نسج الخيال الشعبي قصصا عن العنكبوت التي نسجت بيتها علي باب الغار, وعن الحمامة التي باضت علي بابه, ولكن هذا كله لم يرد في السنن الصحاح, كما يحدثنا الشيخ محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة. ويري الغزالي أن من رحمة الله بنبيه أن تعمي عنه عيون أعدائه وهو قريب منهم, وأن ذلك لم يكن محاباة من القدر لقوم فرطوا في استكمال أسباب النجاة, وإنما كان مكافأة لقوم لم يتركوا وسيلة من وسائل الحذر إلا اتخذوها. قال تعالي والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون. مرت ثلاث ليال علي مبيت الرسول وصاحبه في الغار وفتر حماس المشركين في طلبهما وجاء أبن أريقط خبير الصحراء ومعه رواحله وبدأت الرحلة نحو المدينة, كانت قريش قد جعلت مكافأة لمن يجيء بهما وكانت المكافأة مغرية مائة من الإبل لكل رأس. خرج سراقة بن مالك يطلبهما.. ركب فرسه وتسلح برمحه وانطلق يسعي وراءهما حتي أدركهما أو كاد, ولكنه وهو الفارس المدرب وجد فرسه يلقيه عن ظهره حين صار الرسول وأبوبكر في مرمي رمحه. لقد وقع هذا الأمر الغريب ثلاث مرات وفي كل مرة كان فرسه يتعثر ويلقيه عن ظهره, وأدرك سراقة بإلهام من الله أن الرسول مبعوث من الحق وأن العناية الإلهية تحرسه فاعتذر له وعرض عليهما العون وطلب من الرسول أن يدعو له ففعل الرسول وأمره أن يضلل قريشا عنهما.