أصيب الكتاب المدرسي علي مدي السنوات الماضية بامراض عديدة جعلت منه جثة هامدة حاولت معه الدولة أن تعالج ذلك مع زيادة أعداد السكان وأعداد الملتحقين حديثا بمراحل التعليم الاساسي فتنفق سنويا مليار جنيه علي طبعه ونشره وتوزيعه علي طلاب المدارس في جميع المراحل التعليمية وفي كل عام يخرج علينا وزير التربية والتعليم بأن الوزارة سوف تقوم بإزالة الحشو والتكرار في المناهج الدراسية لتخفيف العبء عن تلاميذنا والمجهود غير العادي الذي يقومون به خلال العام الدراسي في التعامل مع هذا الكتاب المليء بالاخطاء العلمية والتكرار والموضوعات والمعلومات التي أصبحت قديمة ولايحتاج اليها التلاميذ. ومع إصابة ومرض الكتاب المدرسي وعدم قدرته علي القيام بوظيفته ومهامه الرئيسية داخل الفصول ومساعدة المتعلم اتجهه الجميع من ادارة المدرسة والمعلم والتلميذ واولياء الأمور الي كتب أخري موازية للكتاب المدرسي او بديلة بعد أن افتقد الجاذبية والمعلومة الجديدة والتدريبات المتنوعة.. بل والاكثر من ذلك أن الكتاب البديل امتلك كل احتياجات الطالب والمعلم فانتشرت الظاهرة في جميع المحافظات بل وانتقل التعليم من المدرسة الي مراكز أخري تسمي مراكز الدروس الخصوصية ايضا بديلة او موازية وبذلك أنقضي علي التعليم الرسمي الي التعليم الذي ارتضاه المجتمع. الازمة الحقيقة جاءت مع انهيار المادة العلمية في الكتاب المدرسي بعيدا عن الازمة الناشئة حاليا بين وزارة التربية والتعليم ودور النشر التي تعتمد بالفعل علي الخطة الدراسية والمنهج المحدد في الكتاب المدرسي لتخرج للطلاب الكتاب الخارجي الذي تشهد له باضافة مجهودات علي الكتاب المدرسي لذلك أصبح التعليم المصري تعليما رسميا تنفق عليه الدولة المليارات ولايستفيد منه المجتمع. وتعليما آخر غير رسمي أقامه وأعده المجتمع متمثلا في ادارة المدرسة الفاشلة والمعلم الجشع والتلميذ واولياء الامور الضحايا والوزارة التي تركت دورها ومهامها وأصبحت متفرجه فقط. لدينا الخبراء والعلماء وأساتذة الجامعات والمعلمون المتميزون ومع ذلك لانستطيع ان نؤلف كتبا مدرسية تساعد وتساند التلاميذ علي التعليم بالرغم من ان العالم ينجح كل عام في تطوير مناهجه وتأليف وطبع كتب جاذبة يشيد بها الجميع.. والسؤال أين الخطأ.. ومن يحاسب من!!