الذي يده في النار بأنجولا مثل حسن شحاتة غير الملايين الذين يضعون أيديهم في الماء هنا في مصر, الذين يتحدثون عن مباراة الكاميرون اليوم وأسلحتنا وأسلحة المنافس, وأصحاب التصورات لخطة اللعب بالكلام. والأمر يختلف تماما عن خطة الملعب, والمتشائمين من الوصول للعلامة الكاملة في الدور الاول.. والخائفين من ثأر صامويل ايتو ورفاقه, و الكاميروني عيسي حياتو رئيس الكاف وتدخلاته.. والمجادلين في نظرية' الكعب العالي' وبركاته.. ولكن لابد ان يدرك الجميع ان كرة القدم كما قال جورج وايا مثل قطعة البسكويت.. تنكسر من حيث لا تتوقع!! قبل كل مباراة مهمة يبدأ الكثيرون بقراءة مستوي المنتخبات أو الفرق بما حدث سابقا, ولكن الذي يجري يمكن أن يختلف عن الذي جري, ونحن الآن في ملعب خروج المغلوب واستمرار الفائز, وهو ملعب مختلف تماما عن الدور الاول, وبعيدا عن كلمات التخويف, والتحميس.. بطريقة المهمة صعبة, والمباراة صعبة.. ففي الحقيقة كل مباراة صعبة حتي تنتهي, وكل عمل صعب حتي ينتهي.. لا يوجد شيء سهل.. خصوصا مع منتخبنا الوطني.. الا أن مسألة كيف نلعب تبقي هي السؤال الصعب دائما ؟! من المفترض ان حسن شحاتة يبني خطته لاي مباراة علي وضع المنافس وأبرز خطوطه, والكاميرون تملك أسلحة ونحن أيضا نملك أسلحة, وسلاحنا الأول هو دهاء الثعالب, وكنا كذلك أمام نيجيريا, والخطة التي يجب أن نطبقها أمام الكاميرون يمكن اكتشافها بمراجعة مباراة زامبيا و تونس مع الكاميرون, فلا نفعل كل ما فعلته زامبيا التي لعبت بصدر مفتوح, ولا نخاف ونتوتر مثل تونس, فهذا الأسلوب لا يصلح لدور الثمانية ولمراحل خروج المهزوم, فإيطاليا كسبت كأس العالم مرتين بطريقة الثعالب, التي تدافع بمنتهي القوة والدهاء, وتشن غارات هجومية سريعة تشل دفاع المنافس, والبعض للأسف يفهم الدفاع خطأ, فهو ليس بالتراجع والتكتل, فهناك الدفاع المتقدم, والدفاع بالضغط, والدفاع بامتلاك الكرة, والدفاع بإبطاء الإيقاع, وربما يفتح هدف مبكر المباراة, ويفتح أبواب الثقة ويزيدها عند لاعبينا. وبرغم قوة منتخب الكاميرون وكونه أحد المرشحين لكأس أمم إفريقيا, إلا أن تركيبته الحالية تجعله منافسا من الممكن إسقاطه, لانه يندفع دون حساب حين يواجه فريقا دفاعيا, وخطه الخلفي يفتقد السرعة, ويلعب بمهاجم وحيد يمكن مراقبته, ويعتمد بول لوجوين مديرهم الفني علي طريقة4-3-3, وهي طريقة جيدة جدا حين تملك في قائمتك صانع ألعاب يمكنه تسيير الكرة, بدلا من السير بها, لكن الكاميرون لا تملك هذا الرجل, ولذا يلجأ لوجوين إلي حلين يخلقان كثافة عددية في هجمات الأسود..الحل الأول استخدمه أمام الجابون, بالاعتماد علي ألكسندر سونج ارتكازا وحيدا, والدفع بصانع ألعاب إضافي في الوسط, مع تقدم خط الظهر لضغط الخصم, والحل الثاني استعمله لوجوين أمام زامبيا, بأن دفع بمهاجم إضافي بجوار هداف الفريق صامويل إيتو, ومنح لاعب إنتر ميلان حرية الخروج من منطقة الجزاء.. تري هل لا يعلم شحاتة ذلك؟ بالتأكيد.. درس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الكاميرون جيدا, وهذا ما وضح في التقارير الواردة من بنجيلا خلال اليومين الماضيين والتي تتحدث عن تجهيز منتخب مصر لمفاجأة للكاميرون.. فهل تكون هذه المفاجأة هي جدو ؟.. من الممكن إذا لم يلعب أحمد حسن بسبب الاصابة, وان كان الصقر لن يفوت مباراة! من الواضح ان اقوي خطوط منتخب الكاميرون هو خط الهجوم يليه خط الوسط, وضعفه في الدفاع و حراسة المرمي.. اي اننا نحتاج التامين الدفاعي.. والهجوم القائم علي امتلاك الكرة وتمريرها بشكل صحيح لامتلاك وسط الملعب والاحتفاظ بمعدلات الجري المرتفعة, فمن يجري كثيرا, يجني الكثير, وفي كرة القدم يبقي التوفيق حليفا لمن يبادر ويمتلك الفعل, ويضع خصمه في موضع رد الفعل الي ان تأتي الاهداف, وبالطبع هناك عناصر اساسية يريدها شحاتة في الملعب اليوم, والجماهير تريدها أيضا, دون اختلاف, وتتمثل هذه المرة في10 لاعبين باعتبار ان وجود ليبرو أمر مهم وهم.. عصام الحضري وهاني سعيد ووائل جمعة ومحمود فتح الله واحمد فتحي وسيد معوض و حسني عبد ربه واحمد حسن ومحمد زيدان وعماد متعب, ويبقي بذلك لاعب واحد ينقص الفريق, اما ان يكون حسام غالي.. أو أحمد المحمدي ووقتها يلعب فتحي في الوسط.. الاوراق واضحة للجميع وتتوقف فقط علي ما يقرره شحاتة! ويبقي أن منتخب الأسود نال درسا في الدور الاول قد يستفيد منه اليوم, وأن فوزنا علي نيجيريا وموزمبيق وبنين ليس مقياسا للقوة, ويبقي أيضا ان منتخب مصر قادر علي تحقيق أفضل النتائج, حين يدرك الجميع ما يملكه اللاعب المصري من أسلحة, مثل الخفة والسرعة, والرشاقة, والذكاء, في مواجهة القوة البدنية, والأطوال, واللياقة, وهي أسلحة الأفارقة, وبأي سيناريو يختاره حسن شحاتة أو يلجأ اليه شريطة ان تكون حالة اللاعبين جيدة و بقاء الفريق علي حماسه.. وذلك ما يجعل الترقب موجودا!!