لاحظنا خلال شهر رمضان توظيف شركات الإعلان لكبار الممثلين للإعلان عن منتجاتها, فالفنان الشهير يقوم بأداء المشاهد التمثيلية ليعلن عن نوع من السيارات, ومجموعة الفنانين الكبار تقوم في مشاعد غنائية بالإعلان عن احدي شركات المحمول. وهذا الصوت المميز للفنان الكبير يصاحب مشاهد تصويرية لأحد المنتجعات السكنية معلنا عن رغد العيش فيه, فهل تحقق بذلك الترويج الأمثل للمعلن عنه لدي الجمهور؟! الإجابة عندي هي لا حتي يري الجمهور بعينه ويلمس ان هؤلاء الفنانين مرتبطون فعلا في حقيقة الأمر وواقع حياتهم بما يعلنون عنه, وأن الفنان الذي يعلن عن سيارة ما لا يقود سواها في حياته اليومية والذين غنوا تشدقا بشركة المحمول هذه لا يستعملون سواها وهذا الذي يعلن بصوته عن منتجع سكني هو بالفعل يقطن هناك وليس في مكان اخر. اما هذا. واما ان الزمر لا يختلف عن أي فيلم سينمائي أو مسلسل تليفزيوني أو كليب غنائي يتقاضي الفنان عنه أجرا لكي يتقمص في مشاهد شخصية أو دورا ما ثم ما يلبث بعد انتهاء التصوير أن يعود أدراجه الي حياته اليومية العادية. من أجل هذا نري شركات لإعلان في الخارج لا تكتفي بتصوير الشخصيات الشهيرة التي اختارتها مع منتجاتها, وإنما تشتري أيضا منهم حق استعمال هذه المنتجات فقط في حياتهم اليومية وسط الناس, عندئذ يكون لتوظيفهم في الاعلان معني. د.يحي نور الدين طراف استاذ بطب القاهرة