تحت عنوان مصر وفرنسا والولع القديم ألقي السفير المصري الأسبق بفرنسا علي ماهر محاضرة أمام جمعية فرنسا مصر بمقر اليونسكو بباريس. تحدث فيها عن الروابط الثقافية والأدبية بين البلدين أشار السفير علي ماهر الي أن العلاقات بين البلدين تعود الي القرن الثاني عشر, حيث كان لويس التاسع أول ملك فرنسي يضع أقدامه علي أرض مصر, وأضاف: حقيقي أنه جاء علي رأس حملة عسكرية صليبية, إلا أنه اكتشف هو وزملاؤه هذا البلد الذي تم ذكره680 مرة في التوراة, وأضاف: لقد تواجه الفرنسيون والمصريون كثيرا وتحاربوا واصطلحوا واكتشفوا بعضهم البعض واجتمعوا علي صفحات التاريخ التي أدت اليوم الي علاقة صداقة وتعاون قوية بينهم. ثم أشار السفير علي ماهر في محاضرته الي دور فرنسا في إبراز الحضارة المصرية وارساء علم الآثار المصرية من خلال فك شامبليون لطلاسم اللغة الهيروغليفية ودور مارييت باشا في إنشاء هيئة الآثار وبناء متحف القاهرة وأضاف علي ماهر أن علم الآثار المصرية يعتبر الي حد ما علم فرنسيا, واستطرد أن مصر منذ شامبليون راسخة في الوجدان الفرنسي بعد أن اكتشف ضابط فرنسي اسمه بوشار حجر رشيد, وروي السفير كيف أثرت الحملة الفرنسية1798 1801 علي خيال الفرنسيين, فحكي كيف أن الفيلسوف ليبنيتز كان قد قدم بحثا مفصلا للويس الرابع عشر عام1672 حول المصلحة التي تستطيع أن تستخلصها فرنسا اذا وصلت ضفاف النيل, ثم ان الفكرة قد توضحت في القرن الثامن عشر حيث حاور الخبراء والدبلوماسيون لويس السادس عشر حول أهمية مصر بالنسبة لفرنسا. ثم تحدث السفير في محاضرته عن عدد الكتاب والأدباء الذين كتبوا عن مصر منذ القرن الثاني عشر, فقد كتب جوانفيل أن النيل هو نهر ساحر منبعه الأساسي هو الجنة. كما أعاد علي ماهر الي أذهاننا كتاب وصف مصر الأول الذي يعود الي1740.. وخطابات كلود اتيين سافاري حول مصر والتي نشرت عام1785 واصفا الحدائق وأشجار الليمون والبرتقال!.. ويحكي علي ماهر الذي عاش نحو عشر سنوات بعاصمة النور طالبا ثم دبلوماسيا شابا ثم سفيرا لمصر, انه من قبل الثورة الفرنسية ملأت فرنسا تماثيل أبوالهول وتماثيل الآلهة المصرية كما تأثرت الملكة ماري انطوانيت بالفن الفرعوني وقامت باقتناء التماثيل المصرية. وأهمية وصف مصر الثاني بقلم دينون وتأثر الأدباء الفرنسيين بمصر ومفاتنها وأمجادها وعلي رأسهم جيرار دي نرفال وجيستاف فلوبير وشاتوبريان وبالزاك وفيني وفيكتور هيجو, مشيرا الي أن الفرنسيين يقدرون نجيب محفوظ وطه حسين وتوفيق الحكيم والبير كوسيري وجمال الغيطاني وصنع الله ابراهيم وعلاء الأسواني ويستمتعون بأم كلثوم والموسيقي المصرية.