في العدد السنوي تحدثت الفنانة عزة الحسيني مدير فرقة "الفجر" المسرحية، إحدي فرق المسرح الحر في مصر، وأكدت أن الأمل بات معقودا علي المسرح الحر في استعادة بريق المسرح المصري، بعد الانهيار الذي ضرب بعض أركانه، وربطت بين هذا وامتلاك الفنان، في فرق المسرح الحر، لأدوائه وفكر بعيدا عن الروتين والبيروقراطية المكتبية وتوجيهات الموظفين الصغار، من المسئولين، ولكنها لخصت أزمة هذه الفرق الحرة في التمويل، وغياب الدعم المادي من جهات الدولة، الأمر الذي يدفع القائمين علي هذه الفرق الخاصة إلي الاعتماد علي الجهود الذاتية وما يتلقونه من دعم محدود من المعجبين والمتحمسين بالتجارب المسرحية التي يقدمونها، إضافة إلي دعم بعض الجهات الخاصة أحيانا التي تنظر بعين الثقة إلي هذه التجارب، والقائمين عليها، ولكن فوجئ أصحاب هذه الفرق أن عليهم، بعد التغلب نسبيا علي أزمة التمويل، البحث عن قاعات لعرض إبداعاتهم، نتيجة عدم وجود أماكن ثابتة للعرض، بعد أن اكتشف أبطال ومبدعوا العروض "الحرة" أن شهورا من "البروفات" لا تكفي لاستمرار العرض لأكثر من يوم أو يومين، وأطلقت عزة الحسيني صيحة تحذيرية بقولها: "الدولة فيما يبدو تنظر إلينا كمنافسين للعروض المسرحية التي تنتجها وتقدم علي خشباتها لهذا تأبي أن تقدم لنا الدعم المطلوب. والواقع أن كلمات عزة الحسيني دفعتنا للتحقيق في المشاكل والرؤي التي تسيطر علي الفرق المسرحية الحرة، وتحد في أحيان كثيرة، من طموحاتها لتخرج إلي أرض الواقع كما يريد أصحابها، ومثلما ينتظر جمهورها، خصوصا بعد النجاح الذي حققته عروض بعض هذه الفرق، مثلما كان الحال مع فرقة "الحركة" التي يقودها الفنان خالد الصاوي عند تقديمها لعرض "اللعب في الدماغ" علي مسرح الهناجر للفنون. وكانت البداية مع طارق سعيد مدير فرقة الأضواء المسرحية يقول في منتصف الثمانينيات كان هناك احتياج للعمل بشكل مستقل وكان بداية ظهور هذه الفرق عام 87 مع بداية المهرجان التجريبي الأول وقدمنا مسرحية العرض الأخير والدورة الثانية قدمنا عرض المطاردة لنجيب محفوظ وفي الدورة الثالثة للمهرجان عام 90 ألغي المهرجان لقيام حرب الخليج.. وقتها اكتشفنا وجود 18 عرضا مسرحيا لا تتبع الدولة فقررنا أن نعمل أول مهرجان للمسرح الحر تحت اسم لقاء، بالمسرح المكشوف ومنذ ذلك الوقت ظهر تيار المسرح الحر الذي لا يتبع أي جهة حكومية ولا يعمل بهدف تجاري مثل المسرح الخاص.. ولكن تقلصت الفرق من 18 إلي 10 فرق نتيجة الصعوبات في إمكانية الاستمرار بالجهود الذاتية وفي عام 93 مثلنا مصر في مهرجان المغرب وكنا في مرحلة إثبات وجودنا حتي يعرفنا الجمهور وأخرجت عام 95 مسرحية بعنوان راشو مون بتمويل من صندوق التنمية الثقافية وبدأ النقاد والمخرجون يحضرون عروضنا وشعرنا بوجودنا الحقيقي ونحن قطاع ثالث في المسرح ونحتاج دائما لتطوير أنفسنا إلا أننا لا نملك الإمكانات المادية أو مكان لعمل البروفات للعمل بشكل منتظم ولكن ما نركز عليه أن الفرق الحرة التي بدأت واستمرت وتكافح لديها مشاريع فنية خاصة بها. عام 99 أعلن وزير الثقافة عن دعم مالي للفرق الحرة بأن تحصل كل فرقة علي مبلغ 20 ألف جنيه حتي الآن لم يحدث شيئا لم نتلق أي دعم يساعدنا علي الاستمرار ومع ذلك استطعنا أن نؤسس جمعية تضم 9 فرق تعمل باستمرار منذ عام تحت مسمي مركز دراسات وتدريب الفرق المسرحية الحرة. لذلك مطلوب تخصيص مسرح لنا من مسارح الدولة لنعرض عليه أعمالنا مع دعم منها لنا لأننا نقدم فنا راقيا يحترم عقلية الجمهور. عبير علي مديرة فرقة المسحراتي تقول: عروضنا أساسها التمويل الذاتي بأن يحضر كل فرد منا إكسسوارات، وملابس وبدأنا نقدم مشاريع أهلية ونقوم ببيعها ولولا د. هدي وصفي مديرة مسرح الهناجر كنا انتهينا لأنها قدمت لنا الدعم المادي، وجعلتنا نعرض علي المسرح عروضنا بأسماء فرقنا حيث لم يكن متاحا ذلك في أماكن أخري المشكلة أنه ليس لدينا مكان ثابت لتدريب الفرقة فيه وبالتالي تطويرها لذلك نريد بيتا للفنانين المستقلين ليعملوا من خلاله الورش المسرحية والعروض ليجد هذا نوعا من ثبات الجمهور ونموه بدلا من التواجد كل يوم في مكان وأقترح أن يعطي كل مسرح لكل فرقة نسبة 10% من ميزانيته مقابل تقديم مشروع مسرحي لإيجاد جيل ثان من المسرحيين. الفنان خالد الصاوي مدير فرقة "الحركة" المسرحية يقول: تيار المسرح الحر قائم علي سد خانة لم يملؤها مسرح القطاع الخاص وهذه المساحة ظهرت في فترة الثمانينيات عندما بدأ مسرح الدولة ينهار، والمسرح الخاص مليء بالإيحاءات الجنسية لذلك ظهور المسرح الحر ليعبر عن الآخرين بحرية حيث فوجئ المناخ المسرحي بأن هناك شبابا قادرا علي تحريك الدفة. وفي لقاء مع وزير الثقافة ألقيت كلمة "المسرح الحر" مؤكداً أننا كجماعة أهلية نريد نشأة تيار مسرحي مختلف، وهذا ما تقدمه فرق المسرح الحر، وهي قادرة علي الاستمرار سواء شملتها الدولة بالعناية أم لا! وطبعاً كان لعدم الوقوف بجانب الفرق الحرة، ودعمها مادياً السبب وراء التراجع النسبي في عدد الفرق المسرحية حتي أصبحت 10 فرق فقط تقدم مشاريع فنية باستمرار، وقوة المسرح الحر تكمن في عدد فرق كبيرة تغطي كل الأقاليم في مصر، والمشكلة تكمن أيضاً في فكرة الدولة الشمولية التي تسيطر علي الثقافة، والإبداع، والإعلام لأن هذه الدولة تنظر لكل مبادرة أهلية نظرة وصاية، وهذا شيء لم يعد يحتمله أحد وأنا ضد تأميم المسرح لأنه وجهات نظر، وعلي الجمهور أن يحكم بنفسه دون وصاية من أحد! وفرقتي بالتأكيد تستحق الدعم لأنه منذ عام 89 حتي الآن قدمنا العديد من العروض المسرحية بدءاً من المزاد /الدبلة/ الميلاد، وآخرها اللعب في الدماغ التي أحدثت نجاحاً كبيراً وفرقتي بها 30 عضوا لذلك ينقصنا الدعم كي نستمر بقوة.