علي مدار أكثر من ستة أشهر شهدت السوق المصرفية حالة من الاستقرار والهدوء المقبول علي مستوي أسعار صرف النقد الأجنبي خاصة سعر الدولار أمام الجنيه حيث تلاشي الفرق بين الأسعار المعلنة بالبنوك وشركات الصرافة من جهة والسعر الموجود بالسوق الموازية، وإن كان السعر في السوق الأخيرة شهد ارتفاعاً طفيفاً في الفترة الأخيرة. وباعتبار أن قطاع المعارض كغيره من القطاعات الاقتصادية الأخري كان لابد من رصد درجة تأثر صناعة المعارض بهذا الاستقرار، وهل بالفعل هناك علاقة بين سعر الصرف وانتعاش سوق المعارض؟ وفي حالة قلة النقد الأجنبي وعدم توافره بالسوق هل يؤثر ذلك سلباً علي المعارضين ودرجة اقبالهم علي المشاركة في المعارض؟ أكد خبراء المعارض ان استقرار سوق الصرف من أبرز العوامل المؤثرة في رواج صناعة المعارض وذلك لان العارض دائما يبحث عن الأسواق التي تتمتع بنظم مالية ونقدية مستقرة تمكنه من اتخاذ قراراته الاقتصادية بصورة سليمة. يقول اللواء محمد السعيد صالح رئيس الهيئة العامة لشئون المعارض والأسواق الدولية ان استقرار سوق صرف النقد الأجنبي له دور كبير في انتعاش صناعة المعارض مثل غيرها من باقي الصناعات الاقتصادية، مشيراً إلي ان ارتفاع سعر صرف الدولار وعدم ثباته خلال الفترة الماضية اثر بصورة سلبية علي حجم المشاركة في المعارض الدولية وأدي إلي احجام عدد كبير من العارضين وأصحاب الشركات عن المشاركة في هذه المعارض. ويستطرد قائلا: عدم ثبات سوق الصرف في أي بلد يخلق لدي المعارض أو المستثمر بصفة عامة شعورا بالخوف من الخسارة المفاجئة وبالتالي التراجع عن الاستثمار أو الاشتراك في المعارض. ويضيف السعيد صالح انه كلما تمتع السوق المصري بثبات واستقرار في سوق صرف العملات الأجنبية فإن ذلك يعمل علي زيادة عدد الشركات والدول المشاركة في المعارض الدولية المقامة علي أرض مصر مما يترتب عليه زيادة الحصيلة الدولارية الواردة من الخارج ومن ثم تخفيف حدة الضغط علي النقد الأجنبي وتوافر كمية كبيرة من المعروض منه في السوق. وردا علي سؤال عن مدي تأثر صناعة المعارض خلال الستة شهور الماضية بالاستقرار الحادث في سوق الصرف يقول صالح ان سعر الصرف يعد أحد العوامل المهمة في رواج صناعة المعارض ولاشك ان الاستقرار النسبي الذي شهدته السوق خلال الفترة الأخيرة وتلاشي فرق أسعار الصرف بين البنوك وشركات الصرافة كان له تأثيراته المباشرة علي بداية انتعاش صناعة المعارض من جديد. ويتفق مع الرأي السابق الدكتور أحمد يحيي مطر رئيس الشعبة المصرية بالاتحاد الدولي للمعارض قائلا: لاشك ان استقرار سوق الصرف يؤثر مباشرة علي كل مفردات المنظومة الاقتصادية بما فيها المستهلك والمنتج والموزع وكذلك الممول. وفيما يتعلق بصناعة المعارض فإن ثبات سوق الصرف يفيد في تسهيل التعامل مع العارضين والزائرين الأجانب وذلك باعتبارها أحد العناصر المهمة في صناعة المعارض الدولية المتخصصة والتي تختلف بشكل كبير عن مثيلاتها من المعارض المحلية. ويضيف الدكتور يحيي مطر ان الاتحاد الدولي للمعارض يقيس قوة المعارض الدولية ويقيمها بناء علي حجم الوفود الأجنبية المشاركة فيها سواء كانت شركات عارضة أو رجال أعمال وزائرين، مشيراً إلي ان هناك محاولات جادة حاليا لزيادة عدد المعارض الدولية المتخصصة المقامة في مصر. وبالإضافة لما سبق فثبات سعر صرف النقد الأجنبي والكلام علي لسان الدكتور مطر يخلق انطباعا جيدا عن السوق وخاصة لدي المستثمرين والعارضين وارتفاع نسبة المشاركة الدولية وذلك لان العارض يستطيع في هذه الحالة ان يحدد حجم انفاقه ومصروفاته ومقارنة ذلك بالمكاسب العائدة عليه. ويضيف قائلا: وفوق ذلك فاستقرار سوق الصرف يساعد كلا من العارض أو الزائر الأجنبي المشارك في المعارض المختلفة ان يتخذ قرارته السليمة بشأن عقد عدد من الصفقات وابرام العقود والتوكيلات التجارية. ويدلل الدكتور أحمد مطر علي علاقة سعر الصرف ودوره في رواج صناعة المعارض بما شهدته حقبة التسعينيات من استقرار في سوق الصرف وخاصة خلال الفترة من 93 وحتي 1999 وكان نتيجة ذلك حدوث طفرة كبيرة في المعارض الدولية المتخصصة ومشاركة وفود وشركات من دول أجنبية في المعارض المصرية، مؤكدا ان العارض يبحث دائما عن الأسواق المستقرة حيث يستطيع ان يحدد تكاليف مشاركته واتخاذ قراراته الصائبة بخصوص عقد الصفقات المختلفة. ويوضح ان قلة النقد الأجنبي وعدم توافره بالسوق في وقت من الأوقات مثل مشكلة أمام العارضين وذلك لانه من المفروض ان المستثمر أو العارض دائما ما يبحث عن الدولة التي لها نظم اقتصادية ومالية ونقدية مستقرة وبما يتيح له حرية الحصول علي العملة الصعبة اللازمة وبأسعار ثابتة. ويذكر الدكتور مطر انه عند النظر إلي كل الدول التي تتمتع باستقرار في سوق الصرف ويتوافر بها العملة الأجنبية بسهولة نجد ان صناعة المعارض بها احدثت طفرة هائلة ورواجا