كشفت وثائق دبلوماسية سرية أمريكية نشرت أمس أن أجهزة المخابرات الأسترالية تخشي من أن تشن إسرائيل هجوما عسكريا ضد إيران للقضاء علي برنامجها النووي. مما يمكن أن يؤدي إلي نشوب حرب نووية أو تقليدية وكذلك اندلاع سباق تسلح نووي في المنطقة قد يمتد إلي دول جنوب شرق آسيا, لكن البرقيات أكدت أن أستراليا علي خلاف مع الولاياتالمتحدة, حليفتها الأمنية الرئيسية, بشأن إيران, قائلة إنها ليست دولة مارقة وإن برنامجها للاسلحة النووية للردع. وأوضحت البرقيات الأمريكية, التي حصلت عليها صحيفة سيدني مورنينج هيرالد الاسترالية عليها بشكل حصري من موقع ويكيليكس, أن المسئولين الأستراليين ناقشوا قضية ضرب إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني مع حلفاء أستراليا في العديد من المناسبات. وقالت الصحيفة إن مكتب التقييمات الوطنية( أونا), أكبر هيئة أمنية أسترالية, تعتقد أن إيران تري أن أفضل وسيلة لها لضمان الأمن القومي هي إجراء مساومة كبيرة مع الولاياتالمتحدة, ولكنه اتفق مع مخاوف واشنطن بأن سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يمكن أن يؤدي الي حرب تقليدية او نووية مشيرا إلي ان صراعا بين اسرائيل وايران يمثل اكبر تحد لاستقرار الشرق الاوسط. وأبدي أونا قلقا أيضا من أن الانتشار النووي في الشرق الأوسط قد يدفع دول جنوب شرق اسيا إلي السعي لامتلاك قدرات نووية. وأوضحت برقيات السفارة الأمريكية في كانبيرا عام2008 أن بيتر فارجيس الذي كان رئيسا لأونا في ذلك الوقت أبلغ الولاياتالمتحدة بأنه من الخطأ اعتبار إيران دولة مارقة. وقالت إن أونا سعي إلي وجهة نظر متوازنة بشأن إيران بوصفها طرفا دبلوماسيا محنكا, وليس طرفا يمكن أن يتصرف برعونة أو بشكل غير منطقي. وقالت برقية دبلوماسية أمريكية أخري إن أونا يعتقد أن رغبة طهران في تطوير أسلحة نووية ربما كان الدافع وراءها رغبة في ردع إسرائيل والولاياتالمتحدة عن مهاجمتها, وليس شن هجوم في الشرق الأوسط. وأضافت أن أونا ينظر إلي البرنامج النووي لطهران في إطار نموذج قوانين الردع, مشيرا إلي قدرة إيران علي إنتاج سلاح ربما يكون كافيا لتلبية أهدافها الامنية. وأعرب أونا عن اعتقاده بأن حيازة إيران لأسلحة نووية أمر لا مفر منه, وأن الحكومة الأسترالية تشعر بقلق من أن مثل هذه الخطوة قد تشهد انتشارا نوويا في جنوب شرق اسيا. وأبلغ تقرير للسفارة الامريكية في مارس2009 واشنطن بأن أستراليا قلقة ازاء احتمال أن يدفع تجدد الانتشار النووي في الشرق الأوسط دول جنوب شرق آسيا إلي التخلي عن معاهدة حظر الانتشار النووي, والسعي إلي امتلاك قدرات نووية خاصة بها, مما قد يشكل تهديدا مباشرا لأستراليا. وفي الوقت نفسه, اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني أن إسرائيل قد تشن ضربة وقائية علي إيران يمكن أن تشمل أسلحة نووية, وأن أحدا لا يمكنه وقفها إذا شعرت بأنها مهددة, وفق مذكرة دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس. ونقلت مجلة دير شبيجل الأسبوعية الألمانية عن وثائق نشرها ويكيليكس وجهة نظر عبر عنها بيرلوسكوني أمام وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في لقاء بينهما في روما في6 فبراير الماضي. وأشارت المذكرة الدبلوماسية التي كتبتها السفارة الأمريكية في روما إلي أن بيرلوسكوني يفترض أن تل أبيب قد تهاجم طهران, علي أن يشمل ذلك أسلحة نووية, وأبلغ جيتس بأنه لا أحد بمن فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتمكن من وقف إسرائيل إذا شعرت بأن وجودها مهدد. وأضافت دير شبيجل استنادا إلي البرقية أن جيتس لم يكتف بأن يشاطر بيرلوسكوني قلقه, بل عززه بحديثه عن مناورات عسكرية جوية إسرائيلية نفذت في يونيو2008 علي مسافة قد تطابق المسافة بين القواعد العسكرية الإسرائيلية ومفاعل نووي إيراني. وعلي صعيد آخر, كشفت برقيات أمريكية أخري نشرها ويكيليكس عن أن الفساد متفش في أوزباكستان وأن حكومتها مرتبطة بالجريمة المنظمة. وأكدت البرقيات المسربة وجود علاقات دقيقة بين الولاياتالمتحدة وحكومة الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف التي تقدم الدعم للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. وتوضح البرقيات واقعة حدثت العام الماضي هدد فيها كريموف بوقف عملية الإمداد بعد أن قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جائزة لأحد المدافعين عن حقوق الإنسان في أوزباكستان. وقالت إنه في مارس2009 وبخ كريموف الغاضب بشكل شخصي السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند, ووجه تهديدا ضمنيا بوقف نقل الشحنات إلي القوات الأمريكية في أفغانستان عن طريق شبكة التوزيع الشمالية. وهدأ نورلاند من غضب كريموف, ولكنه قال محذرا واشنطن في برقية بوضوح الضغط عليه, ولاسيما في العلن, قد يكلفنا عملية العبور. وتحدثت برقيات أخري للسفارة الأمريكية نشرها ويكيليكس عن صلات وثيقة بين الجريمة المنظمة وحكومة أوزباكستان, وأنه يتم بشكل روتيني شراء وظائف كل من القطاع العام والقطاع الخاص. وتركز برقيات مسربة كثيرة علي ابنة رئيس أوزباكستان جولنارا كريموف التي وصفت بأنها أكثر شخص مكروه في البلد, وتزعم برقيات تعود لعام2001 أنالابنة الأولي تضغط علي معظم الشركات الرابحة التي تعمل في أوزباكستان للحصول علي نصيب من هذه الشركات.