كتب:مرفت عبد العزيز جدل شديد ينتشر في الأوساط الغربية الآن إثر انتحار الشاب تايلور كليمنتي علي خلفية فضح علاقاته غير السوية عبر الإنترنت, القضية مثيرة للجدل جدا, فهي تجمع بين عدد من الانتهاكات الأخلاقية التي وقع فيها كل أطرافها, لكن كالمعتاد تم توجيه اللوم في النهاية للإنترنت. بدأت القصة عندما قام الشاب الذي يسكن مع تايلور في نفس الحجرة بالتجسس علي علاقاته الشاذة عبر كاميرا الويب, وتسجيلها في فيلم قصير, ثم قام بالسخرية منه عبر موقع تويتر.بعد فترة قصيرة اكتشف تايلور سخرية زميله منه, وأنه قام بتبادل الفيلم الذي صوره له عبر برنامج أبل أي شات الذي يسمح بتبادل الأفلام والصور والكتابة وتبادل الرسائل الفورية, وهنا قرر تايلور أن تكون المأساة كلها رقمية فقام بسطر كلمة الوداع علي موقع فيس بوك واتخذ قراره بالانتحار. البعض يري أن زميل تايلور لم يكن عالما بما يمكن أن تؤول إليه الأحداث ولم يقدر حجم الخسائر المترتبة علي فعلته, وأن تايلور هو السبب فيما آل إليه حاله ويلوم هؤلاء الإنترنت أيضا في أنها سهلت لتايلور التقارب مع الرفاق الشواذ. بل إنه أثناء تلك الفترة من المضايقات كان تايلور يراسل أحد مواقع الشواذ ليحكي لهم ما يحدث بينه وبين شريكه في الحجرة من مشاحنات وقدم له بعضهم النصيحة ووصف له طريقة التعامل معه. كتب تايلور في تعليقاته انه لا يجد حلا لهذه العلاقة المتأزمة مع زميله في الحجرة سوي أن تقوم المدرسة باستبداله بآخر, لأنه لا يوجد أحد في الدنيا أسوأ منه, وأنه قد أصابه بالإحباط والاكتئاب. والخيار الآخر أن يمتنع عن الشكوي منه وهنا سيعاني من تناوله للخمور وسكره البين, لكن علي أية حال فإنه رغم الشكاوي والحلول التي عرضها عليه الآخرون إلا أنه أقدم علي الانتحار. وعلي الرغم من أن البعض وجه اللوم للإنترنت باعتبارها سهلت للشاب التواصل مع الشواذ, لامها آخرون لأن الشاب لم يجد عندها العون الكافي الذي يمنعه من الأقدام علي الانتحار, وإن ألقوا ببعض اللوم علي الشاب المنتحر أيضا باعتباره لم يفكر في زيارة المواقع التي تساعد علي تجنب الانتحار, والاستعانة بالخدمات التي تقدمها الجامعات في هذا الصدد. ووفقا لأراء الخبراء يميل المراهقون الشواذ إلي الانتحار بدرجة أكبر من غيرهم وبنسبة تصل إلي3.4 مرة عن المراهقين الأسوياء, ويقبلون علي استخدام الإنترنت كرد فعل فوري عند تعاملهم مع هذه الجوانب, وعن ذلك يقول سي جاي باسكو الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بجامعة كلورادو أستطيع القول إن الإنترنت أصبحت طريقا حيويا أمام الشواذ, فبإمكانهم أن يجدوا مجتمعا مشابها وهو ما لا يجدوه عبر الواقع, ويقول الخبير إنه عندما تحدث مع بعض الأولاد الذين يعانون من اضطراب الجنس أكدوا أن الإنترنت كانت أول مكان علموا منه اسما لما يشعرون به, أما باري أفتاب التي تعمل كخبيرة إنترنت وكمدعي عام فقالت أن المشكلة تكمن في هذه البساطة والسهولة التي تتمتع بها بعض أدوات التكنولوجيا الحديثة وهي تقتل الآخرين, ومنها بالطبع كاميرا الويب, فسهولة استخدامها هي المشكلة. وفي هذه المشكلة ربما لا تستطيع السلطات اتهام المتسببين بشيء لكن لابد أن تنشط الجماعات المدافعة عن الحقوق المدنية وتبحث عن انتهاك الحقوق المدنية في هذه القضية, ويؤيد هذا رأي بعض الخبراء من أن الشاب قفز من فوق أحد الجسور لكنه فعليا تم إلقاؤه من فوقه إذ دفعه البعض في العالم الافتراضي نحو الهاوية.