راعني وآلمني كثيرا ما نشر في الأهرام عن تصريح وزير التربية والتعليم بأن الدولة تتكلف مليار جنيه مصري في طبع الكتب المدرسية, ثم تباع بعد ذلك بالكيلو. لقد عملت في أغني بلاد العالم كندا استراليا نيوزيلاندا.. ولي أقارب في الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الأوروبية, ولا تتكلف أي من هذه الدول دولارا واحدا في الكتب المدرسية, وهي أيضا لا تكلف الطلاب وأولياء أمورهم أية مبالغ.. كيف ذلك؟ يشتري الطلاب الكتب من المدرسة لأول مرة, ويدفعون ثمنا لها, ثم يدرسون فيها في العام الدراسي ويحافظون عليها ولا يمزقون صفحاتها أو يتناولون عليها الأطعمة, ثم في آخر العام يكون هناك معرض للكتاب المدرسي.. في كل مدرسة, حيث يبيع الطلاب الكتب للتلاميذ المنقولين إلي نفس الصف وهم يشترون بدورهم كتبا للعام الدراسي القادم من الطلاب الناجحين, وهذا يتيح لهم الاطلاع عليها خلال الإجازة الدراسية. كما يؤدي هذا إلي بيع الكتب وشرائها بنفس قيمتها تقريبا للعام المقبل, ولا تتكلف الحكومة ولا أولياء الأمور سوي فروق قليلة, وبهذه الطريقة يتم تشجيع الوضع حتي يتغير الكتاب المقرر ربما كل عشر سنوات. فما أحوجنا إلي المليار جنيه التي تتكبدها الدولة في ظل هذا الغلاء لتوظيفها في خدمة التعليم في مجالات بناء المدراس وإصدار كتب أكثر جاذبية للفهم والتعلم ومساعدة الطلاب الفقراء. السفير محمود كريم