قدم مستشار الأمن القومى الأمريكى الجنرال جيمس جونز إستقالته الأسبوع الماضى ضمن سلسلة الاستقالات التى تقدم بها مسئولون بارزون فى الإدارة الديمقراطية من ضمنهم كبير موظفى البيت الأبيض رام إيمانويل ، وعلى الرغم من كون استقالته كانت متوقعة نهاية هذا العام إلا أن العديد من التساؤلات قد أثيرت عن الأسباب التى أدت إلى تقديم موعد الاستقالة خاصة قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس بأسبوعين . وفقا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، فإن أحد الأسباب التى دعت جونز لتعجيل استقالته كانت التسريبات الصحفية التى نشرت فى كتاب «حروب أوباما» للكاتب الصحفى بوب وودوارد والذى نسب فيه لجونز أنه رغم كونه مستشارا للأمن القومى إلا أنه ليس فى دائرة المستشارين المقربين من الرئيس الأمريكى باراك أوباما وذلك على الرغم من جهوده فى حربى أفغانستان والعراق، و أضافت الصحيفة نقلا عن مسئولين فى البيت الأبيض أن العلاقات بين أوباما و جونز كانت باردة جدا فى الأيام الأخيرة له فى منصبه و قد ظهر ذلك جليا أثناء المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه أوباما استقالة الأخير وتولى نائبه توم دونيلون مكانه، حيث لم يكن هناك أى نوع من المزاح أثناء المؤتمر الصحفى على عكس ما كان أثناء إعلان أوباما عن تنحى رام إيمانويل- كبير موظفى البيت الأبيض - عن منصبه الأسبوع قبل الماضي. وردا على هذه التصريحات السابقة ، جاءت تأكيدات نافية على لسان وزير الدفاع روبرت جيتس لما سبق أن نشر فى كتاب وودوارد والذى نقل فيه عن جونز أن جيتس لا يرحب بوجود دونيلون خلفا فى منصب مستشار الأمن القومى نظرا لاعتراض الأخير على إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. ولتبرئة ساحته ، علق جيتس على هذه التصريحات قائلا إن العلاقة بينه و بين دونيلون أصبحت جيدة منذ آخر لقاء بينهما والذى تم على انفراد حيث تم تصفية الخلافات بينهما ، وأضاف أن عودة منصب مستشار الأمن القومى لشخص كفء وتكنوقراطى مثل دونيلون يعيد الأمور إلى نصابها بعد تولى أحد الجنرالات هذا المنصب مشيرا إلى جونز . وعلى صعيد متصل ، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وجود دونيلون وكذلك نائبه الجديد دينس ماكدونوف – الذى لديه علاقات جيدة مع الكونجرس وأوباما- لن يحدث تغيرا فى السياسات المتبعة فى الملفات الحالية من أفغانستان و العراق مرورا بقضية الشرق الأوسط وإيران نظرا لأنهما كانا مسئولين بشكل كلى عن هذه الملفات قبل استقالة جونز.