مرضي الكبد بالفيوم يمثلون 30% من أعداد المترددين علي المعهد القومي للكبد بالمنوفية يعانون أشد المعاناة من عدم وجود مراكز متخصصة وبحثية لعلاج الفيروسات الكبدية بمحافظتهم الأصلية واضطرارهم بصفة مستمرة إلي مراجعة المستشفيات بالقاهرة والمعهد القومي للكبد بالمنوفية مما يكبدهم المشاق والتكاليف التي تثقل كاهلهم. ورغم ذلك يراهن هؤلاء المرضي علي المراكز البحثية الجامعية لاكتشاف علاج لمرضي فيروس "C" لوضع حد لآلامهم بالرغم من بعدها عن الفيوم. كشفت التقارير ان عدد المترددين من مرضي الكبد بمحافظة الفيوم علي المعهد القومي للكبد بشبين الكوم بالمنوفية يمثلون 30% من اجمالي عدد المترددين من المحافظات الأخري. البلهارسيا السبب يقول الدكتور عصام السيد حسين أخصائي الجراحة ان محافظة الفيوم من المحافظات الزراعية من قديم الأزل ومعظم الأسر التي تبلغ نسبتها حوالي 75% منها تتعامل بشكل مباشر مع مياه الري مما أدي إلي ارتفاع نسبة البلهارسيا بينهم وأدت إلي الإصابة بالمرض الكبدي "C" بالإضافة إلي عوامل أخري ساهمت في زيادة نسبة المرض بالريف منها "حلاق الصحة" والولادة عن طريق القابلات وعدم اتباعها الطرق التي تحد من انتشار المرض وانعدام المسئولية عند البعض من الأطباء وعدم استخدامهم أدوات معقمة. ويضيف حسين شعبان عضو مجلس محلي مركز الفيوم الفيوم المحافظة الوحيدة تقريباً التي لا يوجد بها مركز متخصص لعلاج الأمراض الكبدية رغم وجود نسبة عالية من المرضي ويعانون الأمرين عند مراجعة المستشفيات خارج الفيوم والبعض الآخر يلهث وراء قرارات العلاج علي نفقة الدولة ويتم علاجه بالحقن "الانترفيرون" بمستشفيات القاهرة. ويؤكد محمود خيري من أبناء الفيوم ان الدولة اعتمدت مبالغ مالية ضخمة لمستشفي الفيوم العام ومستشفي سنورس المركزي لانشاء قسم لجراحة المناظير ودعمته وزارة الصحة بالأجهزة والمعدات وأرسلت الأطباء لدورات تدريبية بالمملكة المتحدة وظل القسم يعمل لسنوات ثم توقف لأسباب غير معلومة وأغلقت الأقسام واضطر المرضي للهروب للمستشفيات الخاصة. والبعض الآخر استدرجه الدجالون وأوهموهم بالعلاج ببول الإبل وسقطوا أيضاً ضحايا لدجل بعض القنوات الفضائية. 100 زراعة للكبد يقول الدكتور إمام واكد عميد المعهد القومي للكبد بالمنوفية ان المعهد أنشيء عام 1986 ويخدم مرضي الكبد علي مستوي الجمهورية وكذلك بعض الدول العربية والإفريقية. ويعتبر هو المعهد الوحيد المتخصص علي مستوي الوطن العربي ويضيف ان المعهد بدأ تجربته الأولي الناجحة في زراعة الكبد من متبرع عام 1991 وكان أول مركز علي مستوي الشرق الأوسط والرابع علي مستوي العالم في هذا المجال. حيث قام بتنفيذ برنامج زراعة الكبد علي المستوي القومي كأول جامعة مصرية في 28 ابريل 2002 وأجريت حتي الآن حوالي 100 عملية زراعة كبد لبالغين و65 لأطفال من مختلف المحافظات من متبرع حي بدعم من وزارة الصحة. ويضيف الدكتور محمد الجندي أستاذ طب الأطفال ووكيل المعهد ان المستشفي الخاص بالمعهد يتردد عليه بالعيادة الخارجية يومياً حوالي 500 مريض وطاقته الاستيعابية 107 سراير فقط ولا تتناسب طاقته الحالية مع المترددين من المرضي. مشيراً إلي ان قوائم الانتظار وصلت إلي ثلاثة أشهر في حالات الأشعة التداخلية والمناظير وأصبح التوسع للمستشفي مطلب مهم. وأوضح وكيل المعهد القومي للكبد بالمنوفية ان المعهد يضم أكبر عيادة متخصصة للأطفال من مرضي الكبد والأمراض الوراثية والتمثيل الغذائي وسرطان الكبد. والعلاج يقدم للأطفال "مجاناً" والنتائج مبهرة وتضاهي النتائج العالمية وأكد ان المعهد ينفق علي هذا العلاج المجاني من تبرعات أهل الخير والمؤسسات الخيرية ورجال الأعمال وبلغ اجمالها حوالي 4 ملايين جنيه من مجموعات خيرية. وأشار إلي ان المعهد نجح في مجال زراعة الكبد بتقدير جيد جداً وهو الأقل تكلفة وأرخص مكان في هذا المجال وكشف وكيل المعهد ان زراعة الكبد بالمعهد تتكلف حوالي 200 ألف جنيه ويتم الاستعانة بخبراء أجانب إلي جانب فريق مصري 100% وتتكفل الدولة بسداد 75 ألف جنيه منهم ويساهم رجال الأعمال من خلال التبرعات بنفس القيمة ويتولي المرضي سداد باقي المبلغ بشرط الحصول علي فص من الكبد من متبرع من الأقارب حتي الدرجة الرابعة وشهادة من نقابة الأطباء ووزارة الصحة. ويقول الدكتور أليف علام نائب مدير المستشفي ان جامعة المنوفية كانت قد اعتمدت بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي مبلغ 20 مليون جنيه لانشاء مبني جديد يمكن المستشفي من مواصلة دورها في علاج مرضي الكبد وتكون طاقته الاستيعابية 300 سرير وهو مكون من 8 طوابق. وبالفعل أعدت كلية الهندسة بجامعة المنوفية الرسوم الهندسية التي تضم 3 أجنحة بكل طابق وبدأ العمل بالمشروع الجديد عام 2006 وتم تنفيذ طابق واحد بجناح واحد فقط ثم توقف المشروع منذ 4 سنوات بسبب نقص الاعتمادات المالية. 150 مليون جنيه وتؤكد الدكتورة هناء العربي أستاذ طب الأطفال بالمعهد ان المبني الجديد يحتاج إلي تدخل أهل الخير والمؤسسات الخيرية لاستكمال المبني وأشارت إلي ان المبني يحتاج إلي 150 مليون جنيه. وتقول إن معهد الكبد بالمنوفية يقدم إلي جانب مهمته الأصلية في علاج مرضي الفيروسات الكبدية مهام أخري بحثية. وينفذ مشروعات أكاديمية البحث العلمي لمواجهة فيروس "C " والفيروسات الكبدية مشيرة إلي أن إجمالي الأبحاث التي قدمت حوالي 290 مشروعاً تم اعتماد 35 بحثاً منهما كان نصيب المعهد بالمنوفية 8 أبحاث والنتائج الأولية تؤكد ان هناك تقدما ملموسا لعلاج هذا المرض. ويقدم معهد الكبد بالمنوفية دراسات للراغبين في الحصول علي الماجستير والدكتوراة في تخصصات طب الأطفال والبالغين في جراحة الكبد والقنوات المرارية.