كتب : مسعود الحناوي برغم أن الاجتماع الوزاري غير العادي للجنة مبادرة السلام العربية الذي يلتئم اليوم بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء وممثلي15 دولة عربية والسيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية هدفه الرئيسي تقويم المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والآفاق الممكنة للدخول في مفاوضات غير مباشرة.. إلا أن هناك قضايا حيوية ومصيرية قد تفرض نفسها علي اجتماعات الوزراء أهمها: * أولا: تطورات الوضع في لبنان في ظل التجاذبات الدائرة بين الفرقاء اللبنانيين علي خلفية التسريبات التي تشير الي احتمال توجيه المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, الاتهام الي عناصر من حزب الله اللبناني.. وكذلك الرسائل الخطيرة التي بدأت تبعث بها إسرائيل المتربصة الي لبنان وآخرها التصريحات التي أدلي بها وزير دفاعها ايهود باراك بضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية بشكل مباشر, اذا تعرضت لإطلاق صواريخ علي تل أبيب من حزب الله. * ثانيا: الموقف الخطير في إيران في ظل العقوبات والتهديدات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة علي طهران بسبب برنامجها النووي.. وردود الأفعال المتشنجة التي تصدر من إيران.. وتأثير هذا التصعيد علي منطقة الخليج والمنطقة بأكملها.. وزيادة حدة التوتر والاضطراب.. وتجدر الإشارة في هذا الصدد الي وجود دولتين خليجيتين من غير الأعضاء في الدول الثلاث عشرة التي تتألف منها لجنة مبادرة السلام ستشاركان في الاجتماعات بوزيري خارجية البلدين, وهما الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. * ثالثا: الأوضاع المتصاعدة في العراق في ظل عدم القدرة علي تشكيل حكومة حتي الآن بعد الانتخابات.. وتأجيل البرلمان العراقي جلساته الي أجل غير مسمي.. والتحذيرات التي أطلقها نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق هاشمي من أن ذلك الوضع قد يدعو الأممالمتحدة الي التدخل لتسهيل تشكيل الحكومة, خاصة أن مجلس الأمن سيعقد جلسة يوم الأربعاء المقبل لدراسة الأوضاع في العراق. وصرح مصدر عربي رفيع المستوي, بأن حالة الاضطراب الشديد التي تمر بها المنطقة وتلك القضايا الشائكة قد تفرض نفسها بقوة علي اجتماعات وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية, برغم أن الموضوع الرئيسي الذي يجتمعون من أجله شديد الخطورة والأهمية نتيجة عدم وجود أي تقدم يذكر في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.. وحالة التشاؤم الكبيرة بسبب التعنت والتسويف الإسرائيلي.. وعدم وجود أي إجراء عملي يمكن البناء عليه. ولذلك فقد تتوزع المناقشات وتتنوع المداولات بين الوزراء حول هذه القضايا الأخري.. أو قد تأخذ شكل مفاوضات ثنائية أو ثلاثية.. وربما لا تخرج الي النور في البيان الختامي الصادر عن اجتماعات اللجنة.. ولكنها ستكون مطروحة بلاشك خلال اجتماعات الوزراء. وليس بعيدا عن تلك الجهود الدبلوماسية وربما يأتي علي رأسها اللقاء المهم الذي تم مساء أمس بين الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك لقاءات القمة بين خادم الحرمين وكل من الرئيس السوري بشار الأسد واللبناني ميشيل سليمان والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.. والتي تصب جميعها في خانة نزع فتيل الأزمات قبل نشوبها.