أكد الدكتور سالم عبدالجليل وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن حادث الاسكندرية الذي أصاب كنيسة القديسين ليلة رأس السنة الميلادية, لم يستهدف مسيحيي مصر, ولا مسلميها, بل كان يعني بالأساس النيل من مصر كلها, وتفتيت وحدتها, وإشعال نيران الفتنة بين مواطنيها. وناشد في محاضرة له بالجمعية الخيرية الاسلامية أمس الأول الشعب المصري( مسلمين ومسيحيين) بالصمود والوقوف صفا واحدا, وأن يكون الجميع علي قدر المسئولية في التصدي لهذه الفتنة بكل قوة.. وتحدث الدكتور سالم عبدالجليل عن الارهاب ومفهومه في القرآن الكريم مؤكدا أن الاسلام هو دين السلام ويبرأ من جميع صور الإرهاب, وقال إنه لا يوجد موضع واحد في القرآن الكريم يحض علي الاعتداء علي المسالمين أو إرهابهم لمجرد أنهم يخالفونا في العقيدة, فالأسلام يأمر بمسالمة المسالم ولو لم يكن مسلما وجهاد المقاتل المعتدي ولو كان من ديننا. وفند د. عبدالجليل بعض النصوص الشرعية التي يروجها البعض لالصاق تهمة الارهاب بالاسلام, مشيرا إلي أن هناك خلطا بين مفهومي الجهاد والارهاب, سببه الجهل والأمية الدينية, فضلا عن التفسير الظاهري لبعض النصوص واجتزائها من مضمونها ومناسبتها. وأضاف: في قوله تعالي وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم, القوة المقصودة هنا هي قوة وقائية دفاعية وليست عدوانية أو إرهابية. وفي الحديث الشريف عندما قال النبي صلي الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فللحديث مناسبة وخصوصية, والمقصود ب الناس هنا هم قريش, وليس عموم الناس. ذلك أن الأسلام لم يأمرنا بجبر الناس علي الاسلام, لأن المسلمين دعاة الي الله بالحسني, وليسوا قضاة أو محاربين, وقرآننا وضع لذلك قاعدة واضحة صريحة لا إكراه في الدين.. فنحن ندعو فقط ومن رضي بدعوتنا وأصبح مسلما فمرحبا به أخا لنا في الدين, ومن أبي إلا أن يكون غير مسلم, فمرحبا به أيضا أخ لنا في الانسانية.. لا نقاتله ولا نعتدي عليه ما لم يبادئنا بذلك, بل علينا أن نبره ونقسط اليه, وتشمله رحمة الاسلام التي جاء بها النبي صلي الله عليه وسلم في قوله تعالي وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.. تلك الرحمة التي شملت جميع الخلائق, المسلم وغير المسلم, الطائع والعاصي, العاقل وغير العاقل, حتي شملت الحيوانات, وها هي امرأة تدخل النار في هرة حبستها, وتلك أخري بغي تدخل الجنة في كلب سقته وروت ظمأه. وفي ختام الندوة التي شارك فيها الدكتور محمد الدسوقي استاذ الشريعة بكلية دار العلوم, والمستشار سعيد عبدالوهاب الزهوي أمين الجمعية أشار المستشار صلاح الرشيدي رئيس الجمعية إلي أن الجمعية فتحت باب التبرعات لضحايا الاسكندرية الأقباط منذ وقوع هذا الحادث المؤلم, وعقب د. سالم عبدالجليل قائلا: إنه يجوز مساعدة إخواننا الأقباط من أموال زكاة المسلمين من مصرف في سبيل الله تأليفا للقلوب, ورفعا للاحتقان.. وختم مؤكدا أن وقوف المصريين بجانب بعض في مثل هذه المحن مقصد شرعي ومطلب ديني.