بالرغم من أن التعليم الفني في معظم الدول الاوربية يحظي باهتمام كبير لانه مصدر مهم في توفير العمالة الفنية المدربة علي أسس تكنولوجية علمية وعملية كما أنه يؤهل الطلاب للحصول علي فرص عمل لمواجهة البطالة والاستغناء عن الخبراء من الخارج إلا أن الوضع في مصر مختلف بعض الشيء فإن المجتمع ينظر إلي طالب المدارس الفنية علي أنه في مرتبة أقل من خريجي المدارس النظامية. الدكتور ماجد نجم عميد كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان يري أن تجربة ألمانيا في مجال التعليم الفني هي تجربة رائدة تستحق الدراسة فهناك يتسابق الفتيات قبل الشباب في دراسة هذا النوع من التعليم إدراكا منهم بأنه المستقبل ولكننا في مصر نحتاج إلي تغيير نظرة وثقافة المجتمع إلي خريج التعليم الفني فهو في نظرهم دائما في مرتبة أقل من التعليم النظامي. وأضاف أن التعليم الفني أصبح في تطور سريع منذ أواخر التسعينيات وذلك من خلال المشروعات المشتركة التي تحدث في هذا المجال ومثالا علي ذلك الشراكة التي تمت بين معهد المطرية للسياحة والفنادق وهو معهد متوسط وإحدي الشركات الكبري للمطاعم محليا وإقليميا حيث تقوم هذه الشركة بتبني الطلاب المتميزين وتعدهم للعمل كمساعدين مديرين عند التخرج داخل هذه الشركة. بينما يري الدكتور شريف وصفي عميد كلية الهندسة جامعة حلوان الاسبق أن التعليم الفني في مصر غير مؤهل للارتقاء بالمهن الحرفية في مصر ويحتاج إلي طفرة هائلة ورعاية واهتمام من جانب الدولة, لذلك.. ينصح بزيادة عدد المعاهد التكنولوجية التي تعد الطلاب إعدادا جيدا للمنافسة في سوق العمل محليا وعالميا, ويري أن طالب كلية الهندسة خريج المدارس الفنية يحتاج دائما إلي مواكبة التطور والدراسة العلمية داخل الكلية. ويشير دكتور محمد البدراوي وكيل كلية الفنون التطبيقية للدراسات العليا والبحوث جامعة حلوان إلي أن التعليم الفني في مصر هو نقطة الانطلاق الاساسية في نهضة الصناعة, ففي الوقت الحاضر لم يعد البلد محتاجا إلي الشهادات الجامعية التي تؤهل إلي وظيفة مكتبية في المستقبل ولكننا نحتاج إلي مواكبة السوق المفتوحة صناعيا وتجاريا وفنيا. وأضاف أنه يحدث تبادل فكري ومهني وفني علي مستوي عال في الكليات التي تجمع بين الطلاب خريجي المدارس الفنية وخريجي المدارس العامة وذلك لان طالب المدرسة الفنية متشبع بالقواعد المهنية للتخصص أما طالب الثانوية العامة فهو أكثر قدرة علي استيعاب الناحية العلمية. وتؤكد الدكتورة سهير عثمان وكيل كلية الفنون التطبيقية لخدمة المجتمع والبيئة علي فكرة أن سوق العمل حاليا لن تتطلب سوي خريجي هذه المدارس الفنية لدرجة أن هناك العديد من المؤسسات الاهلية في مصر بدأت تهتم بتنمية المهارات الحرفية عند الاطفال لإكسابهم مهنة تؤهلهم للدخول في سوق العمل مثال علي ذلك البروتوكول مشروع تطوير المدارس خطوة للمستقبل والذي تم مع الجمعية المصرية للتنمية والطفولة والتي ترأسها السيدة سوزان مبارك. }}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}} المعلمون: زيادة الخامات والمعارض مطالب أساسية مليون و430 ألف طالب في مدارس التعليم الفني وفقا للاحصائيات التي أعدتها وزارة التربية والتعليم في عام2009 فإن عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الفني بمصر يصل إلي مليون و430 ألف طالب منهم790 ألفا و277 طالبا بالتعليم الصناعي و148 ألفا و876 طالبا في التعليم الزراعي و490 ألفا و978 طالبا بالتعليم التجاري, وبالتالي فإن الاقبال علي التعليم الفني في مصر أصبح يتزايد في السنوات الأخيرة وذلك لاعداد جيل من الفنيين المبدع في فكره يستطيع الدخول في سوق العمل والمنافسة في المجالات المختلفة. يقول أحد المسئولين في إدارة التعليم الفني رفض ذكر اسمه إن التعليم الفني له دور بارز في تنمية وخدمة المجتمع فهو قادر علي اعداد مواطن يحافظ علي القيم الاجتماعية والمهنية ويتقن عمله ولديه قاعدة علمية من المعارف النظرية والمهارات الأساسية والمهنية التي تتفق مع تخصصه. وأضاف المصدر أنه في الآونة الأخيرة أصبح الاقبال علي مدارس التعليم الفني يتزايد خاصة من الطلاب المتفوقين والحاصلين علي درجات مرتفعة في مرحلة التعليم الأساسي وذلك لأنه يخفف عليهم عبء الدراسة والضغوط التي تواجههم في الثانوية العامة في الوصول والالتحاق بكليات القمة العملية ككلية الهندسية والفنون الجميلة والفنون التطبيقية كما أنهم بعد التحاقهم بهذه الكليات يكونون أكثر تفوقا من زملائهم خريجي مدارس الثانوية العامة. وأشار إلي أن هناك بعض المدارس الصناعية التي تنفذ مشروعات كصناعة تخوت المدارس من الخشب أو الحديد وأثاث المكتبات والأثاث المنزلي الخشبي والمعدني والدواليب والتحف وأعمال الفورفوجيه وأعمال الزخرفة والدهانات بأنواعها المختلفة وأعمال التشطيب والبناء والخرسانة, وهذه المشروعات يستفيد منها الطالب والمدرس ماديا ومهاريا. ويؤكد أحمد محمود مدرس باحدي المدارس الصناعية أن هناك بعض المطالب التي نرجو تحقيقها لتطوير التعليم الصناعي في مصر وهي زيادة قيمة الخامات التي يستخدمها الطالب خلال العام الدراسي وفتح المعارض العامة لمنتجات المدارس الصناعية.