لا أعتقد أنني سوف أمل من تكرار طلبي كل عام بألا يزيد عدد الفرق وعدد البلاد المشتركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي علي عدد محدود وأقول محدود بمعني ألا يزيد عدد الفرق علي عشرة فقط لعشر دول. بحيث يجيء العام الذي يليه فيمكن أن نحصل علي10 فرق أخري من البلاد التي لم نحصل منها هذا العام علي فرق تشارك بها في المهرجان. إن هذا سيكلل الجهد الكبير الذي علي إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أن يبذله ولو أنني أعلم أن الإدارة وعلي رأسها رئيس المهرجان فوزي فهمي أحد القلائل الذين يجيدون لو صح التعبير الإرهاق في العمل والتفاني فيه بدون أي شعور سلبي. لكن ما أطلبه قد يكون في مصلحة المواطن المصري أولا, أي المشاهد وأيضا الفنانين المسرحيين الشبان الذين يمكن أن يستفيدوا من لمسة من هنا ولمسة من هناك.. تناول غريب من هذا العرض واتجاه جديد في الاخراج أو الحركة أو ما شابه. مع48 فرقة عدد بالطبع كبير علي المتابعة ومن هنا نجد ان النتيجة أن عددا من الفرق لا تحصل علي ما تستأهله من المشاهدة والتتبع ومن ثم الاستفادة. بالنسبة لمصر.. هنا يقينا فائدة كبيرة من هذا المهرجان من خلال هذه الدول الكثيرة المشاركة وأيضا من خلال لجان المشاهدة ولجان التحكيم والتي تضم عددا كبيرا من مختلف دول العالم. إن هذا العدد يقدم مصر باعتبارها صاحبة أول مهرجان من هذا النوع في منطقتنا وصاحبة أول مهرجان تسعي إليه هذه الدول وصاحبة أول مهرجان ثقافي مسرحي علي مستوي العالم تحصل فيه الفرق الفائزة علي جوائز دولية من خلال لجان التحكيم التي تضم هذه الأعداد من مختلف دول العالم. هذه بداية كان لابد منها لأصل إلي افتتاح المهرجان الذي شاهدته لك وكان عرض الافتتاح واحدا من العروض المتميزة للفنان المخرج خالد جلال الذي قام بإخراج هذا الحفل بصفة عامة. المشاركون في عرض الافتتاح كانوا جميعا من الشباب.. شباب ثالث دفعة من الذين انضموا إلي مركز الابداع الفني الذي يرأسه خالد جلال, أما التمويل فمن صندوق التنمية الثقافية. عرض أبسط ما يقال عنه أو يوصف به أنه مبهر. حركة الشباب وحيويته وانطلاقه ورشاقة منظمة قدمت من خلال تصميم بديع لخالد جلال ما يصلح لأحسن الأعمال الاستعراضية التي مازلنا نفتقر اليها حتي الآن. لدينا فقط مجرد استعراض بسيط في هذا العرض أو ذاك لمجرد تقديم جانب من متعة الفرجة ضمن الدراما التي تقدمها المسرحيات. هنا عمل يصلح بداية لعمل استعراضي كامل أنتظر أن يفكر أو يعمل عليه خالد جلال خلال المرحلة المقبلة استغلالا لطاقات تحصل علي حقها الكامل في الرقص والاستعراض وأيضا علي حقها في الأداء الدرامي وثالثا علي حقها في الغناء وهي البرامج التي تحويها دراسة مركز الابداع الفني. هذا الاستعراض الذي شاهدته لك في افتتاح المهرجان اعتمد فيه المخرج علي خلفية تمثل مصر بالضبط مصر الاهرامات وأبي الهول أي مصر الفرعونية وأيضا مصر الحديثة. الرقص هنا من الجنوب حيث النوبة إلي الشمال ومن الباليه إلي البدوي ثم التنورة ليقدم لنا في نسيج متكامل فنون مصر الاستعراضية بالكامل. عرض الافتتاح كان لروسيا باسم آخر العالم وباعتباره من بلد تشيكوف وغيره من كبار المسرحيين الكلاسيكيين مع مستوي العالم.. لم يكن يرقي لهذه الأسماء, علما بأنه بالطبع في طريق مختلف تماما وهو طريق التجريب.