اتهم الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، منفذي الهجوم على كنيسة نجع حمادي الأربعاء الماضي الذي أسفر عن مقتل سبعة بينهم ستة مسيحيين بأنهم غير مصريين، وقال إن ما حدث يوم عيد الميلاد يعد جريمة ارتكبها غير مصريين حتى لو كانوا يحملون الجنسية المصرية، رابطا الحادث ببعض الجهات الخارجية التي قال إنها تعمل على تشويه صورة مصر بالداخل وبالخارج. وأكد خلال احتفالية نظمتها جمعية محبي مصر السلام بعنوان "المواطنة في مصر والتدين الإسلامي القبطي"، أن مصر السلام كما هي مصر الأديان، ومصر النماء، ومصر الرخاء، موضحا أن مفهوم المواطنة ليس بجديد أو مجرد نص دستوري، فكل إنسان يعيش على تراب هذا البلد له حقوق وواجبات فكلنا مصريون. وكان شهاب أدلى بتصريحات في مجلس الشعب أمس ألمح من خلالها إلى وجود علاقة بين حادث نجع حمادي وقافلة "شريان الحياة 3" التي ترأسها النائب البريطاني جورج جالاوي، فضلا عن اغتيال الجندي المصري على الحدود، وقال: بغض النظر عن الشق الجنائي الذي سيأخذ مجراه، فإن موضوعات كثيرة تحتاج إلى بحث، وعلى رأسها "الصدفة" بين وصول بعثة جالاوي، واغتيال الجندي المصري على الحدود وجريمة نجع حمادي. وقال هاني عزيز الأمين العام للجمعية، إن هذه الاحتفالية تقام سنويا لكن بعد حادث نجح حمادي "الذي تأثر به أخوتنا المسلمين كثيرا"، كان هناك تفكير في إلغاء الاحتفالية، أو عقدها تحت عنوان "المواطنة في الدين الإسلامي والقبطي، وكيفية تفعيل هذا المفهوم إلى ممارسة حياتية على أرض الواقع". من جانبه، استدعى الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة العديد من المواقف التي تؤكد على علاقة المحبة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وذكر ما حدث بالمنصورة عندما تعرض مصطفى النحاس باشا – الزعيم الوفدي- إلى محاولة اغتيال وبذل إنسان مسيحي نفسه فداء له حيث تعرض للضرب بالسكين بدلا منه. وأشار إلى واقعة أخرى عندما طلب الملك من الزعيم سعد زغلول تشكيل الوزارة، وعندما قام بطرح لأسماء المرشحين كان أغلبها من الأقباط، وعندما سأله الملك عن السر في ذلك، أجابه زغلول قائلا: إن هؤلاء هم الذين شاركونا في كل شيء فالرصاص الذي كان يطلق علينا كان يطلق عيهم أيضا. من ناحيته، اعتبرت عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة أن هجوم نجع حمادي المقصود به التأثير على الوحدة بين المسلمين والأقباط، لكنها قالت: "لن يقدروا فمصر بوحدتها بمسلميها ومسيحييها وفنانيها ومثقفيها قادرة على التصدي لهؤلاء"، وعاتبت الوزيرة الصحف والقنوات الفضائية التي قالت إنها تعمل على إشعال نار الفتنة بين المصريين. أما تحدث الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم فأشار إلى واقعة كان بطلها شخصيا، عندما كان يعيش مع أسرته بمحافظة المنيا وكان مدرسته سيدة قبطية وكان يحبها وتحبه حب شديد وبعد تركه للمحافظة عاد ليزورها بعد 15 عاما فوجدها محتفظة بكراريسه منذ أن كان تلميذا، وقال إن المقصود من سرد هذه القصة "إننا لا نختلف ولا يوجد بيننا مشاكل ولكن هناك بعض المغرضين يودون أن ينالوا من هذا الوطن". بدوره، دعا المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية كل المصريين إلى التكاتف من أجل القضاء على بعض مقاصد الحاقدين، وأكد أن مصر أكبر دولة بالمنطقة وهناك من يسعون إلى تقليص دورها الريادي، ولذا نحن مطالبين برفع درجة الوعي والعلم لإنقاذ أولادنا من هذه الثقافات المتخلفة التي تسعى لتفريقنا. في حين أكدت ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب على أهمية تفعيل مبدأ المواطنة على أرض الواقع في الممارسة الحياتية اليومية، والتأكيد على أن الجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الجنس، كما طالبت بغرس قيم المواطنة والحب والتسامح وقبول الآخر في نفوس الصغار. وأعرب الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة عن أسفه الشديد لهجوم نجع حمادي، وأكد أن القائمين بهذه الأفعال الشنيعة ضد الإنسانية بل وضد إرادة الله نفسه وإنهم لا يرجعون إلى دين فلا يوجد دين يحرض على قتل النفس البشرية. وقال الأنبا مرقس رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الله في الإنجيل أمرنا أن نحب الإنسان أياً كان هذا الإنسان وأن نحب البشرية كلها، لأن المحبة هي أساس البنيان، فالمحبة أمر إلهي بالمفهوم الشامل بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو اللون. والسيد المسيح أحب الكل وتعامل مع الكل بدون تفرقة وأعطى درساً عملياً في محبة الوطن