شهدت السنوات الأخيرة نشاطا ملحوظا لصناعة المعارض والمؤتمرات بشكل عام في العالم وبالتالي انتقلت هذه الصناعة إلي مصر في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ . مما يؤكد حيوية الاقتصاد المصري وقدرته علي استيعاب المتغيرات العالمية.وفي اطار صناعة المعارض وفي مجال السياحة والفنادق تحديدا تطورت هذه المعارض بشكل لافت للنظر في كل ما يتعلق بصناعة السياحة والفنادق والصناعات والأنشطة المكملة لها مثل الأنشطة البحرية والصناعات المقدمة للفنادق. وآخر المعارض السياحية التي شهدتها القاهرة هذا الأسبوع هما المعرضان السياحيان في وقت واحد بمركز المؤتمرات الدولي الأول للاجازات. الأول هو معرض مصر, والثاني معرض مصر الدولي الرابع للقوارب واليخوت ومستلزمات الابحار والمعرضان من تنظيم شركة ارت لاين لتنظيم المعارض والمؤتمرات تحت رعاية وزارة السياحة. ويقول أحمد علام منظم المعرضين أن المعرض الأول جاء تحت شعار خطط لاجازتك الجاية وهو يدعو لتنشيط السياحة الداخلية, كما يقول أحمد كيرة رئيس أحدي الشركات الذي يؤكد ان المعرض يقدم خدمة للمصريين لدفعهم للتخطيط لاجازاتهم, كما يحدث في العالم المتقدم واضاف شارك في المعرض عدد كبير من شركات السياحة والفنادق والخدمات المكملة. أما المعرض الثاني فكان معرض مصر الدولي للقوارب واليخوت ومستلزمات الابحار وكان تحت شعار احلم مع البحر. ويقول الخبير السياحي حسام طاهر, وأحد كبار المهتمين بسياحة اليخوت, أنه يجب الاهتمام بسياحة اليخوت في مصر لأنها دليل الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلد بل دليل علي الانتعاش الذي يقود إلي التقدم فضلا عن انها من اغلي انواع السياحة وقادرة علي توفير فرص عمل حقيقة لأكثر من صناعة. ويضيف أن مصر ليست اقل من دول مجاورة قريبة مثل تركيا أو دبي. فهذه الصناعة اليخوت والمراكب في مصر تحتاج إلي تطوير كبير, وقد بدأناه بالفعل ولكن لابد من المزيد لأن كل ذلك في صالح الاقتصاد القومي, مشيرا الي إن الآلاف من اليخوت التي تبحر حولنا في البحرين الأحمر والمتوسط يحتاج إلي ان نقتحم هذا العالم بقوة. لكن في النهاية لا أحد ينكر أن هناك جهود تبذل في هذا المجال في مصر. ويقول عمرو سليم أحد المنظمين للمعرض, لقد شهدت سياحة اليخوت والرياضات المائية خلال العقدين الأخيرين تطورا ملحوظا علي الساحة المصرية وبخاصة مع النمو الملحوظ بالمدن السياحية المطلة علي البحر الأحمر بشكل خاص وعلي رأسها شرم الشيخ والغردقة ودخول العديد من المدن الجديدة الساحلية الأخري علي خط هذه المنافسة شأن مرسي علم والعين السخنة وكذا مارينا بالساحل الشمالي... الأمر الذي انعكس علي زيادة معدل نمو هذا القطاع خلال هذه الفترة لما يزيد عن300 بالمائة بالفترة المذكورة, الأمر الذي إنعكس علي زيادة نشاط مراكز الابحار والغطس من جانب وزيادة عدد اليخوت ومراسيها من جانب آخر, هذا بالإضافة لنمو قطاع تجارة وتصنيع اليخوت والقوارب البحرية بأنواعها وكذا تجارة مستلزماتها وأدوات البحر الرياضية. ومن منطلق نمو هذا القطاع الملحوظ خلال الفترة شهد قطاع المعارض المتخصصة تقديم معرض مصر الدولي للقوارب واليخوت مع دورته الأولي عام2007, والذي جاء ليسهم بدوره في تنشيط ونمو هذا القطاع بالسياحة المصرية. هذا, وقد سجلت أيام المعرض حضور جماهيريا قويا ومتزايدا مع أيامه المختلفة وبخاصة نخبة من الفنانين والمشاهير ورجال الأعمال, إلي المهتمين والباحثين عن فرص جادة, وعروض متميزة للمنتجات المعروضة من العديد من الشركات المتخصصة بالقوارب واليخوت والخدمات البحرية التي سجلت مشاركتها بالمعرض, حيث يخاطب هذا المعرض كافة الفئات من المهتمين الذين يسعون لشراء احدث طرازات القوارب الرياضية الخفيفة المخصصة للتجديف, وكذا القوارب السريعة والمخصصة للصيد والنزهة, لتصل إلي مستوي المهتمين بالحصول علي اليخوت السياحية المتوسطة والكبيرة بجميع الأطوال, وذلك بالإضافة للمهتمين بالرياضات المائية والبحرية من أدوات الصيد والغطس السطحي وغطس الأعماق وكذا( الجيت سكي) وأدوات الترفيه البحرية بخلاف المهتمين بالعديد من أجهزة ولوازم الابحار والملاحة. ولقد أكد هذا التجمع الكبير للعاملين والمهتمين بسياحة اليخوت والقوارب وأنشطة البحر المتباينة( رياضية, ملاحية, ترفيهية) أهمية الدعوة لنمو هذا القطاع وتيسير المعوقات التي من الممكن أن تواجهه, حيث تشهد هذه الفئة من السياحة المصرية ثلاثة أنواع وهي: السياحة الوافدة: وهي السياحة الأجنبية التي تمر من البحر الأحمر إلي المتوسط مرورا بقناة السويس والعكس والتي تتطلب تقديم العديد من الخدمات والتيسيرات لها وخاصة( رسوم المرور وتصاريحها, وكذا توافر المراسي السياحية الكافية لاستيعابها), وهو ما سيترتب عنه تضاعف المردود الذي سيتحقق من ورائها من عملات صعبة, وبرامج سياحية خاصة لهذه النوعية من السياحة وكذا نمو متزايد في الخدمات السياحية المرتبطة بها. سياحة الأفراد: وهم الذين يمتلكون يخوتا وقوارب سياحية خاصة بهم والذين يطالبون بتزايد أعداد المراسي التي تستقبل وقوف اليخوت الخاصة بهم بها وكذا تيسير تراخيص تسجيل عدد جديد منها.. الأمر الذي سيترتب عنه نمو حجم الصناعة المرتبطة بهذا القطاع وما ستستقطبه من عمالة, وكذا إيرادات ضريبية متزايدة لخزينة الدولة والمتحصلة من الجمارك علي اليخوت المستوردة ومستلزماتها والأدوات الرياضية المرتبطة بها. سياحة النزهة: وهي التي تستقطب عددا هائلا من السياح الأجانب وخاصة لرياضة الغطس والصيد والرحلات الترفيهية وهو ما يعود علي الدولة من عملات صعبة وكذا تنشيط وتزايد البرامج السياحية المتوافرة لهم, إلا ان الأمر يتطلب تعزيز هذا النوع من السياحة( بصفة خاصة) وباقي أنواع السياحة البحرية بصفة عامة بتوفير الكوادر والخبرات المدربة للتعامل مع اليخوت والقوارب بالأسلوب العلمي الصحيح وكذا إستصدار التراخيص اللازمة للقيادة البحرية في هذا المجال, علاوة علي فتح المجال لاستصدار تراخيص جديدة للقدرة علي إستيعاب نمو الطلب بهذا القطاع السياحي المهم. ومما لا شك فيه أن الدور الذي لعبه منظمو هذا المعرض علي مدي دوراته الأربع التي تم تنظيمها حتي الآن, إنما يؤكد علي مدي حرصهم علي دفع عجلة السياحة البحرية والرياضية المرتبطة بها بقطاع اليخوت والقوارب السريعة ولوازمها, بالإضافة لدفع عجلة صناعة وتجارة هذا القطاع الذي يسهم بدوره في نهاية الأمر بالإضافة لمنظومة الاقتصاد المصري وأبناء هذا الشعب.