فتح الانتصار الذي حققه المنتخب الجزائري علي نظيره الايفواري2/3 في امم انجولا2010 واقتناص بطاقة التأهل إلي الدور قبل النهائي الباب علي مصراعيه للكرة الجزائرية لاسترداد هيبتها التي ضاعت طيلة السنوات الماضية. منذ فوزها ببطولة أمم أفريقيا علي ملعبها1990 علي حساب نيجيريا وبعدها حدث الانهيار غير المتوقع من جراء الظروف التي مرت بها ومع نهاية أفضل جيل للكرة العربية آنذاك علي مدار سنوات طويلة. لاشك أن مباراة الجزائر أو محاربو الصحراء كما يلقبونهم أمام رفاق دروجبا وكيتا وكالو أعادت الذكريات الجميلة للكرة الجزائريين, وذكرت الجميع بجيل الثمانينات الذي أسعد الجزائريين من خلال نتائجهم في مونديال1982 عندما قدم أبناء الصحراء أفضل اداء لايمكن نسيانه ويكفي فوزهم علي الماكينات الالمانية1/2 بخلاف تعرضهم لمؤامرة من جانب النمسا والمانيا لابعادهم عن التأهل بعد اداء راق لصلاح عصاد وبلومي ورابح ماجر وسرباح. ان ماقدمه رفاق كريم زياني ونزير بلحاح ومجيد بوقره ومطمور يؤكد أنهم يسيرون علي طريق أسلافهم السائقين في وضع الكرة الجزائرية علي الطريق الصحيح وأخذ مكانها بين الكبار بعد سنوات عجاف عانت خلالها الأمرين. جسد تفوق الجزائر علي كوت ديفوار في انجولا أزمة نفسية للافيال مع الكرة العربية التي باتت تملك اليد العليا علي نظيرتها الايفوارية فبعد ما فعله احفاد الفراعنة مع الأفيال في2006 بانتزاع اللقب منهم بضربات الجزاء2/4 ومن قبلها فوز كبير في الدور التمهيدي1/3.. وعادت مصر في2008 بغانا لتجدد آلالام الافيال1/4 بعد مباراة كبيرة لايمكن نسيانها.. ثم عادت الجزائر لتؤكد تفوق الشمال الافريقي علي غرب القارة باستخدام المهارة وليس القوة فقط هي الطريق لانجاز المهمات. استحقت الجزائر انتزاع بطاقة الدور قبل النهائي بعد اداء رائع قدم خلاله كريم زياني قدرات كبيرة في قيادة فريقه وأبرز مهارات رائعة في التحكم في اداء فريقه بالتحرك السريع وقتما يريد والتهدئة وقتما يريد, يعتبر زياني مكمن خطورة الخضر بالاضافة إلي الجناح السريع نذير بلحاج صاحب التمريرة القاتلة التي لاتضل رأس مهاجميه كريم مطمور بالاضافة إلي عبدالقادر غزال. ويمتلك أبناء الصحراء لاعبين أقوياء أمثال حسن بييده وكريم مغني ومن خلفهم دفاع قوي يصعب التعامل معه في ظل وجود مجيد بوقره وحليش. أجاد أبناء سعدان تنفيذ أفكاره أثناء المباراة ولعل أبرز مايلفت الانظار التنفيذ الرائع للكرات الثابتة عن طريق نذير بلحاج وزياني في أي مكان في الملعب بصورة أرهقت الايفواريين الذين عانوا الكثير أمامها ونجح من خلالها الجزائريون قي تحقيق التعادل والتفوق عبر بوقره وبوعزه. ان مكاسب الكرة الجزائرية ستكون غير محدودة بعد التأهل للمربع الذهبي ومواصلة المشوار نحو البطولة التي لم يفوزوا بها سوي مرة واحدة في تاريخهم الطويل. ان الانصاف يدعونا إلي احترام فريق الجزائر واحترام قدرات لاعبيه داخل الملعب بغض النظر عما حدث في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا, ولكن ستظل العلاقة مابين مصر والجزائر أعمق من أن تلوثها مباراة من90 دقيقة فقط لطالما شجع المصريون الجزائريين وتعصبوا لهم في فترة الثمانينات والعكس حدث عندما خرج الجزائريون للاحتفال بانجاز أحفاد الفراعنة في غانا20008. ان ماحدث بين الاشقاء في أم درمان يجب التصدي له وعدم تكراره مرة أخري بالسماح للقلة المتعصبة في فرض رأيها وتحديد شكل العلاقة, لان علاقة مصر والجزائر وجهان لعملة واحدة وهي الوحدة العربية.