كتب : عمرو يحيي ارثة تصدع المبني الجنوبي الحديث للمعهد القومي للأورام كشفت عن الدور القومي الخطير الذي يؤديه المعهد في علاج أكثر من20 ألف حالة مرضية جديدة تتردد علي المعهد كل عام للعلاج من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في مصر بل أكثرها شراسة, خاصة أن المعهد يعتبر الجهة الطبية الوحيدة التي تقدم خدماتها العلاجية لأكثر من70% من المترددين عليه بالمجان. وذلك من التبرعات وتمويل جامعة القاهرة وبعيدا عن قرارات العلاج علي نفقة الدولة, كما يعد المعهد الجهة المركزية لإجراء جراحات الاورام المتقدمة القادمة اليه من مركز الاورام علي مستوي الجمهورية, فضلا عن دوره في وضع سياسات تقود تطوير أبحاث علاج الاورام وكونه مركزا متقدما لتدريب الاطباء. وفي ظل المطالبة بتقديم المتسببين في حدوث الكارثة الي محاكمة عاجلة يبقي الشغل الشاغل لأطباء المعهد حاليا هو ألا يتأثر المرضي وجودة العلاج نتيجة الأزمة. تصريحات المسئولين القائلة بأن الخدمة بالمعهد لن تتأثر بقرار إخلاء المبني تتنافي تماما مع الواقع وعلي سبيل المثال هناك أكثر من300 مريض يترددون يوميا علي العيادة الخارجية للعلاج الكيماوي للكبار لكن للأسف لايوجد لهم أسرة لتلقي جلسات العلاج الكيميائي أو استراحة لاستقبال المرضي ومرافقيهم, فضلا عن عدم وجود مكان مخصص للصيدلية التي تصرف علاجهم الكيميائي, كما تؤكد الدكتورة رباب جعفر استاذ ورئيس قسم طب وعلاج الاورام بالمعهد انه لايوجد مقر للصيدلية الاكلينيكية لتحضير العلاج وتحليله قبل اعطائه للمريض, وتضيف أن الازمة الحالية تكمن في عدم وجود مكان لعيادات الكبار والأطفال بعد أن كان هناك أكثر من15 غرفة بالعيادات, علما بأن الأمل ينحصر في تحقيق الوعود بتسلم عيادات من المباني سابقة التجهيز داخل الكافيتيريا الكبري بالمبني الاوسط للمعهد بينما يتطلب تحقيق ذلك تمويلا وسرعة تنفيذ. وحول نقل بعض المرضي الي مستشفي جراحات اليوم الواحد تشير الي انه حل ايجابي مؤقت سيلائم الي حد كبير عمل المعهد لأنه سيسهم في تجميع الحالات المتشابهة من مرضي اقسام الاطفال والكبار فضلا عن معاملها وعياداتها كما يقدم خدمة طبية فندقية للمرضي وتري الاستعانة بغرف العمليات المتقدمة في معهد الكبد الذي تجري فيه زراعة الكبد المتقدمة وذلك لفترة3 شهور لحين الانتهاء من تجديد4 غرف للعمليات بالمبني القديم الذي يتم تحديثه حاليا. لايمكن التأجيل من جانبه يوضح الدكتور وحيد يسري جرير استاذ ورئيس قسم جراحة الاورام بالمعهد أن علاج الأورام علاج متكامل يحتاج إلي تحليل الانسجة ومعامل وعلاج اشعاعي وكيميائي متخصص ولايمكن تجزئته بين مستشفي الطلبة وجراحات اليوم الواحد فمن غير المنطقي اجراء جراحة في مستشفي واعطاء كيماوي بمستشفي آخر, واضاف أن المعهد يعد مركزا متقدما لاجراء الجراحات التي لا يمكن اجراؤها بمراكز الاورام علي مستوي الجمهورية وهذا يوضح جليا تزايد الاقبال علي المعهد خلال السنوات الماضية برغم وجود مراكز متخصصة لعلاج الاورام بالمحافظات. وحول تقويمه للوضع الحالي قال إن غرفتي العمليات بمستشفي الطلبة تحتاجان الي تجهيزات وقد تعاونت ادارة مستشفيات قصر العيني بتخصيص غرفتين للعمليات و40 سريرا وتم نقل140 مريضا لمبني المعهد القديم الذي يتم تجديده في ظل ظروف صعبة بينما تم تقسيم اعضاء قسم الجراحة الي3 مجموعات بين المعهد والعيادات الخارجية والمرضي المقيمين وفريق للعمل بمستشفي المنيل الجامعي أما المجموعة الثالثة فستجري الجراحات بمستشفي الطلبة وهذا يعكس حجم التشتت القائم خاصة في ظل غياب أجهزة حساسة كمناظير الجراحة والتردد الحراري اللتين يصعب نقلهما بين3 اماكن متفرقة. من جانبه يقول الدكتور سامي البدوي أستاذ العلاج الاشعاعي بالمعهد وسكرتير عام الجمعية المصرية للأورام إن الفيصل في تحديد ما سيجري للمبني الجنوبي سواء بالترميم أو الهدم يعود لقرار اللجان الهندسية التي تم تشكيلها من اساتذة كلية الهندسة وتكمن الصعوبات الحالية بالمعهد في انخفاض كفاءة تشغيل العلاج الاشعاعي الي30% حيث تأثر عمل3 أجهزة للعلاج الاشعاعي بالمبني المتصدع من اجمالي5 اجهزة تخدم200 مريض يوميا كما تم نقل العيادات الخارجية للكشف ومتابعة المرضي بصفة مؤقتة الي المشرحة بالمبني القديم الذي مازال تحت التجديد. قضية أمن قومي من ناحية أخري يؤكد الدكتور حسين خالد استاذ علاج الاورام ونائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث والعميد السابق للمعهد أن ما اتخذ من اجراءات سواء بتخصيص مستشفي اليوم الواحد واستخدام غرف عمليات فضلا عن توفير100 سرير بمستشفي الطلبة بجامعة القاهرة يعد خطوة ايجابية مؤقتة لاستمرار تقديم الخدمة العلاجية للمرضي وإن كانت لا تغني عن الخدمات الطبية التي كانت تتم بالمبني المتصدع ويري أن الحل السريع يكمن في استغلال احد المستشفيات المتكاملة التابعة لوزارة الصحة, حيث توجد مستشفيات يتم تجديدها مثل مستشفي دار السلام هارمل والعجوزة أو بعض المستشفيات الكبري التي لايوجد عليها ضغوط كبيرة كمعهد الكبد الملاصق للمقر الرئيسي للمعهد حيث سيمثل هذا تخفيفا للعبء عن المرضي واشار الي أن مستشفيات جامعة القاهرة تضم5 آلاف سرير مقسمة بين مستشفي قصر العيني وأبو الريش للاطفال ومستشفي الطلبة ويمكن اعادة تقسيمها وتوزيعها بصورة تحد من تداعيات الازمة.