رحل عن عالمنا في هدوء, منذ بضعة أيام, عالم من طراز رفيع, هو الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود, أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة. بعد أن أسس مدرسة علمية بالغة التميز, تغطي مساحة عريضة من فروع واهتمامات علم النفس الحديث, في مصر والدول العربية. تخرج عبد الحليم محمود عام0691 في قسم الفلسفة, كلية الآداب, جامعة القاهرة, وتخصص في مجال علم النفس, بدءا برسالته للماجستير في: العلاقة بين القدرات الإبداعية والسمات المزاجية للشخصية الإنسانية(8691), ثم دكتوراه الفلسفة في عام النفس, في السياق النفسي الإجتماعي للإبداع في الأسرة المصرية(4791) حيث مزج في كل من الرسالتين بين انضباط العالم, ورؤية الفيلسوف, وسعة أفق المواطن صادق الحس بمشكلات الإنسان المصري المعاصر, وكان ذلك هو الخط المميز لمسيرته العلمية طوال حياته الحافلة بالعطاء العلمي والإنساني في أعلي مستوياتهما. تمتد وشائج الزمالة والصداقة الحقة مع الدكتور عبد الحليم لخمسة وأربعين عاما مضت, حين جمع بيننا أستاذنا الدكتور سويف أعضاء في هيئة جديدة برئاسته لبحث مشكلة تعاطي الحشيش في المجتمع المصري, في إطار النشاط العلمي للمركز القومي. للبحوث الاجتماعية والجنائية, كان في عام5691, ومنذ ذلك الحين وحتي آخر يوم في حياته, يرحمه الله, كان الدكتور عبدالحليم نعم الأخ والصديق والسند, والمرجع في طلب النصح والمشورة. كان ذلك كله هو العنصر الحاكم في مسيرة حياتنا, وهو خطنا المشترك, وفي كل ما سعينا لتحقيقه معا, بدءا من جهدنا المشترك في هيئة بحث التعاطي5691, وبعدها هيئة البرنامج الدائم لبحوث تعاطي المخدرات5791, ثم مع عديد من الزملاء في اختيار الدراسين بمعاهد أكاديمية الفنون علي أسس علمية لأربع سنوات( بإشراف الأستاذ الدكتور سويف) وفي تأسيس مركز البحوث والدراسات النفسية(0991), ومؤخرا في إنشاء مركز بحوث الموهبة والإبداع بجامعة القاهرة(0102) وقبل ذلك كان جهدنا المشترك, مع غيرنا من الأساتذة الزملاء في التمكين لدور ومهام الأخصائي النفسي المدرسي في وزارة التربية والتعليم. والأخصائي النفسي في كليات جامعة القاهرة, ومرافقها الطبية, والطلابية. وغير ذلك كانت جهوده المتفردة في عديد من المشروعات العلمية والمجتمعية, كما كانت له جهوده الخاصة الساعية لإنشاء المعهد القومي لدراسات المسنين, بجامعة القاهرة, وجهوده الحثيثة في التمكين لدور الأخصائي النفسي في محاكم الأسرة بوزارة العدل, وكان تخطيطه لدبلوم علم النفس الأسري, في قسم علم النفس, ومركز التعليم المفتوح, وجهوده الرائدة في التمكين لعلم النفس, وتأكيد جدواه المجتمعية فيما أعده وخطط له, قبل وفاته, من برامج لتنمية قدرات ومهارات الدعاة, بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية, ولم يقدر له إكمال مهمته هذه بتقديمها لهم, كذلك إسهاماته العديدة والتي امتدت ليكون لها عائدها المثمر في جامعات عدد من الدول العربية, ومنها جامعة الإمارات العربية المتحدة, وسلطنة عمان, ومركز الدراسات الأمنية بالمملكة العربية السعودية. وكرمته جامعة القاهرة له بمنحه جائزتها التقديرية( عام2002), ثم جائزة التميز العلمي, عن جدارة, واستحقاق,( عام7002).