كتبت:غادة عبدالله برغم أن معهد القلب مازال يمثل قلعة علمية وصحية في الشرق الأوسط لوجود العديد من الأساتذة في جميع التخصصات به, وكونه يقدم خدماته للمواطنين بالمجان. إلا أنه يعاني من مشكلات عدة أبرزها مشكلة قوائم الانتظار التي يحاول المتخصصون مواجهتها من أجل راحة المرضي.. دون جدوي. أمام العيادة الخارجية كان هناك المئات من المرضي الذين جاءوا من الأقاليم المختلفة بحثا عن علاج لقلوبهم.. كانت وجوههم تنطق ألما من جراح القلوب. يقول سعيد عباس(38 عاما من الغربية) وعبدالعزيز عثمان(62 سنة)من قنا جئنا لأن العلاج بالمجان لكننا علي قائمة الانتظار ثم سوف يتم وضعي علي قائمة الانتظار! يقول الدكتور عادل البنا عميد معهد القلب إن المعهد أنشيء عام1961 ويمثل المعهد المركز الرئيسي في علاج أمراض القلب حيث يقدم خدماته للمواطنين بالمجان حيث يجري المعهد في اليوم الواحد12 عملية قلب مفتوح وأكثر من60 قسطرة تشخيصية وعلاجية وأكثر من200 موجات صوتية للقلب ويقوم بتوقيع الكشف علي أكثر من ألف مريض يوميا بالعيادة الخارجية. وتبلغ ميزانية المعهد كما يؤكد الدكتور البنا حوالي90 مليون جنيه سنويا وتبلغ نسبة الاشغالات150% وتشكل التبرعات حوالي2 3% من دخل المعهد وتحقق التبرعات سيولة مالية تؤدي إلي سرعة تلبية احتياج الشركات الموردة للمستلزمات لمعهد القلب التي تصل في بعض الأوقات إلي3 ملايين جنيه شهريا ويشير إلي أن63% من الحالات التي يقوم المعهد بإجراء جراحة لها تحتاج إلي استبدال صمامات أي أن حوالي1800 مريض تقريبا يتم تركيب حوالي2000 صمام لهم ويبلغ ثمن الصمام حوالي5 آلاف جنيه أي أنها تتكلف سنويا حوالي10 ملايين جنيه للصمامات التي يتم تركيبها مجانا. كما أن القسطرة التشخيصية يضيف تتكلف حوالي500 جنيه, تبعا لتعليمات وزارة الصحة فانه لا يتم استخدام المستلزمات اللازمة للجراحة في القسطرة إلا مرة احدة ولا يعاد تعقيمها كما هو متبع في المراكز الطبية العالمية ويقوم المريض بعمل خطاب من القومسيون الطبي بتكلفة300 جنيه في حين أن القسطرة تتكلف500 جنيه وهذا الفرق تتحمله الدولة في ميزانية العلاج آخر العام. وبالنسبة لجراحات القلب فالمعهد يجري من250 300 عملية جراحية شهريا أي حوالي2500 3000 عملية جراحية في العام وتصل نسبة نجاح عمليات القلب المفتوح إلي حوالي96% وهي نسبة قريبة من النسبة العالمية التي تصل إلي97,2% وحتي نصل لهذه النسبة فلابد من التشخيص المبكر للحالات. كما أن عمليات القلب النابض تشكل10% أو15% من الحالات التي تجري لجراحات الشرايين التاجية وهي طريقة جيدة إذا تم استخدامها في الحالة المناسبة لها. ويشرح الدكتور عادل البنا أن مرضي انسداد الشرايين يقوم المعهد بتركيب دعامات عادية لهم تتكلف حوالي ألفي جنيه ويتم تركيبها مجانا بالنسبة للحالات المرضية غير المصابة بمرض السكر.. أما لو كان المريض مصابا بالسكر فيفضل استخدام الدعامة الدوائية أو إجراء الجراحة لتوصيل الشرايين التاجية. وبالنسبة للدعامة الدوائية فليس لها دعم من القومسيون الطبي نظرا لتنوعها الشديد وتباين الأسعار الخاصة بها وتقوم وزارة الصحة حاليا بدراسة هذا الموضوع لتوفيره للمرضي مجانا. ويوضح الدكتور البنا أن قوائم الانتظار ظاهرة واضحة المعالم في معهد القلب حيث تبلغ نسبة الاشغالات في المعهد150% وهناك خطة لمواجهة هذه الظاهرة بحسب خطة وزير الصحة برفع طاقة المعهد بنسبة50% حيث سيقوم معهد القلب بالاشراف ومد المراكز الطبية المتخصصة في الجمهورية بالكوادر المتدربة لاجراء جراحات القلب لتخفيف الضغط علي معهد القلب و تم الاتفاق مع وزير الصحة علي ارسال أطباء من المعهد لإجراء عمليات جراحية متقدمة في المراكز المتخصصة بالمحافظات حيث سينخفض الضغط علي المعهد بنسبة20% وهذا يستلزم فترة6 شهور للقضاء علي قوائم الانتظار. ويضيف أن قوائم الانتظار تبلغ800 مريض منهم100 مريض يحتاجون لإجراء القسطرة البالونية لتوسيع الصمام الميترالي بتكلفة18 ألف جنيه. كما تم تحويل العيادات الخارجية الخاصة بالمرضي من السيدات إلي مستشفي العجوزة ويؤكد الدكتور عادل البنا أن نسبة مرضي روماتيزم القلب وأمراض الصمامات تشكل حوالي60% من المرضي في سن الشباب و30% من المصابين بالشرايين التاجية وهذه نسبة خطيرة لأن هذه الأمراض تحدث في الدول الأوروبية كجزء من الشيخوخة أي فوق65 سنة وقام الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بعمل اتفاقية مع أثيوبيا لإرسال فرق طبية لعلاج وإجراء جراحات القلب في أثيوبيا وكذلك في أوغندا والسودان وأخيرا في وحدة جراحة قلب الأطفال يؤكد الدكتور حسني عابد أنه يتم إجراء حوالي500 عملية جراحية قلب مفتوح للأطفال في السنة وهذا رقم بالمقارنة بمراكز جراحة القلب في العالم حيث يجري أكبر مركز في إنجلترا حوالي350 عملية قلب مفتوح. وتتكون وحدة جراحة قلب الأطفال حديثي الولادة من غرفتين للعمليات و26 سريرا ورعاية مركزة بها8 أسرة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية و6 أسرة رعاية مركزة متوسطة.