تشير الإحصائيات إلي أن الشريحة التي يمثلها الطفل في مصر تمثل نسبة93% من عدد السكان و54% علي مستوي الوطن العربي. والطفل ينطبق عليه ما ينطبق علي المجتمع ككل من حيث نسب الفقر والأمية, إلا أن جميع الأطفال علي مختلف مستوياتهم يشتركون في الرغبة في اللعب واكتشاف الذات ويؤكد علماء النفس أن فترات اللعب عند الأطفال تحقق لهم التوافق الانفعالي وتجعلهم أكثر ثقة بالنفس, هذا بخلاف التأثير الثقافي والنفسي للعبة علي الطفل. وفي الوقت الذي أنتجت فيه معظم دول العالم لعب للأطفال تحمل هويتهم, مازالت الدول العربية تجري وراء استيراد كل ما ينتج في عالم لعب الأطفال. وكشفت دراسة صادرة عن جامعة الدول العربية عن أن العرب يستوردون59% من لعب الأطفال التي يستهلكونها وهكذا دائما ندعي أننا نهتم بالطفل ورعايته مأكله ومشربه وكسائه ونغفل ما يشكل وجدانه وثقافاته وينمي مهاراته ويقدر استيراد المنطقة العربية بأكثر من مليار دولار سنويا من لعب الأطفال. وليس معني ذلك أنه لم توجد عدة محاولات لخلق هوية عربية للعب تقليدية, منها محاولة ابتكار العروسة( ليلي) علي غرار العروسة( باربي) ولكن بملامح عربية وكانت المحاولة من إدارة الطفولة بجامعة الدول العربية منذ عشر سنوات وكانت المفاجأة أنه لا يوجد في مصر سوي ثلاثة مصانع فقط في مدينة العاشر من رمضان تعمل في مجال لعب الأطفال. ولكنها متخصصة في الألعاب التعليمية ووسائل الإيضاح ولم يكتمل المشروع لعدم وجود تمويل أو مستثمرين يهتمون بالطفل العربي ولعل السبب الرئيسي دائما هو الحل الأسهل( لاستيراد) ونترك أطفالنا لتشكل عقولهم وثقافاتهم ألعابا قادمة من كل صوب, وعمار يا صين.ولعل الإحجام العربي عن صناعة لعب ذات هوية عربية لا يغلق الباب أمام الراغبين سواء من المستثمرين ورجال الأعمال في اقتحام هذه النوعية من الصناعة خاصة إذا ما عرفنا أن سوق لعب الأطفال اتسمت بعشوائية في منتهي الخطورة فقد قامت شركة( فيشر برايس) التابعة لمجموعة ماتيل الأمريكية عام2007 مليون سحب لعبة للأطفال التي تصنعها في الصين من الأسواق الأمريكية والعالمية ومن ضمنها العربية بسبب خطرها علي صحة الأطفال لاحتوائها علي مواد سامة, هذا في الوقت الذي تعاني فيه جمعيات حماية المستهلك في معظم الدول العربية من ضعف إمكاناتها ولذا فإننا قد نري أننا في حاجة لبحث هذا الموضوع بجدية في مؤتمر عربي وبحضور رجال الصناعة والتجارة والمستثمرين الجادين علي مستوي العالم العربي وخبراء علم النفس وكل المهتمين بالطفولة ولعل دور الدولة هنا ينحصر في تهيئة المناخ الداعم لصناعة لعب الأطفال بهوية عربية قابلة للتصدير والاستهلاك المحلي.