مع بداية هذا العام حققت مصر' رقم ألف' في عمليات زرع الكبد من متبرع حي ضمن13 ألف عملية أجريت في العالم لتحقق الفرق المصرية نجاحا كبيرا ونسبة متميزة بين الدول الأخري والتي تتعدي7,5% من هذه العملية في العالم.. فمنذ عام1991 عندما بدأت أول عملية زرع كبد في مصر بالمعهد القومي للكبد بالمنوفية, وحضرت وقائعها وبعد زرع3 حالات توقف البرنامج لمدة10 سنوات بعدها بدأت المراكز في مصر تقوم بها الواحد تلو الآخر وهناك10 مراكز استمرت حتي الآن نجحت في إرساء قواعد هذه الجراحة بغض النظر عن مؤيديها أو معارضيها. وتم تشكيل عدة فرق طبية مصرية بدأت بمساعدة الخبراء الأجانب وبعد ثلاثة أعوام تولت هي الزرع بنفسها دون الاعتماد علي أجنبي, وبرغم ذلك مازال هناك تبادل خبرات ومشاركة وزيارات. ومنذ أسبوعين نجح فريق زرع الكبد في المعهد في زراعة الكبد رقم ألف في مصر وهو رقم70 في المعهد وحضرها العالم والجراح الياباني الشهير تناكا وهو أول من قاد فريقا مصريا يابانيا في أول حالة تجري عام2001 في البرنامج الحالي لزرع الكبد من متبرع حي. وأكد أن الخبرة المصرية في هذا المجال قطعت شوطا كبيرا ويمكنها الاعتماد علي نفسها منذ5 سنوات. الاستكمال واجب ويطالب فريق المعهد بضرورة دعم الدولة والهيئات والقادرين لاستكمال المبني الجديد للمعهد حتي يستوعب المزيد من مرضي الكبد ويمنع قوائم الانتظار, حيث سيضيف المبني الجديد نحو350 سريرا و4 غرف عمليات و35 سريرا رعاية مركزة مما يمكن المعهد من زيادة حالات الزرع لعدة أضعاف مع عمليات الكبد والقنوات المرارية والبنكرياس الأخري.. فالمعهد يتوسط منطقة موبوءة بأمراض الكبد.. كما يوجد في المعهد برنامج لزرع الكبد للأطفال دون تحمل أسرهم أي نفقات وقد تم زرع عدة حالات مجانا للدول العربية أيضا. وحول الانجاز المصري ودور المعهد القومي للكبد في مجال زرع الكبد وما يقدمه للمواطن وإعداد الكوادر الطبية يقول الدكتور إمام واكد عميد معهد الكبد القومي بالمنوفية إن الزرع ليس لكل مريض كبد بل يجب أن يتم للحالات الذي تمنعهم أمراض الكبد من ممارسة حياتهم ويمثل خطرا عليهم فإذا أصيب بورم محدود وبمواصفات معينة في الكبد يفضل الزرع قبل أن تتطور حالته بسرعة للأسوأ والهدف من الزرع ليس مد العمر بل هو تحسين نوعية المعيشة للمريض وأسرته فهو لايطيل العمر. وقد أبديت له اعتراضي علي عمليات زرع الكبد والأعضاء الأخري من متوفي بجذع المخ يتدخل وكيل المعهد الدكتور مجدي خليل وهو أستاذ تخدير ورعاية مركزة قائلا إن موضوع موت جذع المخ له تداعيات أخري عديدة غير الزرع وهو يري أنه موت ويمكن الحصول علي أعضاء من سيرضي بالتبرع, فالمسألة صعبة لكن الدكتور إبراهيم مروان عميد المعهد السابق ومدير وحدة الزرع وصاحب أكبر رقم مشاركة في عمليات الزرع بمصر له رأي آخر في الزرع من متوفي حديث حيث يرفضه حتي الآن حتي يكون هناك اتفاق تام وموافقة من رجال الدين والقانون والأطباء. ويتحدث الدكتور إمام بفخر عن تجربة المعهد التي بدأت مبكرا من متبرع حي عام1991 المحاولات لبدء برنامج للزرع وكانت مصر تعد ثالث دولة بعد أمريكا وألمانيا. واليوم وصل معهد الكبد للحالة70 كما يشير د. مروان مدير وحدة الزرع وهي تمثل الحالة رقم ألف للزرع في مصر والرقم الذي حققته الفرق المصرية هو أكبر رقم في الشرق الأوسط ويمثل نسبة معقولة عالميا رغم عدم وجود منظومة وقانون, وما تم كان بمجهودات متفرقة وتحقق النجاح ويتوقع المزيد من النجاح والتقدم في مصر في هذا المجال مع صدور القانون ولائحته التنفيذية ويتولي المعهد حاليا إعداد قاعدة بيانات وتسجيل المعلومات الخاصة بجميع الحالات التي تجري بمصر وهناك تعاون من جميع المراكز القائمة بزرع الكبد والمرضي يأتون للمعهد من كل مكان من مصر والدول العربية لكن المساحة صغيرة ولاتكفي ويوجد قوائم انتظار تسوء حالتها, وللعلم تم إعداد جيل قوي من جراحي وأطباء الكبد والقنوات المرارية والبنكرياس. ويتحدث عن المستشفي الجديد فمن المفروض أن يستغرق بناؤه وتجهيزه6 سنوات لكن مرت4 سنوات ومازلنا في الدور الثالث خرسانات والتمويل الحكومي250 مليون جنيه لم يصل منها سوي25 مليونا في4 سنوات, بالاضافة لعشرة ملايين بالجهود الذاتية للمعهد والتبرعات والمعهد في حاجة ماسة لنحو200 مليون جنيه للاستكمال بسرعة والتجهيز والمبني يتكون من8 أدوار وهناك قوائم انتظار لدخول المستشفي مما يترتب عليه زيادة سوء الحالات خاصة يوجد حالات طوارئ كثيرة ونزيف الدوالي فنحن نعمل في العام10 آلاف منظار تشخيصي وعلاجي والأسعار زادت والأعباء وهذا يحتاج إلي تعاون رجال الأعمال والشركات والأهالي القادرين. ومن ناحيته يقول الدكتور إبراهيم مروان إنه وصلت نسب نجاح العملية بين البالغين من2001 حتي تاريخنا هذا66% وكان متوسط أعمار البالغين54 سنة ونسبة نجاح من مر عليهم5 سنوات59% وهذه النسب تقارب النسب العالمية البالغة65% ويمثل المرض الأساسي للبالغين الذين تم الزرع لهم,98.5% فيروس سي نحو03% منها بها أورام سرطانية أولية ومحدودة بالكبد. أما حالات الأطفال التي تمثل10% من اجمالي حالات الزرع ومعظمها عيوب خلقية ومتوسط الأعمار5,7 سنة ونسبة النجاح العامة في كل المدة78% وتمثل ضمور القنوات المرارية للأطفال50% من إجمالي الأطفال, وقام المعهد بإجراء21 عملية للأطفال وهي تتم دون تحمل الأسرة أي مبالغ قبل أو بعد الزرع حيث يتم الحصول علي ثلث المبلغ من التأمين وتتم تغطية بقية المبلغ عن طريق المعهد والتبرعات وللعلم لايتم الحصول علي كبد متبرع به سوي من الأقارب الموثوق منهم حتي الدرجة الثالثة فقط. وشاركت الخبرات الأجنبية في نحو40% و60% خبرات مصرية, ومازالت بعض المراكز تعتمد علي بعض الخبرات الأجنبية. ويشير الدكتور طارق إبراهيم أستاذ ورئيس قسم جراحة وزراعة الكبد, إلي أنه يتم إجراء600 عملية سنويا بجانب عمليات الزرع معظمها عمليات كبيرة لأورام الكبد والبنكرياس وإعادة اصلاح القنوات المرارية بالإضافة لعمليات المنظار الجراحي وارتفاع الضغط بالوريد البابي وعمليات الجراحة العامة لمرضي الكبد وهي غاية في الخطورة ولها متطلبات معينة وإقامة مرضي هذه العمليات بالمستشفي تكون طويلة وجميعها تحتاج إلي معاملة خاصة لوجود العديد من المشكلات الصحية, كما أن8% من مرضي الكبد يحتاجون للزرع وللعلم بدأت تتوجه العملية لزرع الكبد لمرضي الأورام الأولية بالكبد بكثرة خاصة في الكبد المتليفة التي تخضع لضوابط ميلان العالمية وتكون نتائجها أفضل وتصل نسب نجاحها لأكثر من60% بعد5 سنوات. ويقول الدكتور السيد سليمان أستاذ جراحة وزراعة الكبد إن الجميع يجب أن يدركوا أن المعهد يحقق أقل تكلفة في العالم لعمليات زرع الكبد وهي175 ألفا وليس هناك هدف للكسب المادي من هذه العمليات بل هو اتجاه علمي وإثبات للذات من خلال مؤسسة علمية طبية شرعية, هدفها تقديم خدمة علي درجة كبيرة من الأهمية للمواطنين. وفي عام2003 كان معنا الجراح الياباني العالمي تناكا منذ أول عملية زرع عام2003 وكانت لأربع حالات أقل من5,3 سنة معا, ونجحت الحالات وظلت علي قيد الحياة ويعيش منها3 حالات وبصحة جيدة الآن هذا ما يوضحه الدكتور خالد أبو العلا أستاذ جراحة وزرع الكبد وعضو الفريق وتكررت التجربة وانتقلنا من نجاح إلي آخر علي مدي عامين حتي تكون فريق مصري متكامل تحت اشراف الدكتور ابراهيم مروان وحصلنا علي الثقة الكافية وأجرينا نحو50 حالة بمفردنا في المعهد وبأيد مصرية100% وبنفس نسب نجاح المشاركة اليابانية. وكان لشباب الأطباء في الفريق دور مهم فيؤكد الدكتور هاني عبدالمجيد شريم مدرس الجراحة أن نجاح العملية اعتمد علي الخلفية العلمية في جراحات الكبد والقنوات المرارية والبنكرياس وعند التحاقنا بالمعهد كان هذا هو تخصصنا الدقيق الذي ركزنا عليه ولا يوجد مركز متكامل ومستقل في هذا المجال سوي المعهد القومي للكبد. ويشير الدكتور أسامة حجازي مدرس جراحة الكبد وعضو الفريق إلي أن زراعة الكبد مشروع كبير يحتاج لدعم الجميع وتنظيم قوي من الدولة وقانون صارم لأنه يخدم الجميع فليس من الكثير علي المعهد نظرة اهتمام ومساندة رجال الأعمال والهيئات والشركات, فالمبني الجديد يسير العمل فيه ببطء لعجز التمويل.