بدون لت وعجن وقيل وقال.. نجيب من الآخر.. بصمت بالعشرة وأيقنت انني صديقة مجموعة من المدمنات... وإنتقلت إلي العدوي! وقبل الخيال ما يروح لبعيد, أذكرك أن الادمان ليس فقط إدمان شم وكوكايين وهيروين وكلام السيما والاعلانات اللي لا بيودي ولا بيجيب ولا بيحل ولا بيربط.. الادمان هو التعود علي التورط في أي شيء... والارتباط المرضي الذي يمكنه ربط الحبل حول رقبتك الغالية واشنق يا جميل وأنت مبسوط وجايز تفوق علي الحقيقة المرة إن المدام مدمنة أو البيه أو إبن المدام وإبن البيه وأنا وأنت.. بالسلامة كده مدمنون!.. ومدمنات..! في السفر يكتشف كل صديق إدمان صديقه بلا فخر! وهذا ما حدث معي... علي مر سنوات أسافر فيها مع نونا صديقتي الوحيدة في السفر وأترك ورائي بقية فرقة العوامة نون... وفي كل مرة أكون علي يقين ولكنني كنت مطنشة إن' نونا المجنونة' كما أدللها مجنونة فصال وشراء ولأن وقتها في الوطن ملك لعملها وبيتها وولادها فإنها ونحن معها لا نشعر بإدمانها ولا نعاني منه.. إلا حينما نسافر معها ونواجه مصيبة إدمانها... وعلي رأي سعاد حسني في' شفيقة ومتولي' وبانوا بانوا علي أصلكوا بانوا... إنضمت إلي نونا في تلك الرحلة صديقتنا المشتركة كوكو هانم ومع الأسف' إتخدت بينهما مقلب حرامية' بعد أن إكتشفت أن كوكو مثل نونا مدمنة نفس الصنف:' الشراء' مع حذف صنف' الفصال' وهنا ظهرت الورطة التي وقعت علي دماغي المتكلفة.. وإكتملت الشلة ومثل الغزالة نزلنا في مراكش إلي ساحة الفنا أكبر ساحة في العالم أو أكبر ميدان فلكلوري تقدم فيه كل ألعاب الصحراء والسحر والحنة ولامؤاخذة القرود والثعابين. ساعة.. إتنين.. تلاتة.. أربع ساعات نلف وندور ونشتري... نونا ومعها كوكو والفصال شغال علي ودنه حتي دابت كعوب الرجلين وداب نعل الحذاء وانتفشت الشعور وإتلوحت الطرحة تبعي.. وبدأت أدخل في حالة من الهذيان وكوكتيل من الآلام وكأننا في ديسكو أو زار.. دقاته تقول: يا خوي بكام؟ ليه..؟ لأ بدرهم.. لأه بعشرة لأه بربع.. قلبت نونا ومعها كوكو المحل فوق بعضه وهات يا قياس لأ ده واسع لأ ده ضيق لأ ده قصير لأ ده مكبر.. وبدأ البائع يفقد أعصابه ما بين الفصال والجدال وأنا الوحيدة أستشعر إقتراب الخطر خاصة بعد أن أغلقت المحلات أبوابها وتأخرت الساعة... درهم... لأ... درهم ونص... وعلي نص درهم قرر صاحب المحل نزع كل المشتروات من بين أحضان نونا المجنونة بالفصال وبحسبة بسيطة وجدت أن ما كانت تفاصل فيه صديقتي.. نونا ومعها كوكو هو نص جنيه مصري أو ربع! وكان من الضروري بعدها الذهاب إلي الحمام المغربي والساونا والجاكوزي والمساج لمحو آثار المعركة... لكن بعد إيه؟ ودي كانت نهاية فرقة العوامة نون في مراكش!