استبعدت الإدارة الأمريكية الديمقراطية أمس حدوث أي تغيير في سياساتها الخارجية رغم النتائج الأخيرة التي أسفرت عنها انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. وصرح توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي بأنه يتوقع أن يواصل الجمهوريون دعم استراتيجية الادارة الديمقراطية في السياسة الخارجية عقب سيطرتهم علي مجلس النواب. وأضاف دونيلون للصحفيين المرافقين لأوباما في جولته الآسيوية التي تشمل4 دول وتستمر10 أيام: تم بوضوح منذ بدء هذه الادارة تحديد جهودنا لمتابعة المصالح الامريكية بشكل محكم ولدينا دعم قوي جدا من الحزبين, ونتوقع استمرار هذا النوع من الدعم علي افضل حال كما نري الآن. جاءت تصريحات دونيلون للرد علي التكهنات التي أشعلت الشارع السياسي الأمريكي عقب الانتصار الساحق الذي حققه الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس, ودارت هذه التكهنات حول الضغوط التي سيتعرض لها أوباما من غرمائه السياسيين لإجباره علي تبني سياسة خارجية اكثر جرأة مثل استخدام مزيد من القوة في افغانستان وابقاء القوات هناك فترة أطول, واللجوء لسياسة أكثر حزما في التعامل مع كل من باكستان والصين. وفي مقابل لهجة التهدئة التي تتبناها الإدارة الديمقراطية فإن الجمهوريين أعلنوا عن عزمهم تنظيم صفوفهم خلال الأيام القادمة لترك بصماتهم علي الكونجرس وتعزيز مواقعهم قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية في.2012 وأقر الرئيس الأمريكي الديمقراطي أمس بأنه لم ينجح في اقناع الامريكيين بأحقية سياسته وبالانجازات التي اسفرت عنها, وقال في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس الإخبارية الأمريكية: لقد ركزنا جل جهودنا علي ما يجب علينا انجازه خلال العامين الأولين في الحكم لدرجة اننا لم نعد نعير انتباها إلي أن الحكم ليس فقط سن قوانين بل اقناع الناس أيضا. وأضاف:لم ننجح حتي الآن في هذا المجال, إنني اقر بمسئوليتي, وهذا أمر علي دراسته عن كثب من الآن فصاعدا. وشدد أوباما خلال مقابلة مع برنامج60 دقيقة علي أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها ان تتحمل الوقوع في شلل تشريعي في العامين القادمين في الوقت الذي تتقدم فيه دول مثل الصين. ودعا أوباما امس إلي تنحية السياسة جانبا مواصلا لهجته التصالحية مع الجمهوريين الفائزين, وقال إنه مستعد لسماع أفكارهم فيما يتعلق بتعزيز الانتعاش الاقتصادي البطيء وتوفير الوظائف. وبينما يزداد الموقف الداخلي الأمريكي احتداما, صرح الرئيس الامريكي أمس بأن الولاياتالمتحدة والهند موحدتان ضد الارهاب, وذلك في كلمة ألقاها في مومباي امام فندق تاج محل, احد اهداف الهجمات الدامية التي نفذها مسلحون نهاية نوفمبر2008 في عاصمة الهند الاقتصادية. وتشمل زيارة الرئيس الأمريكي إلي جانب الهند إندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان, مستثنيا باكستان التي وجه دعوة لرئيسها آصف علي زرداري لزيارته في واشنطن, كما أعلن عن نيته زيارة باكستان العام المقبل. وبالعودة إلي واشنطن مرة أخري, أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس أنها ستحاول الاحتفاظ بمنصبها في قيادة الحزب الديمقراطي رغم الخسارة الفادحة التي مني بها الحزب يوم الثلاثاء الماضي في انتخابات الكونجرس. ومن جانبها, استبعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خوض انتخابات الرئاسة في2012 او2016 قائلة انه يتعين علي الولاياتالمتحدة أن تستعد لتولي امرأة رئاسة البلاد ولكن لن تكون هي.