يشارك الرئيس حسني مبارك بعد غد بالعاصمة الأمريكيةواشنطن في قمة جديدة حول الشرق الأوسط تضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس- أبومازن- ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. وتأتي مشاركة مبارك في هذه القمة لدعم ومساندة المفاوض الفلسطيني في موقفه العادل لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة, وكذلك إيمانا منه بأن الوقت قد حان للسعي الجاد لتسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وسيلقي الرئيس مبارك كلمة- خلال مراسم افتتاح المفاوضات- تعبر عن تطلع مصر وشعوب المنطقة العربية والإسلامية لمفاوضات جادة تتوافر بها فرص الاستقرار وصولا إلي اتفاق سلام ينهي الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وصولا إلي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما سيؤكد الرئيس مبارك- في كلمته- ثبات الأولويات والمواقف العربية التي تطالب بالعودة إلي حدود1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية, وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وفي واشنطن, أعلنت مصادر أمريكية أن الرئيس باراك أوباما سيعقد اجتماعا خماسيا علي عشاء عمل غدا في واشنطن بحضور الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نيتانياهو, لمطالبتهم ببذل كل ما بوسعهم للتوصل لتسوية لقضايا الوضع النهائي في غضون عام. ونسبت صحيفة نيويورك تايمز إلي مسئولين في إدارة أوباما, تصريحات قالوا فيها إن الرئيس سوف يطالب القادة الأربعة بفعل ما بوسعهم للتوصل إلي تسوية في غضون عام لقضايا الوضع النهائي, وهي مصير القدس وحدود الدولة الفلسطينية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين وأمن إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مارتن أنديك السفير الأمريكي الأسبق لإسرائيل قوله إن انتهاء قرار تجميد البناء الاستيطاني الإسرائيلي في26 سبتمبر المقبل سوف يكون أول اختبار للنوايا من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, واختبار لمدي جديتهما. وأضاف أنديك أنه إذا ما التزم نيتانياهووعباس بمواقفهما المتشددة فإن عملية السلام سوف تموت في فترة وجيزة بعد ولادتها, لكن إذا كان الطرفان قادرين علي التوصل لاتفاق حول عقبة تجميد الاستيطان فإنهما سوف يخلقان بيئة أكثر إيجابية للتعامل مع القضايا الكبري في المفاوضات. وبدوره, قال روبرت مالي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية إن القلق الأكبر للولايات المتحدة حاليا هوالحفاظ علي المحادثات حتي26 سبتمبر المقبل. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئولين في إدارة أوباما لم تسمهم القول إن ثمة مناقشات جارية مع الحكومة الإسرائيلية حول عدد من الحلول المحتملة بعد نهاية قرار التجميد المؤقت للاستيطان في شهر سبتمبر المقبل. وقالت الصحيفة ذاتها: إن من بين هذه الحلول المحتملة محاولة الحصول علي وعد من نيتانياهوبأن إسرائيل سوف تمارس ضبط النفس في بناء المستوطنات, وربما تسمح بالبناء فقط في الكتل الاستيطانية القائمة في الضفة الغربية علي ألا يتم البناء خارج هذه التكتلات. وأضافت أن هذه الخطة قد تتضمن- كذلك- تنازلات مبكرة لبناء الثقة من جانب إسرائيل في عدد من القضايا الإضافية القليلة التي تعد مصدر قلق للفلسطينيين, من بينها الموافقة علي الحد من مداهمات الجيش الإسرائيلي في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية, ونقل مناطق رئيسية في الضفة للسيطرة الفلسطينية قبل التوصل لاتفاق نهائي. وأكدت الصحيفة أن التوصل لحلول لهذه القضايا مبكرا قد يضع الرئيس أوباما في وضع أفضل من سابقيه للتوصل إلي اتفاق سلام لأنه سيكون قد تجاوز عقبة كبيرة وسوف يكون كل جانب لديه المزيد من الثقة في نية الطرف الآخر في التوصل لاتفاق.