النجاح في الحياة والعمل له أثر السحر علي وجوه البشر.. هذه حقيقة لا تقبل الجدل, أو هذه هي فرحة النجاح والتوفيق في العمل والأمل في غد أفضل التي شاهدتها علي وجوه كل من قابلتهم من مصريين وعرب وأجانب علي مدي الأيام الثلاثة الأولي من عمر سوق السياحة والسفر العالمية التي يسميها أهل السياحة بورصة لندن, وبالإنجليزية(WTM) والتي تختتم أعمالها مساء اليوم بعد يومها الرابع, فقد كانت من8 11 نوفمبر. فبرغم قسوة البرد والمطر أحيانا, وذلك الجو أو السماء رمادية اللون التي استقبلت بها العاصمة البريطانية الشهيرة لندن عاصمة الضباب زوارها الذين جاءوا من كل أنحاء العالم للمشاركة في هذه البورصة بحثا عن عقد جديد أو بيزنس أكبر أو مستقبل أفضل في عالم السياحة والفنادق والطيران فإن الدفء الذي أحدثته حالة عودة الانتعاش إلي صناعة السياحة العالمية وعودة أيام الازدهار التي كانت قبل نحو عامين قد أنسي الجميع قسوة البرد, وكآبة اللون الرمادي, وبدت السعادة تعلو كل الوجوه, فالكل يجري ويلهث وراء النجاح فرحا بالرزق الجديد أقصد بعودة الانتعاش والازدهار لصناعة السياحة التي تفتح بيوت ملايين البشر في كل الدنيا. نعم.. هي رزق جديد أو خير لأهل السياحة ومن يعملون معهم, لذا فالفرحة في العيون وعلي الوجوه كبيرة, ولا أبالغ في ذلك تماما كما هي الفرحة التي يمكن أن تشاهدها علي وجه رجل بسيط صياد ذهب مع طلعة فجر ندي ورمي شباكه في مياه النهر فإذا بها وهو يسحبها من المياه تعود إليه محملة بصيد أو سمك وفير. وأستطيع أن أقول إن هذه هي السياحة, فأنت تذهب إلي مثل هذه الأسواق ولا تدري بالضبط ما هي النتائج, أو أين ومتي يقع الخير أو النجاح؟ والآن أعود إلي بورصة لندن2010 لأسجل بعضا من أحداثها في عدد من المشاهد بها: المشهد رقم(1) ودائما كما يقولون للنجاح ألف سبب وسبب, فإذا سألتني أو سألت أكبر أصحاب الخبرة في عالم هذه الصناعة عن السبب في عودة الانتعاش بهذه القوة والذي بدا واضحا في بورصة لندن, فربما يقول لك أحدهم هذه هي الحالة التي لابد أن تحدث بعد الأزمة العالمية, فبعد الركود لابد أن يأتي الانتعاش, وآخر يقول لك انخفاض الأسعار, وثالث يقول لك السياحة والسفر أصبحا مثل الأكل والشرب, ورابع يقول لك إن العالم أصبح مثل القرية الصغيرة, الكل يرغب في التعرف عليها, وخامس يقول لك السياحة مثل الموضة والناس عاوزة تسافر بعدما زهقت من الكلام عن الإرهاب والتضخم والأزمة المالية. وهكذا ألف سبب وسبب كما يقولون, لكن الأمر المؤكد أن العالم كله مقبل علي زيادة كبيرة في حركة السياحة والسفر في الأشهر المقبلة, وتحديدا من بداية هذا الموسم الشتوي, في كل دول العالم, كما تقول منظمة السياحة العالمية, في أحدث تقرير لها: إن هناك زيادة تصل في بعض الدول إلي نحو25% أو30%, خاصة في جنوب شرق آسيا, واليابان, و20% في مناطق مثل الشرق الأوسط, وبالطبع مصر من بين هذه الدول التي حققت السياحة فيها زيادة واضحة في الأشهر الأخيرة, ومن المتوقع أن يكون الموسم الشتوي أكثر ازدهارا ونجاحا, وأكثر حيوية, بل سيعطي دفعة قوية لصناعة السياحة في العالم, فما هو السبب وراء كل ذلك؟ لا أحد يستطيع أن يعطيك سببا واحدا كما قلت, سواء في مصر أو باقي دول العالم فقط, هي حالة رغبة في السفر والسياحة تجتاح كل دول العالم. المشهد رقم(2) المشاركة المصرية في بورصة لندن هذا العام كانت قوية.. أعداد كبيرة من أصحاب شركات السياحة والفنادق موجودون بكثرة, سواء داخل الجناح المصري أو خارجه, والجناح كان متميزا لأول مرة منذ سنوات طويلة, وإن كان يحتاج إلي مساحة أكبر لزيادة عدد العارضين بشكل مستمر كل عام بسبب زيادة حجم صناعة السياحة في مصر بشكل عام. أما عن المشاركة العالمية في بورصة لندن فحدث ولا حرج, فهذه السوق التي استطاعت أن تكون هي الثانية في بورصات السياحة علي مستوي العالم بعد بورصة برلين( مارس من كل عام), هي بلاشك تشهد زيادة عدد العارضين من شركات سياحة وفنادق وطيران وخدمات مختلفة, وزيادة كبيرة في أعداد الزائرين, لأن بورصة لندن هي التي تفتتح موسم البورصات السياحية العالمية, فهي في بداية موسم الشتاء, تليها بورصات مدريد, وميلانو ثم برلين, وبينها وبعدها عشرات البورصات علي مستوي العالم, لكن بلاشك هذه هي الكبار الأربعة تقريبا. المشهد رقم(3) كان من أهم الأحداث التي شهدتها بورصة لندن هذا العام هو قمة وزراء السياحة في العالم التي تعقد للمرة الرابعة في لندن بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية, شارك فيها هذا العام أكثر من75 وزيرا للسياحة في العالم بينهم زهير جرانة وزير السياحة في مصر, فضلا عن عشرات من كبار خبراء هذه الصناعة في العالم, وقد ناقش الجميع في هذه القمة التي عقدت تحت شعار رسم سياسة من أجل صناعة سياحة وسفر قوية وتحديد أفضل النماذج للمستقبل كيفية زيادة الاعتراف السياسي والاقتصادي بالسياحة وجعلها أكثر تنافسية ونموا, وكذلك ناقش الوزراء التحديات الراهنة التي تواجه الصناعة والتغيرات المناخية والبطالة وإمكان مواجهتها من خلال المشاركة بين القطاعين العام والخاص. المشهد رقم(4) في هذا المشهد أتوقف عند حدث مهم شهده جناح مصر في بورصة لندن2010, وهو الإعلان عن تقديم فنادق مصر التاريخية كمنتج سياحي جديد أو في ثوب جديد, وذلك بعد المشروع الكبير لتطويرها الذي أبدي الرئيس حسني مبارك اهتماما كبيرا به منذ أيام حينما عرض تفاصيله عليه الفندقي الكبير علي عبدالعزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما. يومها أعطي الرئيس مبارك رعايته واهتمامه بمشروع تطوير هذه الفنادق, وأعطي توجيهاته بعدم عرضها للبيع والحفاظ عليها كتراث ثقافي, وكثروة قومية للأجيال المقبلة, وأبدي بحسه الوطني اهتماما كبيرا بأن التطوير هو الذي سيجعلها قادرة علي المنافسة, وعلي زيادة دخلها, وزيادة أسعارها لمصلحة الدولة, وأن هذا التطوير سيجعلها محل إقبال كبير من السائحين. وكانت فرصة كبيرة انتهزها علي عبدالعزيز رئيس الشركة القابضة, ونبيل سليم رئيس شركة إيجوث التابعة للشركة القابضة التي تمتلك هذه الفنادق التاريخية, وجاءا إلي بورصة لندن للإعلان عن هذا المشروع الكبير لتطوير الفنادق التاريخية. وبالفعل لقي هذا المشروع ترحيبا كبيرا من كبار منظمي الرحلات الإنجليز والأجانب والمصريين بشكل عام, وعدد كبير من الصحفيين الأجانب والإعلاميين الذين تجمعوا في الجناح المصري لمعرفة تفاصيل هذا المشروع, حيث أكدوا جميعا أن هذه الخطوة للاهتمام بالفنادق التاريخية في غاية الأهمية, وأن هناك دولا كثيرة سبقتنا في الاهتمام بمثل هذه الفنادق مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وغيرها التي يفضل كثير من السائحين الإقامة فيها. وكانت مفاجأة الإعلان عن فنادق مصر التاريخية في بورصة لندن هي الإعلان عن لوجو لهذه الفنادق وبشكل غاية في الجمال تحت اسم فنادق مصر التاريخية, وكذلك شعار جديد يقول إن هذه الفنادق تاريخيا ملك مصر, لكنها في ملكيتك الآن لكل ما تقدمه لك من خدمات وكتراث سنحافظ عليها. ولاشك أن هذا اللوجو والشعار سيساعدان في التسويق لهذه الفنادق عالميا, خاصة مع المطبوعات والأفلام التي يتم توزيعها حاليا عن خطة تطويرها التي تتكلف نحو3.6 مليار جنيه, تم إنفاق نحو1.5 مليار منها بالفعل والباقي خلال السنوات الثلاث المقبلة, حيث إنه يتم تطوير هذه الفنادق تباعا وبأعلي المستويات العالمية والعلمية التي تضمن الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. بقي أن أشير إلي أن هذه الفنادق التاريخية هي9 فنادق: ماريوت القاهرة, ومينا هاوس أوبروي, والنيل ريتزكارلتون هيلتون سابقا, وشبرد القاهرة, وسوفيتيل سيسيل بالإسكندرية, وهلنان فلسطين بالإسكندرية, وكتراكت أسوان, وونتر بالاس بالأقصر, وفندق الأقصر بالأقصر. وقد تم تقديم معلومات وافية عن تاريخ كل فندق إلي وسائل الإعلام في بورصة لندن, وخطة تطويره, والشركات العالمية التي تديره, وأهميته التاريخية بشكل عام, وأهم الأحداث والشخصيات العالمية التي أقامت في كل فندق.