رصدا لظاهرة انتشار اللغة العامية في وسائل الاعلام وغيرها, وانتشار المصطلحات الغريبة علي اللغة وتراجع اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم. كان لنا أن نرصد هذه الظاهرة ونتعرف علي اسبابها وعلاجها مع د. محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية حولة للغة والمجمع. منذ البداية يقول. بالنسبة لمجمع اللغة العربية واللغة.. أين اللغة العربية وما سبب غلبة العامية وانتشارها حتي في وسائل الاعلام؟ أولا لوحظ في السنوات الاخيرة هجمة شرسة علي اللغة العربية واعتداء صارخ عليها: تبدي ذلك أولا في انتشار العامية لدرجة لم يسبق لها مثيل حتي اصبحت مادتها باللغة العامية. ايضا ما نسمعه الآن من لغة تبعد كل البعد عن اللغة العربية السليمة في القنوات الفضائية وفي موضوعاتها التي تئن فيها اللغة العربية مما يصيبها من اعتداء وخروج عن المألوف, كذلك ما يجري علي ألسنة شباب اليوم من لغة غريبة لم نألفها من قبل. اضف الي ذلك أن ما نأكله وما نشربة وما نلبسه وما نتداوي به وما نلحظه في حياتنا اليومية يزخر بألفاظ دخيلة علي اللغة العربية. كما أن ما ينتشر اليوم من لافتات علي المؤسسات والمحال تكتب كلمات اجنبية بألفاظ عربية. وبمناسبة ما يوجد الآن ومنتشر علي اللافتات في مختلف الارجاء فإنه في عام8591 صدر قانون يحرم اللافتات باللغة الاجنبية وحروف عربية. ومع ذلك لم ينفذ القانون, وحاول الدكتور أحمد جويلي حين كان وزيرا للتموين أن يبعث هذا القانون من مرقده ولكن الظروف لم تساعده علي ذلك وفي اعتقادي أنه بعد جيلين او ثلاثة سينتشر في مصر عشرات الآلاف من الخريجين لاينتمون الي اللغة العربية. ولكن سيكون انتماؤهم للغة الاجنبية. وسيشغلون المراكز المرموقة كما يحدث بالنسبة لخريجي الجامعة الأمريكية, ولذلك الهوة تتسع بين هذا النوع من التعليم والتعليم القومي( المصري) إذن, كيف نواجه هذه الهجمة علي العربية؟ لابد من وقفة صارمة لاصلاح التعليم العالي والجامعي حتي تضيق الهوة بين هؤلاء وهؤلاء, وليس معني ذلك أننا ضد تعلم اللغة الاجنبية, بل إن تعلمها واجب وضرورة لتتيح اطلالة نيرة علي ثقافات الغير وعلي التقدم العلمي العالمي. كما أن ما يقرب من مليون طالب في الجامعات المصرية في كليات الطب والعلوم والهندسة يتعلمون علومهم بلغة اجنبية مع أن قانون الجامعات ينص علي التدريس باللغة العربية. كيف تري مستقبل اللغة العربية كمسئول عن المجمع؟ إن مجمع اللغة العربية نجح في الفترة الأخيرة في تعديل قانون وجعل توصياته ملزمة للهيئات, وصدر قانون التعديل في13 مارس8002 وفي المجمع ثلاث لجان تعمل في هذا المجال: اللغة العربية والتعليم, واللغة العربية والاعلام ثم اللغة العربية والمجتمع المدني, ويعمل المجمع جاهدا في مواجهة الموقف الحالي ويبذل قصاري جهده في اصلاح المسار واعلاء شأن اللغة العربية والذود عنها, ودفع غائلة المتربصين بها. وفي اعتقادي الشخصي أن اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم والذكر الحكيم باقية باذن الله الي يوم الدين. عزة عبد العزيز محمود