في نهاية العام الماضي اعلنت الحكومة ان الاقتصاد الوطني تجاوز تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية, وانه من المتوقع ان يحقق معدل نمو سنويا يصل الي5,2% في العام المالي الحالي. وهو ما فسره البعض بان الدعم الذي قدمته الحكومة للصناعة والبالغ3 مليارات جنيه لمساعدة الصناعة للتغلب علي تأثيرات الازمة العالمية, وذلك ضمن حزمة دعم الاقتصاد البالغة15 مليار جنيه, قد لا تكون هناك حاجة اليها في العام الجديد, الا ان وزير الصناعة والتجارة المهندس رشيد محمد رشيد قال بوضوح ان الصناعة مازالت في حاجة الي استمرار حزمة الدعم الحكومي باشكاله المتعددة من دعم عيني يشمل اسعار الاراضي والطاقة, وكذلك دعم نقدي للصادرات, حتي يمكن للمنتجات والمصانع المصرية المحافظة علي قدراتها التنافسية بالاسواق المحلية والخارجية.. ولذلك فان المجتمع الصناعي في انتظار الحسم الحكومي تجاه استمرار دعم الطاقة والصادرات وغيرها في عام2010. ومن هنا كان هذا الحوار مع المهندس عمرو عسل رئيس هئية التنمية الصناعية ليكشف ما يدور في مطبخ وزارة الصناعة حول القرارات التي سيعلن عنها قريبا, والتي سوف تحسم الجدل الدائر حول هذه القضايا, حيث يؤكد المهندس عمرو عسل ان الدعم الصناعي باق, ولكن بشكل مختلف, ولن يكون دائما للطاقة, حيث من المقرر ان يستمر لمدة ستة اشهر فقط حتي نهاية يونيو المقبل, ينظر بعدها في امر استمراره, ويكشف ايضا ان الوزارة ستعلن لاول مرة في الشهر المقبل قرارات جديدة لتقديم دعم نقدي للسيارات المصنعة محليا يتراوح ما بين1500 و2000 جنيه للمصنع وعن السيارة, وذلك بناء علي شرائح ترتبط بزيادة نسبة المكون المحلي, وبشرط زيادة انتاج المصنع بنسبة لا تقل عن10% في السنة والا تم الغاء الدعم.. والي تفاصيل هذا الحوار الذي يكشف تفاصيل مستقبل الصناعة المصرية ليس فقط في العام الحالي و لكن ايضا في العام المقبل2011 حيث تقدم الوزارة كشف حساب عن اعمالها في تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس, خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اقامة الف مصنع كبير تحقق نقلة نوعية كبيرة في الصناعة والاقتصاد المصري. وقبل عرض هذا الحوار, فإن ذكربعض المؤشرات عن اداء التنمية الصناعية في فترة ما بعد الازمة العالمية, التي اعلنتها الوزارة قد تفيد في فهم مجريات الحوار حول الاجراءات والسياسات التي تنوي الوزارة تنفيذها من خلال الهيئة لتجاوز استمرار تداعيات الازمة من وجهة نظرها والتعامل مع المتغيرات الجديدة, التي قد تؤثر بالسلب علي القدرة التنافسية للصناعة المصرية. فقد ذكرت الوزارة ان معدل النمو السنوي الحقيقي للناتج الصناعي انخفض من8% عام2008/2007 الي4,2% عام2009/2008, وهو مفهوم انه بسبب الازمة العالمية, بينما ارتفع الناتج الصناعي في نفس الفترة المقارنة من139,6 مليار جنيه الي164,5 مليار جنيه ولم توضح سبب هذا الارتفاع, خاصة ان اجمالي الاستثمارات الصناعية انخفضت هي الاخري في نفس الفترة من42,3 مليار جنيه الي29,7 مليار جنيه. ولكن هذه الارقام توجه قارئها الي مساندة وجهة نظر الوزارة بشان ضرورة استمرار حزم الدعم للنشاط الصناعي, كذلك فإن خطط الوزارة الاستثمارية بشان انشاء المناطق الصناعية الجديدة والمتخصصة تعتبر طموحة جدا, فهل يمكن لها تحقيقها في ضوء تراجع حجم الاستثمارات الاجنبية مع الفرضية السائدة بشأن استمرار تداعيات الازمة العالمية لفترة اخري. فعلي اي شيء تراهن الوزارة في استيراتيجيتها علي جذب حجم كبير من الاستثمارات المحلية والاجنبية لتنفيذ هذه الطموحات الاستثمارية.. و هل من ضمن هذا الرهان استمرار حزم الدعم باشكاله المختلفة دون استجابة استثمارية تقابلها ؟ لذلك كان سؤالي الاول للمهندس عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية حول الدعم الصناعي, وبالذات دعم الطاقة الذي كان قد تم تثبيته طوال العام الماضي, فما مصيره في العام الجديد ؟ عندما اثيرت مسالة دعم الطاقة اعلن المهندس رشيد محمد رشيد سياسة تسعير الطاقة الحالية لمدة السنوات الخمس المقبلة, والانتقال من السعر المدعم الي سعر التكلفة ثم للاسعار المحلية. في المرحلة الاولي تم رفع الاسعار للمشروعات كثيفة استهلاك الطاقة من1,25 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية و1,7 دولار, وفي المرحلة الثانية رفعت الاسعار من1,7 دولار الي3 دولارات, اما بالنسبة للمشروعات ذات الاستهلاك العادي للطاقة فانها تتراوح ما بين1,52 دولار الي1,7 دولار وهو القرار الساري حتي الان. وكان من المفترض في المرحلة الثالثة تعديل الاسعار في عام2009 طبقا للاتفاق الذي تم مع الصناع, ولكن نشوب الازمة العالمية وتاثيرها السلبي دفع الحكومة لتقديم حزمة لدعم الصناعة بلغت3 مليارات جنيه ضمن حزمة المساندة للاقتصاد البالغة15 مليار جنيه. ومن بين هذا المبلغ دعم لتثبيت اسعار الطاقة طوال عام2009, وكذلك تقديم دعم نقدي للصادرات. وبانتهاء العام الماضي من المفروض ان ينتهي دعم الطاقة, الا ان الوزير رشيد محمد رشيد يري تثبيت اسعار الطاقة لمدة ستة اشهر اخري, لان تاثيرات الازمة العالمية مازالت موجودة حتي الان, وقد اجتمعت لجنة تسعير الطاقة المكونة من ممثلي خمس وزارات و هي الصناعة والمالية والكهرباء والبترول والاستثمار, واوصت اللجنة بتثبيت اسعار الطاقة حتي30 يونيو المقبل, علي ان يعرض ذلك علي الوزراء لإقراره, ثم يعرض علي رئيس الوزراء لاصدار قرار بذلك دعما للصناعة في مواجهة الازمة العالمية المستمرة. بعد نهاية يونيو المقبل, كيف سيتم تقييم الموقف ؟ اللجنة تراقب اسعار الطاقة والتغييرات التي تجري عليها كل ثلاثة اشهر, حيث تم تشكيل لجنة المراقبة بعد ان شهدت اسعار النفط الخام والطاقة قفزة كبيرة ارتفع علي اثرها سعر برميل النفط الخام فجأة من47 دولارا في عام2008 الي147 دولارا حيث زاد ثلاثة اضعاف, ثم بعد الازمة انهارت الاسعار لاقل من30 دولارا, ثم عادت للارتفاع من جديد لتتراوح ما بين60 الي80 دولارا للبرميل. فالتغيير في اسعار الطاقة يجري بطريقة حادة, لذلك نراقب اسعار الطاقة في اللجنة بشكل شهري, لندرس كيفية التعامل معها, والانتقال بأسعار الطاقة المحلية من شريحة لاخري للمحافظة علي تنافسية الصناعات المصرية. مع بدء تطبيق اتفاقية الشراكة المصرية الاوروبية بشأن السيارات اعتبارا من بداية الشهر الحالي باعفاء بنسبة10% سنويا حتي نهاية2019, مما سوف يؤثر علي تنافسية الصناعة المحلية, فكيف تقييم الوزارة الموقف وما هي الاجراءات التي سوف تتخذها ؟ الوزارة تتوقع اذا ما استمر الوضع الحالي دون مساندة, فان صناعة السيارات المحلية ستواجه خطر الركود امام السيارات الاوربية الصنع, ولذلك اقترحت الدراسة التي اجرتها الوزارة وضع حزمة حوافز للمساندة ضمن استيراتيجية جدية للنهوض بصناعة السيارات المصرية, علي ان ترتبط حزمة الدعم بزيادة نسبة التصنيع المحلي لمكونات السيارة علي شرائح, وان يتم التعامل مع كل مصنع علي حدة عند تقديم الدعم. ومن المقرر ان يعلن الوزير خلال شهر فبراير المقبل عن هذه السياسة الجديدة, والتي تتضمن تقديم دعم نقدي يتراوح ما بين1500 جنيه الي2000 جنيه لكل شريحة تتضمن نسبة المكون المحلي في السيارة. وتبدأ الشريحة الاولي من نسبة52.5% للمكون المحلي في السيارة, فاذا ارتفعت هذه النسبة الي55% يدخل المصنع الي شريحة الدعم النقدي الذي يتراوح ما بين1500 و2000 جنيه عن كل سيارة, واذا ارتفعت نسبة المكون الي27,5% يحصل المصنع علي4000 جنيه عن كل سيارة, واذا وصل الي نسبة60% يحصل علي6 الاف جنيه, ومع ارتفاع النسبة الي62,5% يحصل علي8 الاف جنيه, فاذا وصل بنسبة المكون المحلي الي65% يحصل علي10 الاف جنيه عن كل سيارة, ويعتبر هذا الرقم هو الحد الاقصي للدعم النقدي الذي يحصل عليه. وبما ان الهدف من هذا الدعم هو تعميق التصنيع المحلي, ونقل تكنولوجيا جديدة لانتاج مكونات للسيارات محليا, وفتح اسواق خارجية لها, وبالتالي, توليد فرص عمل جديدة, فان هذا الدعم مشروط بزيادة انتاج المصنع بنسبة10% كل سنة, فاذا لم يقم بهذه الزيادة فلن يحصل علي الدعم في العام التالي. والهدف الارتفاع بالانتاج المحلي من113 الف سيارة حاليا الي600 الف سيارة في عام2012 بخلاف التصدير. ولكن مثل هذا الزيادة المستهدفة في عشر سنوات لن تتحملها شوارع مصر ويمكن ان تسبب كارثة مروية ؟ قال: لن تسبب كارثة لأن السيارات لها عمر افتراضي, ويجب استبدالها بعد عشرين سنة علي الاكثر, وفي السيارة الحديثة ربما اقل من ذلك, فهناك بالفعل سيكون هناك استبدال اختياريا, بجانب الاستبدال الاجباري المنصوص عليه في قانون المرور لسيارات التاكسي والاجرة. ولماذا لا يتم ربط الدعم النقدي بالاستبدال, ويقدم مباشرة لمشتري السيارة كما يحدث في الاتحاد الاوروبي حيث يقدم دعما نقديا بقيمة2500 يورو وفي امريكا2000 دولار لاستبدال كل سيارة مر علي استعمالها خمس سنوات ؟ يذهب الدعم للسيارة المصنعة محليا لتعميق التصنيع المحلي, فالدعم لن يذهب الي السيارات المستوردة. هل سيحصل المصنع علي هذا الدعم النقدي من ميزانية الدولة بشكل مباشر ؟ لا, ولكن سيتم خصمة من المستحقات الحكومية عليه مثل الضرائب والجمارك وفواتير الكهرباء والتأمينات الاجتماعية وغيرها من مستحقات. ألا تري ان هناك صناعات اخري تحتاج الي دعم ومساندة في مراحلها الاولي مثل السيارات؟ الدعم باشكاله المختلفة موجه لتعميق التصنيع المحلي, ومن هذه الاشكال دعم الاراضي الصناعية التي تقدم للمستثمر بسعر مدعم يتراوح مابين100 الي140 جنيها للمتر المربع, و مزودة بالمرافق. والمستثمر لايدفع ثمن الارض كله ولكن10% فقط وبعد فترة سماح لمدة ثلاث سنوات, يدفع باقي المبلغ علي7 سنوات, فهذا دعم كبير للجميع, لان التكلفة الحقيقية لتزويد الارض بالمرافق الخارجية والداخلية التي تتحملها الدولة تتراوح ما بين400 الي500 جنيه للمتر الواحد. والمستثمر في الصعيد يحصل علي الارض مزودة بالمرافق بالمجان, بالاضافة الي دعم نقدي يبلغ15 الف جنيه عن كل فرصة عمل جديدة يتم توفيرها من خلال االاستثمار في المشروعات كثيفة استخدام العمالة. وهناك برنامج آخر لدعم الصادرات لبعض الصناعات كثيفة العمالة, حيث يحصل المستثمر علي دعم يتراوح ما بين5% الي12% حسب نوعية الصناعة, ويزيد هذا الدعم بنسبة50% اذا ما اقام المستثمر مصنعه بالصعيد. وهناك ايضا دعم من خلال مركز تحديث الصناعة وباشكال مختلفة. بمناسبة دعم الصادرات, هناك حديث عن ضرب فواتير من جانب بعض المخالفين للتحايل للحصول علي دعم الصادرات, فكيف يمكن مواجهة هذه التلاعبات بالمال العام ؟ علي الرغم من ان هذا الملف ليس خاصا بي, فإن الوزارة تحاول التغلب علي هذه المخالفات عن طريق تطبيق نظام مراقبة ومتابعة دقيق لمسار الدعم. ودعم الصادرات في الواقع ليس دعما مباشرا, ولكنه مطبق في دول العالم فيما يعرف باسترجاع المصدر للضرائب التي سبق وان دفعها للحكومة, فهذا الدعم يوازي جزءا من الضرائب التي من المفترض ان يستردها المصدر بعد الانتهاء من التصدير, مثل الضريبة التي يستردها المسافر لاوروبا حين المغادرة عن السلع التي اشتراها من السوق الداخلي. وهذا النظام مطبق في الصين وتصل نسبة الدعم الي17%. ومن وجهة نظري ان ايقاف او الغاء مثل هذا الدعم سيؤثر بالسلب علي انتاج المصانع, وبالتالي علي تشغيل العمالة, ولن تقدر هذه المصانع علي المنافسة, فلا بد من المحافظة علي حزمة الدعم المقدمة للصناعة, والا سنخرج من السوق العالمي. الواضح ان هناك تراجعا كبيرا في معدل النمو الصناعي نتيجة الازمة العالمية, كيف ستعالج الاستراتيجية الجديدة للصناعة ذلك ؟ قال: الهئية ستركز علي ملفات خاصة بتعظيم القيمة المضافة للثروة المعدنية والزراعية. فقد اعتمد رئيس الوزراء استراتيجية جديدة لتنمية الثروة المعدنية, وسيتم فرض رسم صادر علي تصدير المعادن الخام, فقد اصدر الوزير قرارا بفرض رسم صادر علي تصدير الخام بقيمة80 جنيها عن كل طن, ويجري حاليا دراسة تحديد رسم الصادر الذي سيفرض علي تصدير كل من الدولوميت, والرمال البيضاء والفوسفات, فالسياسة الجديدة هي تصنيع هذه الخامات وليس تصديرها خامات, وتشجيع البحث العلمي لاستغلالها وتصديرها في شكل منتجات صناعية لتعظيم القيمة المضافة لها. وتستهدف هذه السياسة جذب30 مليار جنيه لاقامة مشروعات معدنية توفر28 الف فرصة عمل في عمليات تصنيع الفوسفات و الرمال البيضاء و الرمال السوداء والطفلة والكاولين والرخام والجرانيت. وتنفيذا لهذا السياسة, تم اصدار18 رخصة لمشروعات تصنيع الفوسفات باستثمارات تبلغ6 مليارات جنيه. كما اعتمد رئيس مجلس الوزراء قرارا بطرح مناقصة لاستغلال الرمال السوداء بالتعاون مع وزارة الكهرباء, حيث سيتم اقامة مصنع لتصنيع الخامات التي تستخرج من هذه الرمال. ومن المتوقع ان تطرح هذه المناقصة خلال شهر مارس المقبل بين الشركات المحلية والعالمية. وبالنسبة للاسمنت.. فقد اوضحت الدراسة التي اجريت ان انتاجنا من الاسمنت ارتفع من30 مليون طن عام2005 الي50 مليون طن عام2009, ويتوقع ان يرتفع الي50 مليون طن بحلول عام2011, اما احتياجاتنا الفعلية, فانها ستصل الي77 مليون جنيه عام2015, وبالتالي, فإننا سنحتاج الي توفير17 مليون طن لمقابلة احتياجاتنا الفعلية, وذلك سيتم عن طريق زيادة الطاقة الانتاجية, عن طريق اقامة12 مصنعا او خطا انتاجيا جديد. يضاف الي هذا ان الهئية تطبق سياسة جديدة لتشجيع المصانع علي ترشيد الطاقة, والحد من الانبعاثات الحرارية تنفيذا لتوافق كوبنهاجن للحد من ارتفاع درجة حرارة الارض, وتعتمد هذه السياسة ايضا علي حزمة من الدعم واجراءات, حيث يقدم مركز تحديث الصناعة منحا مالية بنسبة15% لترشيد الطاقة, وتصل هذه المنح الي150 الف جنيه لكل منشأة توفر في استهلاك الطاقة. بجانب ان هيئة المواصفات القياسية تقوم بعمل مواصفات خاصة بالاجهزة المنزلية والمواتير لخفض استهلاك الطاقة بنسبة50% من معدل الاستهلاك الحالي. وبالنسبة لمشاريع التصنيع الزراعي ؟ قال: لدينا خطة عاجلة لانشاء16 منطقة متخصصة في التصنيع الزراعي في13 محافظة, والمشكلة حتي الان في توصل وزارة الزراعة الي اتفاق مع وزارة الري حول المقننات المائية لهذه المشروعات, ولكننا نسير في اتجاه انشاء مناطق التصنيع الرزاعي لتعظيم القيمة المضافة من الانتاج الزارعي الخام والحد من الفاقد الكبير, وتم الموافقة علي انشاء منطقة صناعية في منطقة' الهو' في قنا للشركة اليابانية كوبي صان علي مساحة6 آلاف فدان لزراعتها بالاضافة الي50 الف متر مربع لاقامة مصنع لانتاج معجون الطماطم, وتجفيف البصل, وتصنيع العصائر. وتم الاتفاق مع محافظ القاهرة علي تخصيص منطقة وادي النطرون بالكامل للتصنيع الزراعي. كما اننا نركز علي الصعيد في عمليات التصنيع الزراعي. وهنا اود ان اشير الي المنطقة الصناعية الجديدةبالفيوم والتي تبعد55 كيلو مترا عن ميدان الرماية, تقع علي الطريق الرئيسي للفيوم, غرب القاهرة, هذه المنطقة هي البديل لمنطقة الصناعية في مدينة6 اكتوبر, وسينتقل اليها عمال الفيوم الذين كانوا يذهبون الي مصانع6 اكتوبر للعمل, الان المسافة بين الفيوم وهذه المنطقة5 كيلومترات فقط, فهي منطقة واعدة. وجار حاليا حساب التكاليف للمرافق, وهوما يستغرق نحو6 اشهر. ومن الناحية الاجرائية ما هي الآلية التي ستقدمها الهيئة لتطوير الصناعة ؟ عن طريق مشروع قانون الصناعة الجديد الموحد, الذي يستهدف تبسيط الاجراءات, وقد تم الانتهاء من مسودة مشروع القانون وجار عرضها علي الوزير, تمهيدا لعرضها علي مجلس الوزراء خلال الشهرين المقبلين. وقانون الصناعة الحالي صدر عام1958, واجريت عليه تعديلات, وهناك قرارات جمهورية ووزارية, وهذا القانون يتحدث عن نظام اشتراكي لم يعد موجودا, وعن جهات اختفت, ويتضمن ارقام غرامات مالية هزيلة لا تتفق مع التطور الحالي والمخالفات, حيث ان اقصي غرامة لمخالفة السجل الصناعي تصل الي مائة جنيه, وبالتالي, فان ضعف الغرامات والعقوبات شجعت علي انتشار العشوائيات الصناعية, والهدف من مشروع القانون الجديد هو القضاء علي العشوائيات الصناعية. وتم تجميع القواعد القانونية للقانون, بحيث راعي المتغيرات والمتطلبات البيئية وكذلك اشتراطات استهلاك الطاقة, ومن بين الاجراءات الميسرة اصبحت رخصة التشغيل التي تتطلب موافقة8 جهات ستكون في جهة واحدة هي هيئة التنمية الصناعية ويصدر للمصنع رقم يتضمن جميع البيانات الخاصة به مثل بطاقة الرقم القومي.