد الكل‏..‏ يتجسد الحلم‏..‏ ومنه يتولد المشروع‏..‏ ويبرز الرمز‏..‏ وهذا ما حدث مثلا في مباريات الكرة‏..‏ واذا طبقنا نفس النظرية علي ما سبق‏..‏ فان مصر بعد تحقيق حلم ثورة يوليو‏1952‏ جاء المشروع وهو تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي‏..‏ وزيادة الانتاج‏..‏ وبرز مشروع السد العالي ونجح المصريون في اقامته‏..‏ كما برز حلم القومية العربية‏..‏ وتحقق بمشروع وحدة مصر وسوريا‏..‏ ولننظر كيف كان موقف الشعب المصري ثم كيف كان موقفه بعد نكسة يونيو‏1967‏ ورفضه الهزيمة وتنحي جمال عبد الناصر‏..‏ والاستعداد لاعادة البناء حتي حرب اكتوبر المجيدة وبروز‏'‏ المقاتل المصري‏'..‏ فالمهم‏..‏ أكرر الثقة‏..‏ والصراحة‏..‏ والتعامل مع الحقائق‏..‏
الرسالة‏..‏ و‏..‏ الرسل
‏*‏ الدكتور محمد كمال‏:‏ لقد أوضحت الأحداث الأخيرة المتعلقة بكرة القدم‏..‏ وجود درجة عالية من الانتماء للأسرة المصرية‏..‏ فان خروج الجميع‏..‏ الصغير والكبير‏..‏ والرجل والمرأة‏..‏ والفقير والغني‏..‏ والمسلم والقبطي‏..‏ للاحتفال يؤكد المعني ويقضي علي أي مقولة تتحدث عن ضعف الاهتمام لدي المصريين بكل فئاتهم وأري ان هذا الاجماع هو أحد صور اهتمام الشعب بالشأن العام‏..‏ كما أوضحت هذه المناسبة‏..‏ وجود طاقة هائلة لدي الشباب‏..‏ ولكن لا تستغل بالشكل الأمثل‏..‏ وأنا أزعم من خلال وجودي في الجامعة ان لدي الشباب في هذا الجيل درجة كبيرة من الاهتمام بالسياسة‏..‏ غير انه وللأسف لا توجد قنوات كافية للاستفادة من هذه الطاقة‏..‏ وأعني الأحزاب‏..‏ والاقبال علي الانتخابات‏..‏
وأتفق مع الدكتور ابراهيم درويش في ضرورة وجود ادوات لجذب الشباب للعمل السياسي والانتخابات مثل‏:‏ تحديد هدف‏..‏ مثل زيادة المشاركة في الأحزاب السياسية وممارسة الانتخابات‏..‏
ولتحقيق هذا الهدف لابد من التخطيط العلمي وهذا ما فعلته دول أخري‏..‏ بشرط توافر الارادة السياسية‏.‏
والي جانب هذا‏.‏ هناك أهمية لوجود رموز يثق فيها الشباب ترتبط بتحقيق الهدف‏..‏ لأنك هنا لا تستطيع ان تفصل‏'‏ الرسالة‏'‏ عن‏'‏ الرسول‏'!‏ فقد تكون الرسالة نبيلة جدا‏..‏ لكن‏'‏ الرسول‏'‏ القائم علي توصيلها بلا مصداقية‏!‏
وأري أيضا‏..‏ اننا في حاجة الي اطار قومي غير حزبي للاستفادة من هذه الطاقة الهائلة للشباب‏..‏ لاستقطاب الشباب وتثقيفهم سياسيا وطنيا وقوميا‏..‏ ويكتشف قيادات المستقبل منهم‏..‏ ولتوجيه الشباب الي مشروعات وطنية‏..‏ ومجتمعية‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ اذا ركزنا علي هدف المشاركة في الانتخابات بدءا من التي ستجري هذا العام‏..‏ و‏..‏ فلحنا في هذا‏,‏ ونكون قد نفذنا انجازا مهما خاصة ونحن نخوض معركة بناء المستقبل‏.‏ واذا جاز لي التشبيه بين هذه المعركة وبين حرب‏1973‏ المجيدة‏..‏ فانني أقول انه في اطار استعدادنا لها وبناء قوة فاعلة جري الاهتمام بتجنيد الشباب المؤهلين لاستيعاب التدريب والتعامل مع الأسلحة الحديثة وكذلك الشباب بصفة عامة الذين يجري تدريبهم تدريبا مكثفا وتوعيتهم‏..‏ وهذا يجعلنا الآن في حاجة الي تجنيد هذه الطاقة الفاعلة وانشاء هذه المنظمة التي أشار اليها الدكتور محمد كمال لتمارس الأهداف التي ذكرها‏..‏ الي جانب قيامها بمساعدة الشباب علي العمل وفتح وايجاد فرص ملائمة له‏..‏
والي ان يحدث هذا‏..‏ وارجو ان يتم بسرعة فاننا علي الفور بحاجة الي دفع الشباب للمشاركة في الانتخابات وهذا العام مما يتطلب مناشدة وزارة الداخلية باعادة فتح القيد في الجداول الانتخابية وتسلم البطاقات لمدة شهرين آخرين‏..‏ مع تنظيم حملة دعاية ذكية ومكثفة لحث الشباب علي ممارسة هذا الحق‏.‏
العلم‏..‏ والتربية الوطنية
‏*‏ الدكتور محمد عبد اللاه‏:‏ انني أتفق مع ما قيل‏..‏ واضافة الي ما ذكره الدكتور محمد كمال وأنا أؤيده فيما ذكر فانني أود التعبير عن ملاحظة هزتني جدا خلال الأيام الماضية ووسط مظاهر الاحتشاد بالفرحة وأعني تأكيد احساس الشعب بقيمة‏'‏ العلم‏'..‏ فقد حرص الذين خرجوا الي الشارع علي رفع‏'‏ علم مصر‏'..‏ رمزا وقيمة‏..‏ ومن الملاحظ أيضا اذابة الفوارق الاجتماعية وغيرها‏..‏ وصار الكل نسيجا واحدا متكاملا متكاتفا معبرا عن عمق الانتماء والمواطنة‏.‏
وهذا يقودني الي‏'‏ التعليم‏'..‏ وهل يجري تدريس التاريخ كما هو‏..‏ وهل لا يزال التلاميذ يحيون العلم كل صباح؟ ولماذا لم يعد التلاميذ يدرسون التربية الوطنية والقومية ولماذا لا تقوم المنشآت والهيئات الحكومية وغيرها التي ترفع العلم المصري بتغييره إذا كان مهلهلا وممزقا‏..‏ فانه رمز‏..‏ ومن العيب والعار أن يبدو هكذا‏!‏
واتصالا بالحديث عن الانتخابات فانني أتفق مع ما قيل بضرورة حث الشباب علي ممارسة هذا الحق‏..‏ ومد فترة القيد مع التوعية للحصول علي البطاقات‏..‏ لأ الشباب عازف‏..‏ ولا تدفعه الا جماعات معينة‏.‏
اننا يجب ان نغتنم الفرصة لأن المواطن المصري بخير‏..‏ وانه اذا استشعر في أي لحظة ان مصر في‏'‏ الميزان‏'‏ فان رد فعله يكون قويا إيجابيا منتميا‏..‏ ومن ثم يجب ألا يمر معني ما حدث مرور الكرام‏..‏ بل انه يتطلب وقفة حقيقية للاستفادة من هذه القوة الكامنة في داخل الشعب المصري للانطلاق للمستقبل‏.‏
واقترح مشروعا معينا‏..‏ فاننا اذا طرحنا وبجدية موضوع ان‏'‏ كرامة مصر تأبي ان يكون هناك أمي علي أرضها‏..'‏ وان مسئوليتنا جميعا ان نزيل هذه الأمية‏..‏ فان الشباب سينخرط ويتدافع للاشتراك في هذا المشروع الوطني الذي هو من أسس تحديث مصر‏..‏ لعلي أيضا‏..‏ أطالب باعادة الاعتبار المعنوي للعلم‏..‏ واتصالا به‏..‏ فانه اذا كنا نسعي للجودة في المنتج فلابد من اعادة الاعتبار للتعليم الفني‏..‏
ولابد أيضا ونحن في دولة القانون‏..‏ ان يتعمق شعور المواطن بالقانون وهيبته‏..‏ وسيادته علي الجميع بلا تفرقة‏..‏
اشترك في الندوة
‏*‏ الدكتور ابراهيم درويش‏:‏ أستاذ القانون الدستوري‏.‏
‏*‏ الدكتور محمد عبد اللاه‏:‏ رئيس جامعة الاسكندرية السابق‏.‏
‏*‏ الدكتور محمد كمال‏:‏ مدير مركز الدول النامية في جامعة القاهرة وعضو مجلس الشوري‏.‏
‏*‏ الدكتور أحمد شوقي العقباوي‏:‏ أستاذ علم النفس جامعة الأزهر
الدكتورة مني يوسف‏:‏ خبير أول بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.