مبادرة استثنائية جاءت بإقامة أول مؤتمر عن زراعة الكبد بمصر بعد إقرار القانون الخاص به وقبل 3 شهور من إصدار لائحته التنفيذية، وكان مليئا بالأنباء الإيجابية. المؤتمر حضره 45 خبيرا وعالما أجنبيا في زرع الأعضاء، وحوالي 400 طبيب مصري، وناقش تجربة مصر في زرع الكبد والأبحاث المصرية لزرع الأعضاء، خاصة في زرع البنكرياس من الأحياء والتي ستبدأ قريبا في مصر وزرع الأمعاء والأحشاء من خلال 14 جلسة علمية وخمس محاضرات تذكارية وثلاث ورش عمل وجلسة فيديو كونفرانس لعرض التقنيات الجراحية المختلفة في زراعة الأعضاء، و40 بوستر، وعرض أكثر من 12 بحثا جديدا عن زراعة الكبد، وآخر التقنيات التي وصلت إليها زراعة الكبد من متبرعين أحياء أو حديثي الوفاة وزراعة الكلي والأمعاء الدقيقة وزراعة البنكرياس والكلي من متبرعين أحياء وحديثي الوفاة، بالإضافة إلي جلسة مهمة عن كيفية وعدالة توزيع الأعضاء من الموتي حديثا علي المجتمع بأسره بشفافية كاملة وعرض تجارب الدول الأجنبية والعربية في زراعة الأعضاء والمعايير التي يتبعها العالم في توزيع تلك الأعضاء وعرض فيلم فيديو لعملية زرع كبد نادرة لمريض مصري كان كبده يحتوي علي خمسة أوردة في حين أن الطبيعي واحد أو اثنان علي الأكثر، وقد تم زرع الخمسة أوردة بنجاح في مركز زرع الأعضاء في جامعة عين شمس وتم شفاء المريض. د.محمود المتيني أستاذ جراحة الكبد ومدير مركز زراعة الأعضاء في جامعة عين شمس يقول: في أمريكا توجد مؤسسة تسمي «vnos» مسئولة عن توزيع الأعضاء علي الشعب الأمريكي بحسب الاحتياجات.. في البداية كان توزيع الأعضاء يتم طبقا لأسبقية التسجيل للمرضي لضمان عدالة التوزيع.. ثم طور هذا المبدأ إلي الأولوية الطبية لزراعة العضو أي أن الأولوية للمريض الأكثر احتياجا وفقا لمعدلات ومقاييس علمية بحتة . وقد تحدث د.مانيا لاخ من إسبانيا عن النموذج الإسباني في عدالة التوزيع وعرض تجربة بلاده التي وصفها بالنموذج الرائع، وقال: إنه يوجد 35 متبرعا لكل مليون في العام، وهو أكبر رقم علي مستوي العالم في نسبة التبرع العالمية من المتوفين حديثا بالنسبة لعدد السكان وتعتبر إسبانيا الأولي عالميا في نسبة التبرع. د.محمود المتيني عرض في الجلسة الأولي في اليوم الثاني للمؤتمر آخر التقنيات الجراحية لزراعة الكبد من متبرعين أحياء، أو فارقو الحياة. وأوضح أنه من خلال المتبرع المتوفي يمكن الحصول علي الكبد كاملا وشطره إلي نصفين لزرع كبد لمريضين بنتائج مماثلة تماما لزرع الكبد كاملا وأن هذه الطريقة تعتمد في الحصول علي الكبد كاملا وشطره إلي نصفين وحفظه فص أيمن وفص أيسر مع توفير كل الشرايين المطلوبة والقنوات المرارية. كما عرض د.المتيني مع الفريق القائم علي زرع الكبد من أحياء في مصر 10 أبحاث عن 370 متبرعا حيا ونتائجهم، وبحث عن زراعة الكبد من متبرعين أحياء في سرطان الكبد، حيث تم زرع 85 حالة منها في حوالي 9 سنوات بنسبة إعاشة وصلت إلي 75 % لمدة عام وبنسبة 65% لمدة 5 سنوات وكان هؤلاء لا يمكنهم العيش سوي لشهور، مشيرا إلي أن أكثر من ثلث المرضي تم الزرع لهم في معدلات أورام كبيرة وأعلي نسبيا من المتعارف عليه عالميا، ومع ذلك تم تحقيق نجاح مماثل للجراحات الأخري. وتحدث د.محمود عن سابقة طبية جديدة لزرع كبد مرتين لشاب 22 عاما خلال 10 أيام من متبرعين أحياء لإنقاذ حياته بمركز زراعة الأعضاء بعين شمس نتيجة لتكون جلطات أدت إلي انسداد الشريان المغذي للكبد المزروع أول مرة مما هدد حياة المريض بالفشل الكبدي مرة أخري وتعريض حياة المريض للوفاة. د.عادل حسني أستاذ الجراحة ورئيس وحدة زرع الكبد بجامعة القاهرة يتحدث عن عوامل الأمان والسلامة للمتبرع بجزء من الكبد قائلاً: إن سلامة المتبرع بجزء من الكبد مهمة لأنه شخص سليم ولا يعقل أن يدخل غرفة العمليات علي قدميه ثم يحدث له مكروه.. وثانياً اتخاذ الاحتياطات لتأمين المتبرع قبل إجراء الجراحة مثل مراجعة حجم كبده بدقة وتحديد مقدار ما يمكن استئصاله منه لزرعه للمريض لتجنبه الدخول في فشل كبدي دائم أو مؤقت . وأكد أن النسب العالمية للمضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها المتبرع تشير إلي أن المضاعفات التي تحدث للمتبرع تكون أكثر عند استئصال الفص الأيمن بدلا من الأيسر وتصل في جنوب شرق آسيا إلي 12% وفي أوروبا إلي 17% وهذه المضاعفات بسيطة جداً وفي مصر تماثل النسب العالمية وأنه في إحدي مجموعات الزرع في مصر تم إجراء 250 عملية زرع كبد في مستشفي دار الفؤاد و70 في قصر العيني و44 في مستشفي الساحل وكانت نسبة المضاعفات البسيطة لا تتعدي 10% والمضاعفات الكبيرة قليلة جداً وتراوحت بين نزيف قبل وبعد العملية أو تجمعات رشح في القنوات المرارية بسيطة ومشكلة تخص الوريد البابي في مريضين وتم شفاؤهما تماما رغم أن المضاعفات المحتملة لانسداد الوريد البابي تترتب عليها الوفاة حسب المسجل عالميا. وقد أعلن د. محمود المتيني أن عملية زرع بنكرياس من متبرع حي في مصر سوف تتم قريباً في مصر لأول مرة حيث يقوم حالياً فريق طبي أجنبي بتدريب الأطباء المصريين علي إجرائها وقال الدكتور حسام زكريا، وهو أمريكي من أصل مصري ومدير مركز زرع الأعضاء في بنسلفانيا أن حالات زرع البنكرياس يتم إجراؤها عندما يفقد مريض السكر السيطرة تماما علي نسبة ارتفاع السكر في الدم ويتم الزرع إما عن طريق متبرعين حديثي الوفاة. محاضرة أخري ألقاها د. محمد غنيم عن الخلايا الجذعية في علاج السكر وتحدث د. سوزيرلاند وهو أمريكي الجنسية ويعتبر الأب الروحي لزراعة البنكرياس عن أول عملية زرع بنكرياس من حديثي الوفاة عام 82 وزرع البنكرياس من الأحياء التي تمت حديثاً. د. كريم أبوالمجد المصري الأمريكي يعتبر من رائدي زراعة الأمعاء الدقيقة في العالم يقول إن عملية زرع الأمعاء الدقيقة من أحياء تتم حالياً بنجاح في مرضي فشل الأمعاء بسبب الجلطات وتحتاج إلي مهارة كبيرة بعد إجراء العملية حتي لا تحدث مضاعفات كما يتم زرع الأمعاء الدقيقة والكبد والكلي والبنكرياس في عملية واحدة من متوفي حديثا وتجري لمرضي انسداد الأمعاء والتي حتي الآن لا يعرف سببها وتنتشر في مصر في الشباب الصغير ومرضي الحوادث الذين يفقدون أمعاءهم والأطفال الذين يعانون من فشل الأمعاء بسبب عيب خلقي أو بسبب التفاف الأمعاء حول نفسها والذين يعانون من ضعف شديد في الأمعاء يمنع عملية الإخراج ومرضي الأورام السرطانية في الجهاز الهضمي حيث تنتشر ببطء ويشفي بزرع الأمعاء وتتكلف عملية زرع الأمعاء الدقيقة والأحشاء 250 ألف دولار وفي مصر إذا تم إجراؤها تتكلف 20 ألف دولار فقط. ويضيف د. كريم أنه لتحقيق العدالة والشفافية في توزيع الأعضاء يجب أن يكون هناك فريقان في المستشفي فريق يقرر الوفاة وفريق آخر للزرع وأن يتم سحب رخصة المستشفي أو المركز الذي يقوم بزرع الأعضاء عند حدوث أي مخالفة وأن تكون هناك جهة قومية رقابية لا يتبع أحد أعضائها الجمعيات الخيرية للرقابة ومتابعة عمليات الزرع يكون من سلطتها المراقبة الدورية والمفاجئة وتحويل المخالفين للقضاء ومن الأخبار السارة لمرضي الكبد الفيروسي سي - كما يقول د. كريم أبوالمجد - يوجد حاليا عقاران تم اكتشافهما حديثا لايزالان تحت التجربة ولكن النتائج الأولية أثبتت أنهما يقضيان علي الفيروس «سي» والعقاران الحديثان سوف يؤديان إلي ثورة وتغيير في التاريخ الطبي في علاج الفيروس «سي» لأننا لو استطعنا القضاء علي الفيروس سوف نمنع ظهور المضاعفات الخطيرة علي الكبد ونقلل أعداد المرضي المحتاجين للزرع إذا تم اعطاؤهما في الحالات الخطيرة قبل الزرع يتم رفع نسب نجاح العملية ونمنع ظهور وعودة الفيروس مرة أخري بعد العملية وهي من المشاكل الخطيرة التي نقابلها بعد الزرع. وقال د. عبدالحميد أباظة أستاذ الكبد والجهاز الهضمي ورئيس اللجنة المنظمة لزرع الأعضاء أن اللائحة التنفيذية لقانون زرع الأعضاء الذي وافق عليه مجلس الشعب ووقعه الرئيس مبارك سوف تصدر بعد ثلاثة شهور بعدها يتم تطبيق القانون وإجراء عمليات الزرع من حديثي الوفاة وأن المؤتمر فرصة كبيرة للاطلاع علي تجارب الدولة الأخري التي سبقتنا في عمليات الزرع لضمان الشفافية في توزيع الأعضاء حيث يضم علماء وخبراء زراعة الأعضاء في جميع الدول الأوروبية وأمريكا وأيضا الدول العربية مثل السعودية. وأشار إلي أن وزارة الصحة سوف تقوم بندوات لحث الناس علي التبرع بالأعضاء بعد الوفاة باعتبارها صدقة جارية كما أعلن فضيلة المفتي وشيخ الأزهر السابق الشيخ طنطاوي - رحمه الله.