الأطفال دائما هم ضحايا صراع الزوجين, يدفعون فاتورة غالية لاذنب لهم فيها وربما تكلفهم حياتهم وهم في عمر الزهور في معركة تكسير العظام بين الزوجين, وربما يصل الامر الي حد تصفية احدهما للآخر.. ولكن هذه الواقعة خير شاهد علي جبروت الأب في اغرب عملية انتقام من زوجته ليختطف طفله الرفيع بعد صراع عليه بينهما ويقفز به من الطابق الرابع, وهذه المغامرة قد تكلفه حياته وطفله ولكنهما نجيا باعجوبة ولكن الاب مازال يرقد في حالة سيئة بينما كان القدر رحيما بالطفل الذي اصيب بكسور فقط المآساة وقعت يوم الجمعة الماضية بشارع جمال عبدالناصر بمنطقة المطار بامبابة وبطلاها فرج ونورهان وهما شابان لم يمر علي زواجهما عامان ونصف ودمرت حياتهما في لحظة غضب. وتحكي نورهان قصتهما فتقول: تعرفنا سويا عندما كنت اعمل باحدي المكتبات بعد ان حصلت علي دبلوم تجارة وفي يوم دخل فرج لتصوير بعض الاوراق وأعجب بي, وفي مساء نفس اليوم ارسل والدته الي منزلنا طالبا الارتباط بي وتمت الخطبة وتزوجنا بعد ستة اشهر فقط, كان خلالها شخصا حنونا طيبا وأسرعت والدتي في تجهيزي وذهبت الي شقة الزوجية احمل احلام كل فتاة باسرة جميلة يملؤها الحب, ولكن سرعان مادبت الخلافات بيننا واصبحت اقضي اياما في منزل اسرتي اكثر من التي اقضيها في شقتي, ومنذ20 يوما تركت المنزل بعد مشاجرة بيننا وأخذت ابني كريم وذهبت الي بيت اسرتي بعد أن شعرت بان فرج قد تغير فلم يعد الانسان الحنون الذي احببته, وفي عصر يوم الجمعة الماضي حضرت والدته وعمته الينا حتي اعود الي شقتي ولكنني رفضت, وفي أثناء حديثنا حضر فرج وعندما علم برفض العودة الي المنزل اصر علي أخذ ابننا كريم معه, وعندما قال هذا شعرت بان قلبي ينخلع مني واحتضنت ابني بقوة وجن جنونه وأخذنا نتجاذب الطفل وكأنه قطعة قماش كادت تتمزق اضلاعه بيننا وفجأة اخذ كريم وقفز من الشرفة بالطابق الرابع لأنظر اسفل مني فأجد زوجي وابني وسط بركة من الدماء فهرولت الي اسفل المنزل لأجد زوجي وابني لايحركان ساكنا وشعرت وقتها بان الدنيا قد اسودت في عيني وانتظرنا حضور سيارة الاسعاف ولكن الانتظار طال فأخذت كريم وهرولت الي بمستشفي وهو يصرخ من الالم ومكثنا فيه اسبوعا كاملا وخرجنا منه وهو مصاب بشرخ في الجمجمة وكدمات في العظم جعلته يصرخ دائما, وزوجي في العناية المركزة يصارع الموت. وتبكي نورهان وتقول: لقد ضاع الحلم الجميل وتحطم البيت الصغير, فقد كنت كغيري من الفتيات احلم بان يكون لي بيت وأسرة صغيرة ولكن لم يدم حلمي طويلا فلم اتخيل ان تكون هذه النهاية, فزوجي بين الحياة والموت وابني يعاني آلامه ووالدي مريض السرطان يرقد يعاني آلام المرض ومعاناتي الاسرية. وذهبنا الي الزوج فوجدناه في احدي غرف العناية المركزة فاقد الوعي في حالة سيئة وعندما سألنا عنه كان الرد بالدعاء له فانه ربما يقضي ايامه الاخيرة, وذووه في حالة يرثي لها رافضين الكلام.. اولنا رصد حالة اسرة صغيرة افتلعتها رياح الغضب قبل ان توطد جذورها فهما شابان لم يكملا عامهما الثالث في الزواج وتمزقت حياتهما اشلاء مابين اب كان عاملا بسيطا باحد محال الكشري يعمل ليل نهار كي يسعد اسرته الصغيرة, وأصبح ذووه يعدون انفاسه وكأنه احتضن ابنه الحضن الاخير مفاديا اياه بنفسه ليتحمل هو صدمة الارتطام بالارض, وزوجة اصبحت في مهب الريح بعد ان كادت تفقد زوجها وابنها لولا ان القدر كان بها رحيما فترك لها ابنها الصغير علي قيد الحياة ولكن في ألم شديد من الممكن ان يلازمه طوال الحياة. والابن الذي ينتظر المجهول وجدناه يبكي دائما لاندري إن كان يبكي الالام الجسدية التي تملأ جسده من رأسه حتي قدميه وهو الذي لم يكمل عامه الثاني وكأنه يعلم ما آلت اليه حياته ولو نطق لقال لحظات من الغضب لو كظمت لما وصل حالي الي هذا, فبعد ان كان ينام بين ابويه اصبح لا يستطيع النوم من فرط الآلام. بالتأكيد هي مأساة كل اطرافها خاسرون وكأنها تذكرة لكل الازواج وناقوس خطر يدق للعودة الي عاداتنا وتقاليدنا والبعد بأطفالنا عن الخلافات الزوجية.