عليك أن تفكر بعض الوقت أن تتوقف عن القراءة الآن لحظات. لابد أنك وجدت أحب أغنية في نظرك وفي سمعك.أما جوابي أنا فهو: أغنية سيد درويش أنا هويت وانتهيت فالأغنية ألفاظها بسيطة ولحنها بسيط, ويمكن لأي واحد أن يحفظها من أول مرة يسمعها. وكنت والناقد الكبير محمد قابيل نستخدم هذه الأغنية لامتحان أي صوت. فنطلب إليه أن يرددها, وكان بعض الشباب ينجحون وبعضهم يفشلون والذين يفشلون, هم الذين لم ينتبهوا إلي مافيها من جمال ثم يحاولون تغيير لحنها واللعب فيه. ثم إن هذه الأغنية هي أكثر الأغاني العربية حظا. فقد غناها عبدالوهاب والسنباطي وفرقة الموسيقي العربية وسعاد محمد والفنان التشكيلي الكبير حسين بيكار. وإذا كنت تريد أن تري جوانب الجمال فاستمع إلي محمد عبدالوهاب وهو يغنيها مضيفا لها الكثير من الزركشة اللحنية, وعبدالوهاب يعرف جيدا من صاحب الأغنية وما حدود التغيير. وغناها السنباطي فكان أرق وأجمل. وعبدالوهاب كان( صنايعي) أما السنباطي فكان مطربا يتغني بسيد درويش, وفي الوقت نفسه كان حريصاعلي تجميل الكلمات دون خروج عن اللحن, إن صوت السنباطي أضاف للأغنية جمالا. ولما كان بلدياتي حسن الإمام يخرج فيلم( بمبة كشر) بطولة ناديةالجندي أشرت عليه أن تغنيها سعاد محمد. وكان صوتها بديعا. بل إن الفنان التشكيلي الكبير حسين بيكار قد غناها ايضا وجماعات الموسيقيين العراقيين في إسرائيل, غنوها ملتزمين بكل شيء, فكان الأداء بسيطا جميلا. ثم غنيتها أنا ايضا في حفلة صغيرة وسمعت التسجيل بعد ذلك فوجدت أنها تشبه أغنية سيد درويش إلي حد بعيد! [email protected] المزيد من أعمدة أنيس منصور