مسنشار للطيران والإسكان والاقتصاد.. من هو أسامة شلبي رئيس مجلس الدولة الجديد؟    القوات المسلحة تحتفل بالعام الهجرى الجديد    بيان عاجل أمام «النواب» بسبب استمرار أزمة الرسوم القضائية    في موكب صوفي مهيب.. الطرق الصوفية تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة غداً (تفاصيل)    البطريرك يونان يتفقّد كنيسة مار إلياس في دمشق بعد التفجير الإرهابي    الأوقاف: محافظة الفيوم تتسلَّم أولى دفعات لحوم صكوك الأضاحي    البنك الدولي يوافق على منحة 146 مليون دولار لدعم كهرباء سوريا    تكريم 200 موظف بعد اجتياز برنامج تدريبي رقمي في بني سويف    الجيش الإسرائيلي ينسحب من بلدة يَعْبَدْ بعد عملية استمرت 16 ساعة    أردوغان يلتقي رئيس الوزراء البريطاني على هامش قمة الناتو    شوبير: حمزة علاء ليس قريبًا من الزمالك.. ويقترب من تجربة احترافية خارج مصر    مصرع طفل غرقا أثناء الصيد بترعة في سمالوط.. والنيابة تصرح بالدفن لعدم وجود شبهة جنائية    حتى 29 يونيو.. عروض مسرحية النداهة ضمن الموسم المسرحي بالوادي الجديد    في أسبوعين..تامر حسني يكسر حاجز ال 12 مليون مشاهدة ب حلال فيك    لمواليد برج العذراء.. ما تأثير الحالة الفلكية في الأسبوع الأخير من يونيو 2025 على حياتكم؟    الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران فرصة لتفادي تصعيد كارثي    البورصة المصرية تربح 27.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    بيراميدز يعطي فيستون ماييلي الضوء الأخضر للرحيل.. ويوضح موقف مصطفى محمد من الانضمام للفريق    محمد شريف: أتفاوض مع 3 أندية من بينها الزمالك وبيراميدز    شبانة: جسلة منتظرة بين الخطيب وريبيرو لحسم موجة التعاقدات الثانية بالأهلي    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    «بسلاح الذكريات السيئة».. ماسكيرانو يحفز ميسي للانتقام من باريس سان جيرمان    محافظ بورسعيد يكشف سبب هدم قرية الفردوس    براءة 12 متهمًا من الهجرة غير الشرعية والسرقة في المنيا    جهاز تنمية المشروعات يطلق الموسم الرابع من مسابقة Startup Power    شكوك بقدرة نتنياهو على استغلال تأييد الإسرائيليين الحرب على إيران    «العربية لحقوق الإنسان»: مراكز المساعدات لمؤسسة غزةتشكل انتهاكاً خطيراً لمبادئ القانون الإنساني    نانسي عجرم ومارسيل خليفة يشاركان في مهرجان صيدا الدولي أغسطس المقبل    عبلة كامل تتصدر التريند بعد أحدث ظهور لها    «حمى القراءة.. دوار الكتابة».. جديد الروائي الأردني جلال برجس    التقويم الهجري: من الهجرة إلى الحساب القمري.. قصة زمنية من عهد عمر بن الخطاب حتى اليوم    هيئة التأمين الصحي توقع بروتوكول تعاون لتعزيز التحول الرقمي في خدمات رعاية المرضى    عاجل- مدبولي يستعرض نتائج تعاون جامعة أكسفورد ومستشفى 500500 لتطوير العلاج الجيني للسرطان    البطريرك يوحنا العاشر يتلقى تعازي بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا    قرار جمهوري بتعيين سلافة جويلي مديرا للأكاديمية الوطنية للتدريب    بنك ناصر يدعم أطفال الشلل الدماغي بأحدث الأجهزة المستخدمة في تأهيل المرضى    الرئيس السيسي يؤكد لنظيره الإيراني رفض مصر للهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قطر    تطور قضائي بشأن السيدة المتسببة في حادث دهس "النرجس"    محافظ الجيزة يتابع ميدانياً جهود إطفاء حريق بمخزن دهانات بمنطقة البراجيل بأوسيم    مدير مكتبة الإسكندرية يستقبل وفد جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات    القبض على صاحب فيديو سرقة سلسلة ذهبية من محل صاغة بالجيزة    أستاذ بالأزهر يحذر من انتشار المرض النفسي خاصة بين البنات والسيدات    كشف غموض اندلاع حريق في مخزن مواسير بلاستيك بسوهاج    المشاط تبحث مع المنتدى الاقتصادي العالمي تفعيل خطاب نوايا «محفز النمو الاقتصادي والتنمية»    رابط رسمي.. نتائج امتحانات نهاية العام في كليات جامعة أسيوط    المؤتمر الطبى الأفريقى .. عبدالغفار يشيد بجهود"الرعاية الصحية" في السياحة العلاجية والتحول الرقمي    توريد 3 أجهزة طبية لمعامل مستشفى الأطفال بأبو حمص بتكلفة 4 ملايين جنيه    «دعاء السنة الهجرية».. ماذا يقال في بداية العام الهجري؟    الترجي ضد تشيلسي.. الجماهير التونسية تتألق برسائل فلسطين في مونديال الأندية    وزير الرياضة: منتخب اليد يستحق جهازا فنيا على أعلى مستوى    محافظ القاهرة يبحث مع وزير الثقافة تحويل حديقة الأندلس لمركز فنى وثقافى    تحرير 145 محضرًا للمحال المخالفة لقرارات ترشيد الكهرباء    وزيرة التخطيط تلتقى ممثلى مجتمع الأعمال الصينى خلال المنتدى الاقتصادي العالمي    صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكمة الشيوخ وتطلعات الشباب أولويات المرحلة المقبلة
علماء الدين‏:‏ إشراك الشباب في اتخاذ القرارات وتأهيلهم لتحمل المسئولية‏..‏ ضرورة شرعية
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 02 - 2011

طالب علماء الدين بضرورة الاستفادة من طاقات الشباب وتأهيلهم لتولي المسئولية وصقل خبراتهم وتحميلهم مسئولية أوطانهم بعد سنوات طويلة من التجاهل واحتكار كبار السن للمناصب القيادية والمسئوليات في مختلف القطاعات‏,‏ وإهمال وتجاهل وتعطيل طاقات الشباب وعدم الاستفادة منها‏.‏ وأكد علماء الدين أن الإسلام أولي عناية بالغة بالشباب وعلي أكتافهم قامت ونهضت الدولة الإسلامية‏,‏ وأن الشباب هم طاقة الأمة الحيوية المتجددة وثروتها الحقيقية التي من خلالها تستطيع تجاوز المراحل الحرجة التي تمر بها‏,‏ وهو ما يتطلب العناية بالشباب والأخذ بأيديهم والاستماع إليهم وصقل مواهبهم واكتشاف قدراتهم وتوظيف هذه الطاقات‏.‏
وأوضح علماء الدين أن الأمة الإسلامية يمثل الشباب فيها ما بين‏55‏ و‏06%‏ فهي أمة الشباب المتجدد‏,‏ عكس الأمم الأخري التي يمثل كبار السن فيها الشريحة الأكبر‏,‏ وهو ما يتطلب كذلك النظر إليهم علميا وعمليا وثقافيا وفكريا وفتح المجال أمامهم لبناء مستقبل الأمة‏,‏ خاصة في ظل ما يحاط بهم من مخططات غربية وتحديات وصعاب‏.‏
مكانة الشباب في الإسلام
يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر‏:‏ الشباب عماد الأمم‏,‏ وعلي أكتافهم تنهض الشعوب‏,‏ وعلي عاتقهم تقع المسئولية الكبري للنهوض بالمجتمع‏,‏ وقد أولي الإسلام الشباب عناية خاصة ولذلك فإننا نجد النبي صلي الله عليه وسلم يقول‏:‏ أوصيكم بالشباب خيرا‏,‏ فإنهم أرق أفئدة‏,‏ لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب‏,‏ وخالفني الشيوخ‏.‏ والذين كانوا حول النبي هم الشباب‏,‏ من أمثال معاذ بن جبل الذي قال فيه صلي الله عليه وسلم أعلم امتي بالحلال والحرام وكان قبل العشرين‏,‏ ومنهم زيد ابن ثابت‏,‏ وكان من كتاب الوحي وهو ابن سبع عشرة سنة‏,‏ وأمره النبي أن يتعلم العبرية فتعلمها في خمسة عشر يوما‏,‏ ومنهم الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري‏,‏ الذي جاء عارضا نفسه علي يد أبيه للجهاد مع النبي صلي الله عليه وسلم وهو ابن سبع عشرة سنة‏,‏ ومنهم عبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله‏,‏ وعشرات آخرون كانوا قادة وسلمت إليهم قيادة الجيش الاسلامي مثل اسامة بن زيد وكان ابن ثماني عشرة سنة‏,‏ وكما اعترض بعض الناس علي صغر سنه بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم إلي الرفيق الأعلي ونصح بعضهم أبو بكر خليفته ان يعزله قال أيعينه رسول الله ويعزله أبو بكر ومشي الخليفة الكبير في السن علي قدميه وأسامة راكبا فرسه‏,‏ فقال له بأدب جم إما أن تركب وإما ان أنزل‏,‏ فقال ابو بكر والله لن اركب ولن تنزل ومالي لا أغبر قدمي في سبيل الله ساعة والعلماء والفقهاء يحللون موقف ابي بكر هذا بأنه أراد ان يقنع الناس بطريقة عملية أن اسامة هو القائد ولا اعتراض عليه‏.‏
وأضاف د‏.‏ مبروك عطية‏:‏ وما كانت ثورة الفتي إبراهيم عليه السلام علي الأصنام المعبودة وتحطيمه لها إلا فكرا جديدا علي المشركين أيقظ النائمين‏,‏ ونبه السكاري والمخمورين‏,‏ أن لا معبود إلا الله‏,‏ وما تمرد فتية الكهف علي الطواغيت الحاكمة إلا رفضا لأفكار بائدة‏,‏ وإحياء للفطرة المتجددة التي حمل لواءها الشباب‏,‏ قال تعالي إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي‏.‏
وكان صلي الله عليه وسلم يشاورهم ويسمع منهم ففي يوم أحد لما جمعت قريش جموعها‏,‏ وجيشت جيوشها‏,‏ وخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل متوجهين إلي المدينة ليثأروا لشرفهم الذي مرغ يوم بدر‏,‏ جمع النبي أصحابه‏,‏ وعرض عليهم الموقف‏,‏ فرأي الشيوخ البقاء‏,‏ بالمدينة علي أن تدور رحي المعركة في شوارعها ودروبها‏,‏ وبذلك يستطيع الصبيان والنساء أن يساهموا في المعركة‏,‏ وكان رأي الشباب أن يخرجوا لمناجزة القوم‏,‏ وقالوا لرسول الله‏:‏ اخرج بنا إلي أعدائنا لا يرونا أنا جبنا عنهم وضعفنا‏,‏ والله لا نطمع العرب في أن تدخل علينا منازلنا‏,‏ ونزل رسول الله علي رأي الشباب‏,‏ وانسحب عبدالله بن أبي من جيش النبي متعللا بنزول الرسول علي رأي الشباب‏,‏ ورجع وهو يتمتم قائلا‏:‏ أيعصيني ويطيع الولدان؟‏!.‏
وأوضح د‏.‏ مبروك عطية أنه وفي هذا اليوم المشهود يوم أحد وبعد أن أكد للشباب ذاته في الرأي‏,‏ أكد له أيضا ذاته بالمشاركة الفعلية في ميدان القتال‏,‏ فسمح للبراعم المتفتحة من الشباب المؤمن أن تشارك في المعركة‏,‏ فأجاز سمرة بن جندب ورافع بن خديج وهما في الخامسة عشرة‏,‏ وكان قد ردهما لصغر سنهما‏,‏ فقال الصحابة‏:‏ يا رسول الله‏,‏ إن رافعا رام يجيد الرماية فأجازه‏,‏ فلما أجازه قالوا له‏:‏ يا رسول الله‏,‏ إن سمرة يصرع رافعا فأجازه‏.‏
وفي يوم الخندق أجاز رسول الله للقتال أسامة بن زيد‏,‏ وعبد الله بن عمر ابن الخطاب‏,‏ وزيد بن ثابت‏,‏ والبراء بن عازب‏,‏ وعمرو بن حزم‏,‏ وأسيد بن ظهير‏,‏ وكل هؤلاء لم يجاوزوا الخامسة عشرة‏..‏
فقد وجه النبي جيشا إلي بلاد الشام بقيادة الشاب المسلم أسامة بن زيد وهو في الثامنة عشرة من عمره‏,‏ وهذا الجيش يضم بين جنوده كبار الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص‏..‏ وكان عمر حتي بعد أن ولي الخلافة إذا رأي أسامة قال له‏:‏ السلام عليك أيها الأمير‏,‏ فيقول أسامة‏:‏ غفر الله لك يا أمير المؤمنين‏,‏ تقول لي هذا؟ فيقول عمر‏:‏ لا أزال أدعوك ما عشت الأمير‏,‏ مات رسول الله وأنت علي أمير‏.‏
وهكذا نجد أن رسول الله يلقي علي مسامع الأمة وأعينها درسا عمليا في أن الشباب المسلم لابد أن يتحقق له ذاته‏,‏ ويفسح له المجال ليعبر عن نفسه من خلال أخطر الأعمال وأجلها‏,‏ ولقد وعي خلفاء رسول الله الدرس فكرموا الشباب‏,‏ واحترموا فكرهم‏,‏ وأشركوهم بالرأي والفعل في أعظم الأمور وأخطرها‏,‏ هذا هو الشباب‏,‏ وهذه بعض مكانته في الإسلام‏,‏ وإنا لنعقد كل الأمل علي شباب هذه الأمة ليعيد الوجه الإسلامي علي أرضه بعد غيبة طويلة‏.‏
فالفتوة تعني القوة‏,‏ والشباب زمن القوة‏,‏ وان لم تستثمر هذه القوة في الخير فإن ألف يد من الشر تمتد إليها‏,‏ وعلي الأمة والحكماء وعلماء الدين والتربية والفلسفة والاجتماع أن يتوجهوا بجميع طاقاتهم إلي بناء الشباب‏,‏ بناء صحيحا وفكريا ووجدانيا حتي يقوموا بمهامهم العضال في بناء الأمة‏,‏ وألا يستخفوا من آرائهم‏,‏ وألا يبعدوهم عن المشاركة الحقيقية في بناء الأمة واتخاذ القرارات لمصلحتها‏,‏ فما ربي النبي شباب الأمة في صدر الإسلام إلا علي الثقة والاطمئنان فقاموا خير قيام بما كلفهم به من واجبات فبنوا الدنيا وأقاموا الدين‏.‏
منهج الإسلام في إعداد الشباب
وللإسلام منهج محدد المعالم في تربية الشباب‏,‏ تتمثل في التنشئة علي الدين‏,‏ وفيها ما ورد في الحديث الصحيح من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في عبادة الله‏,‏ والاهتمام بالأبدان والرياضة وتقويتها‏,‏ والدليل علي ذلك دعوة النبي صلي الله عليه وسلم إلي تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل والتسابق بها وبالنوق‏,‏ وكانت ناقته صلي الله عليه وسلم يركبها الشباب ويدخلون بها السباق‏,‏ وثالث هذا المنهج دعوة الشباب إلي العفة لحديث يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة‏..,‏ ورابعا تقديم رأيهم علي رأي غيرهم إذا كان موافقا لحال الأمة‏,‏ وان يكون للشباب مثل اعلي من الشيوخ في خبرته وعلمه وحكمته بحث يكون مثالا يحتذي به عندهم‏,‏ فالشباب المسلم يعلم أن الكبير اذا كان منصفا معبرا عن رأيه قدم الكبير وظل وراءه درعا يحميه‏.‏
لذلك ليس المهم أن نعمل ضمن إطار الأماني والمشتهيات‏,‏ بل المهم كل الأهمية‏,‏ هو أن نعمل ضمن إطار الممكن والإمكان‏,‏ أن ندرس المشكلة التي تعترضنا ونعمل علي حلها بخطوات متدرجة‏,‏ حتي نصل في النتيجة إلي المطلوب‏,‏ وعلينا أن نساعد الجيل الصاعد علي تفهم التدرج في بناء الإسلام‏,‏ وعلينا أن نعد الجيل الصاعد للعمل علي بناء المجتمع الإسلامي‏,‏ بل علي تجديد ذلك البناء‏,‏ وبهذا المخطط النبوي‏,‏ وبهذه الإرشادات السماوية‏,‏ نستطيع أن نسمو بالشباب العنصر الفعال في المجتمع إلي العمل علي تحقيق الخيرية لهذه الأمة التي أشار إليها قوله‏:‏ خير أمتي أولها وآخرها‏.‏
ولا بد للوصول إلي هذه الخيرية من حسن استعمال جميع الوسائل الإعلامية والدعائية المعاصرة‏,‏ لتبليغ الدعوة من دعوة فردية وجماعية‏,‏ دعوة بالقول والكتابة والقدوة‏,‏ دعوة بالإذاعة والتلفزة والمحطات الفضائية‏.‏
وأمتنا في أشد الحاجة اليوم إلي أن تتعرف علي الشباب ودوره في بناء المستقبل‏,‏ لأنهم يمثلون العنصر الحي في الأمة وعنصر القوة بين الضعفين‏,‏ فالإنسان يسأل عن عمره بصفة عامة وعن شبابه بصفة خاصة‏,‏ ولا يمكن أن يتم بناء المستقبل إلا بالشباب المتعلم المؤمن‏,‏ لأن الجهل لا يصنع أمة‏.‏
ويطالب الدكتور مبروك عطية بضرورة الوصول إلي إجراءات عملية لرسم منهج واضح لمستقبل الشباب بعد تحديد أهم القضايا التي تهم مستقبلهم‏,‏ وإشراكهم في اتخاذ القرارات وتنمية الذات لضمان تحقيق الاستمرارية وعدم استحواذ الكبار علي الأفكار والمشروعات‏,‏ ووضع البرامج التي من شأنها توظيف طاقات الشباب توظيفا جيدا في خدمة الأمة والنهوض بها‏,‏ خاصة أن الأمة في حاجة لجهود أبنائها‏,‏ ولا مستقبل لنا دون الاستفادة من طاقات الشباب‏,‏ الذي من حقه أن نوفر له كل الخدمات والإمكانات التي تعينه علي العطاء‏,‏ وأن نقدم لشبابنا الحلول العملية والعلمية للمشكلات التي يتعرض لها‏,‏ والعمل علي حل مشاكل الشباب قبل الزواج وتحقيق التقارب بين الشباب المسلم في كل مكان‏,‏ وإعطاء النماذج الحسنة من علماء المسلمين فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وهم قادة الأمة في الغد في المجالات المختلفة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو غيرها‏,‏ ومن هنا فإن الاهتمام بإعداد الشباب للمستقبل هو اهتمام بمستقبل الأمة‏.‏
التركيز علي الشباب
اما الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق فيطالب بالتركيز علي الشباب خلال المرحلة المقبلة ويقول حدث تهميش لدور الشباب وإهمال لطاقاتهم خلال المرحلة الماضية‏,‏ وكان من الممكن ان تستغل تلك الطاقات التي عانت التهميش والبطالة في أواسط الشباب‏,‏ مما جعل نفوسهم ثائرة وغاضبة لأنهم يرون انهم وقع عليهم ظلم‏,‏ حتي انهم وقعوا فريسة لبعض الأيدولوجيات وثاروا ضد مصالح الوطن‏,‏ وكان واجبا علينا من الناحية الشرعية والإعلامية والسياسية والرياضية أن تكون عنايتنا بالشباب‏,‏ بتحقيق العدالة الاجتماعية بينهم‏,‏ ومن الواجب الآن علي كل مؤسسات الدولة ان تعني بهذا الشباب‏,‏ وان تكون هناك أدوار للدعاة ووسائل الاعلام والصفحات الدينية‏,‏ وهذه الانتفاضة التي قام بها الشباب في ميدان التحرير‏,‏ تحسب لهم بما حققته من نتائج في محاربة الفساد‏,‏ وتحسب ايضا للنظام الذي اتاح لهم هذه الفرصة من الحرية للتعبير عن رأيهم ومطالبهم‏,‏ ونحن في امس الحاجة الآن إلي العناية بالشباب‏.‏
وينتقد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق تهميش دور الشباب ويقول‏:‏ عالج المنهج الإسلامي كل تلك الأمور‏,‏ وجعل الشباب هم عدة وعتاد الوطن‏,‏ وكان من نتيجة هذا التهميش ما نحن عليه الآن‏,‏ وانتفض الشباب بسبب احتكار السياسة والاقتصاد وإهمال الثقافة والتربية العلمية الكاملة التي تربط العلم بالحياة‏,‏ ويجب علينا جميعا أن نوجه ثورة الشباب‏,‏ وان نأخذ بأيديهم نحو الأمن والسلام الاجتماعي والتكافل الاجتماعي بين كل افراد المجتمع والمواقع القيادية‏,‏ والديمقراطية الكاملة وصولا إلي الحكم الرشيد‏,‏ والاهتمام بمناهج التعليم لبناء جيل جديد قادر علي تحمل المسئولية‏.‏
رسالة عاجلة للشباب المصري
من جانبه وجه فضيلة الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر الاسبق رسالة عاجلة إلي الشباب المصري طالبهم فيها بالتركيز علي مصر ومكانتها ومنزلتها التي ذكرت في القرآن الكريم‏,‏ مشددا علي ضرورة أن تكون مصر في قلوب جموع المصريين طول الوقت‏,‏ وأضاف قائلا‏:‏ لقد وصلت الرسالة بحمد الله وينبغي أن نعود إلي بيوتنا وتعود حياتنا العادية‏,‏ فلقد قمتم بعمل عظيم لم يقم به أحد من قبل من أجل القضاء علي البطالة والغلاء والفساد‏,‏ لذا يجب أن تعودوا حتي يتحقق ذلك بالعمل ونعوض الخسائر التي فقدناها خلال الأيام الماضية‏,‏ ولا ينبغي لمصري أيا كان أن يحارب أو يقتل مصريا تحت أي بند أو سبب ولكن يجب أن نكون إخوة متحابين‏,‏ وأقول لكم أن ميدان التحرير لن ينتقل من مكانه فإذا تم الإخلال بالعهود التي تم الاتفاق عليها عودوا للثورة والاحتجاج مرة أخري‏.‏
وقال الشيخ محمود عاشور‏,‏ إن الشباب هم الدم الفائر‏,‏ إذا اقتنع بشيء ورآه جديرا بالاكتساب لا يتأخر عن التضحية بالنفس في سبيله‏,‏ بغض النظر عما إذا كان ذلك الشيء سيئا أو حسنا‏,‏ ولهذا كان الاهتمام بالشباب ضرورة تفرضها مصلحة الشباب من ناحية‏,‏ والأمة من ناحية ثانية‏.‏
وطالب كل مؤسسات الدولة بالاهتمام بالشباب وتعليمهم وتربيتهم وتوفير فرص العمل والسكن الملائم‏,‏ وان تتيح كل مؤسسات الدولة للشباب الفرصة في تولي المواقع القيادية‏,‏ وان تضع الدولة الشباب نصب أعينها خلال المرحلة المقبلة‏.‏
العلماء وإصلاح فكر الشباب
ويشير الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية إلي أن الأمة تواجه موجات من الخلل في التفكير لدي البعض خاصة من الشباب نتيجة الجهل بالدين الإسلامي فنجد البعض بدافع الحماس والتضليل الفكري والفهم المغلوط لحقائق الإسلام يلجأ في بعض الأحيان إلي القيام بتصرفات تضر ببني وطنه أو بني أمته أو بأحد الأبرياء من غير المسلمين ويسقطهم ضحايا بحجة أن هذا عمل إسلامي والإسلام منه بريء ولاشك أن هذا الخلل أو الاضطراب في الفكر يتطلب أن يقوم العلماء بواجبهم نحو إصلاح هذا التفكير المغلوط لدي بعض أفراد الأمة واستبداله بأفكار صحيحة عن رسالة الإسلام في الكون والحياة‏.‏
وناشد الجندي العلماء أن يتحملوا المسئولية الملقاة علي عاتقهم في توجيه الشباب وتوعيتهم‏,‏ ومحاربة الفتن وحماية المجتمع من هذا الخطر الذي يهدد الأمة بأكملها‏,‏ وان يتعاملوا مع الشباب بفكر خلاق ينبع من أصالة الإسلام في بناء الشخصية وتربية وجدان المسلم علي الانتماء لحب الدين والوطن والأمة وقبول الآخر والقسط في التعامل معه‏.‏
دور الأسرة
ويقول الدكتور رأفت عثمان‏,‏ عضو مجمع البحوث الإسلامية‏,‏ عميد كلية الشريعة والقانون السابق ان نصوص الشريعة الاسلامية تولي عناية بالغة بالشباب‏,‏ والرسول صلي الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والإمام الذي علي الناس راع ومسئول عن رعيته‏,‏ والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته‏,‏ ومسئولية تربية الأولاد تقع علي الأسرة منذ الصغر‏,‏ والشباب هم حصيلة هذه التوجيهات الأسرية‏,‏ فاذا احسن توجيهها كانت خيرا للمجتمع بل للفرد ذاته وأسرته‏.‏ وقد ابرز الرسول صلي الله عليه وسلم مكانة الشباب في الإسلام‏,‏ فأسند لهم القيادة‏,‏ وقامت الدعوة علي اكتافهم‏,‏ وقد ادي التجاهل لطاقات ومطالب ومشكلات الشباب الي ما نراه الآن‏,‏ ويجب ان نخاطب هؤلاء الأبناء بأن يعملوا علي أن يكون اباؤهم أيضا شركاء في وضع الشرعية لمطالبهم حتي تصاغ دستورا يحكم مصر من خلال هؤلاء الأبطال‏.‏
كما طالب أولي الأمر باختيار القادة والمسئولين علي اسس علمية‏,‏ وان يكون شاغل الموقع أهلا له‏,‏ حتي وان كانوا من الشباب‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.