7 لابد أن أشير تحديدا إلي الرسائل التي حملت توقيع العشرات من المسيحيين المصريين المقيمين بالخارج والذين يؤكدون صدق انتمائهم لهذا الوطن بعيدا عن بعض الجمعيات المشبوهة التي لا تعبر سوي عن نفسها ببيانات ومواقف يرفضها شعب مصر بمسلميه ومسيحييه. إن الطيور المسيحية المهاجرة تؤكد في رسائلها بكل الوضوح أن ما حدث ليلة عيد رأس السنة الميلادية أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية يعكس نزعة مريضة منحرفة لدي بعض الكارهين لهذا الوطن الذين اتخذوا من بعض اللافتات المزيفة ستارا لتغطية أحقادهم لدرجة أن بعض المتطرفين باسم الدين قبل سنوات قد تحولوا اليوم إلي متطرفين باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان! وأنا هنا لا أتكلم عن الأشخاص الصغار الذين يجري تضليلهم تحت وطأة ضغوط نفسية واجتماعية وإنما أتكلم عن المرضي الهاربين من ذواتهم ويتمتعون بملاذات آمنة في الخارج توفرها لهم بعض الدول التي تزعم أنها تضع الحرب ضد الإرهاب علي رأس أولوياتها! وعموما فإنني أقول رب ضارة نافعة فالحياة علمتنا أن المصائب والكوارث لا تخلو من فوائد ودروس.. وما حدث في الإسكندرية كشف كل المستور وأشار بأصابع الاتهام نحو ما ينبغي علينا عمله دون تردد ودون إبطاء في ظل إجماع شعبي يردد بصوت واحد أن الوقت وقت جد لا مكان فيه لأي هزل وأنه لا ينبغي أن يعلو أي صوت علي صوت الأمن والاستقرار! إننا بحاجة إلي وقفة حازمة وحاسمة مع بعض من يحترفون استغلال الشعارات البراقة ويجيدون ارتداء الأردية الفضفاضة ويستجيبون لأوامر وتعليمات الشياطين القابعين بعيدا أو قريبا من حدودنا! ولن يكون بمقدورنا أن نمضي علي طريق المواجهة الصحيحة لدرء هذه المخاطر التي كشفت أحداث الإسكندرية عن وجهها القبيح سوي بدعم البناء الديمقراطي وتعميق حرية الرأي ومواصلة الجهد لتخفيف أي نوع من الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأظن أن السبيل نحو إنجاز هذه الركائز يحتاج إلي خطاب سياسي وإعلامي وديني مستنير يعيد الاعتبار للوطنية المصرية وللقومية العربية وللإسلام الصحيح وللمسيحية الصحيحة وينعش ذاكرة الجيل الجديد بالدروس التاريخية العظيمة التي جعلت من هذا الوطن- علي طول الزمن- نموذجا للتسامح والعيش الآمن الذي لم يعرف العنف والتعصب. ومن حسن الحظ أن الشعب المصري قد بلغ الآن قدرا من الوعي يجعله أكثر قدرة علي تمييز الغث من الثمين, ووضع الخطوط الفاصلة بين من ينتمون بصدق لتراب هذا الوطن, وبين من يزايدون عليه بالكلمة غير المسئولة, ودون تقدير للمخاطر والعواقب.! *** خير الكلام: ** من يبحث عن الحق يتسلح بأدواته... ومن يفرض الظلم يستقوي بضعف خصومه!