سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3 مليارات دولار دخل السياحة العالمية.. يوميا المستقبل يبدأ الآن!
خريطة السياحة تتغير خلال5 سنوات.. والمستقبل للاسواق الجديدة.. والاهتمام بالفنادق الفاخرة والسياحة الريفية والحملات التسويقية والاعلانية
حضور المعارض وبورصات السياحة والسفر العالمية خاصة الكبري مثل برلينولندن لا يجب أن يكون لمجرد الحضور خاصة للمتخصصين أو للحصول علي مكاسب سريعة. بل يجب أن يكون في أحد جوانبه للتعرف علي مستقبل صناعة السياحة.. وكيف يفكر العالم في هذا الاتجاه؟ ونحن شخصيا نحرص علي ذلك من خلال التعرف علي الأفكار الجديدة ومحاولة نقلها إلي مصر من خلال الندوات والمناقشات التي تحتفل بها هذه البورصات العالمية. واليوم نتحدث عن الأفكار الجديدة التي سمعت وقرأت عنها في بورصة لندن الأخيرة وأهمها ما يتوقعه خبراء السياحة البارزون ومسئولوها علي مستوي العالم من أن خريطة السياحة العالمية ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة وأن مستقبل العالم سياحيا تتم صناعته الان وليس غدا من خلال مثل هذه الافكار.. فالمستقبل لا ينتظره احدا ولا يحتمل التأجيل.. بل إن الخبراء حددوا عدة نقاط تؤكد أو تدعم توقعاتهم وتستدعي أن نهتم بها في مصر لنعرف دورنا ومكاننا وإلي أين سنتطور وكيف خلال هذه السنوات الحاسمة؟ ولنبدأ بتقرير أشبه بأسئلة أجاب عنها المسئولون التنفيذيون البارزون في صناعة السياحة في العالم أكدوا خلاله أن الدول الاقتصادية الواعدة أو الناشئة التي بدأت تظهر حديثا علي خريطة العالم الاقتصادية سوف تكون الفرصة الأكبر للسياحة, وقالوا إن هذه الدول سوف تكون مصدرا لسفر السياح وكذلك لاستقبال السياح أي أن نقطة الجذب السياحي التي ظلت لعشرات السنين في أوروبا وأمريكا سوف تنتقل إلي هذه الدول. أكثر من ذلك, فإن هؤلاء المسئولين قالوا إن تلك الأسواق الواعدة بدأ تأثيرها يظهر بالفعل علي صناعة السياحة وخلال الأشهر القليلة الماضية مارست هذه الدول تأثيرا إيجابيا علي السياحة من حيث سفر السياح منها إلي بقية دول العالم وكذلك سفر السياح من الدول الأخري إليها. وأكد المسئولون التنفيذيون في تقريرهم أن بحرا من التغيير يحدث في الطريقة التي تعمل بها صناعة السياحة في العالم, ففي الوقت الذي وصلت فيه الأسواق التقليدية كأمريكا الشمالية وأوروبا إلي مرحلة النضج, فإن فرص النمو الحقيقي يمكن العثور عليها في دول مثل البرازيل وروسيا والهند والصين التي يطلق عليها مجموعة بريك الاقتصادية وهو مصطلح يجمع الحروف الانجليزية الأولي من هذه الدول. وإضافة إلي هذه المجموعة هناك أيضا دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات والسعودية. وأوضح التقرير أن روسيا أصبحت بالفعل مصدرا مهما لشركات السياحة الكبري ومنظمي الرحلات في أوروبا مثل توماس كوك وتي يو أي كما أن أكبر مجموعة للنشاط السياحي في البرازيل سي في سي قد اشترتها مجموعة كارليل الأمريكية في يناير الماضي الأمر الذي يدلل علي مدي الاهتمام بالسياحة في البرازيل. أيضا فإن الهند مصدر ومستورد مهم للغاية في سوق السياحة العالمية. وقد اتضح ذلك من زيادة المساحة المخصصة للهند في بورصة لندن للعام الحالي حيث زادت بنسبة28% مقارنة بالعام الماضي بفضل المشاركة الكبيرة للقطاع الخاص السياحي بالهند في البورصة. أما الصين فإنها تواصل استعراض قوتها السياحية بعد نجاحها في تنظيم الدورة الأوليمبية الماضية, وظهور العديد من شركات السياحة الصينية الكبري. وتقول فيونا جيفري رئيس مجلس إدارة بورصة لندن للسياحة إن الأسواق الناشئة والجديدة تمثل المستقبل لصناعة السياحة والسفر, فتصديرها للسياحة في زيادة كما أن اهتمامها بالسياحة داخليا يجعل السياح يقبلون علي زيارتها. وتشير إلي أن التقرير الذي أعده المسئولون التنفيذيون عن صناعة السياحة في العالم يظهر كيف أن صناعة السياحة تحول تركيزها واهتمامها من الدول المتقدمة مثل بريطانيا والدول الأوروبية, وكذلك الولاياتالمتحدة إلي الدول الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط, وتضيف فيونا جيفري: أن ظهور طبقات وسطي عريضة في البرازيل والهند وروسيا والصين ورغبتهم في السفر إضافة إلي أغنياء دول الخليج يجعل هذه الدول تحدد مستقبل السياحة خلال السنوات القليلة المقبلة. كما أن المتابع لبورصة لندن يستطيع أن يلاحظ اهتماما كبيرا من الدول السياحية بتنظيم حملات تسويقية أو علي وجه الدقة حملات إعلانية فيها كثير من الأفكار الجديدة أهمها التركيز علي الجانب الوجداني والعاطفي أو البعد الإنساني في هذه الحملات. ومن يتأمل الشعارات لدول مثل اسبانيا سيجد ذلك بوضوح في شعارهاlneadSpain أو سلطنة عمانBeautyHasadress:omn أو تركياFeelTheTurquaise أو البرتغالThebeautyofSimplicity أو غيرها من الشعارات للهند والفلبين وماليزيا. ولا أريد الإطالة في هذه الأفكار فقد سبق أن تناولت ذلك مرات عديدة في السنوات الأخيرة. وما لفت الأنظار أيضا في بورصة لندن هو الاهتمام بالفخامة والرقي في الخدمات والفنادق والإصرار علي وجود الفنادق الفاخرة والكلاسيكية أو التاريخية وبأسعار مرتفعة في البيع والتسويق خاصة مع استمرار وجود طلب علي هذه الفنادق من طبقات ترفض سياحة الإقامة الشاملة والأسعار الرخيصة والطيران الشارتر. فما زال للانفاق العالي وللأغنياء في السياحة كلمة وتسعي إليهم شركات محددة للسياحة والفنادق. وفي إطار التغيرات الحاسمة التي تشهدها وسوف تشهدها صناعة السياحة في العالم, والتي لابد من رصدها ودراسة كيفية التعامل معها, فإن هناك تقريرا آخر صدر أخيرا عن الاتجاهات العالمية في السياحة. هذا التقرير يشير إلي أن دول أمريكا اللاتينية بدأت تحول اهتمامها من التركيز علي سياحة الشواطئ التي تميزها إلي السياحة الريفية. هذه التحولات التي تشهدها صناعة السياحة تستحق الدراسة, فقد أصبحت هذه الصناعة عملاقة بدرجة تغري كثيرا من الحكومات علي الاهتمام بها واعتبارها أحد العناصر الأساسية لتحقيق التقدم الاقتصادي. والأرقام وحدها كفيلة بإظهار مدي أهمية صناعة السياحة في عالم اليوم فحسب احصاءات منظمة السياحة الدولية, فإن هذه الصناعة شاملة قطاع نقل الركاب بلغ دخلها تريليون دولار عام2009 أي ما يقارب3 مليارات دولار في اليوم الواحد.. وتمثل صادرات السياحة أي الدخل المتولد من السياح الذين يزورون بلدان العالم30% من صادرات الخدمات التجارية في العالم و6% من إجمالي صادرات السلع. وعالميا يتم تصنيف منتج السياحة رابعا بعد البترول والكيماويات وصناعة السيارات, وهي بالنسبة للدول النامية مصدر مهم للغاية للنقد الأجنبي ولتوفير فرص العمل وللتنمية أيضا. كما أن إسهام السياحة في النشاط الاقتصادي العالمي يبلغ5% وتزيد هذه النسبة في توفير فرص العمل لتصل إلي6% أو7%.. لكل ما سبق, فإن الحاجة ملحة لأن نعرف: أين ستكون مصر علي خريطة العالم السياحية بعد5 سنوات؟ [email protected] المزيد من مقالات مصطفى النجار