السينما قصة وصورة.. وكثير من المخرجين العظماء كانوا يركزون علي الصورة ثم القصة ويتحايلون علي الحوار بالصورة.ولكن أن يسمح ممثل لنفسه وهو لم يقدم في السينما إلا عددا لا يتخطي الاصابع الخمس أن يكتب قصة فيلمه, فهذه سابقة لا تعدوها سوابق بدلالتها علي التخلف الذي يحدث علي شاشة السينما المصرية. هل خلت القاهرة من كتاب السيناريو أو الحوار؟ هل يري الممثل انه اذكي وملما بأصول الكتابة للسينما؟ هل عمل احدهم عملا للمنتجين ليوافقوا علي هذا الهراء؟ هل هو الاستسهال أو الاسترخاص؟ لقد دلت التجربة علي فشلهم فهؤلاء الممثلون لا يجيدون الكتابة اصلا.. وربما عندهم خبرة بقراءة السيناريو لكن هذا ليس معناه انهم كتاب سيناريو أو يصلحون لهذا العمل. فيلمان هذا الموسم اولهما لتامر حسني.. ولا نعرف كيف واتته هذه الحرأة ليظن انه يستطيع كتابة قصة فيلم.. وثانيهما محمد سعد الذي بلغ به الغرور مداه. وربما يخرج فيلمه القادم.. إن الاصول لا يختلف عليها احد.. ولكل عمل اصوله كما أن له خبراءه.. وأي فعل يتنافي مع ذلك فهو واقع لا محالة تحت بند الفشل! فما معني أن يكتب الممثل فيلمه.. معناه ببساطة انه لا يري احدا خيرا منه يصلح لهذا العمل.. أو أن المنتج يدفع له اجر الكتابة واجر التمثيل وليذهب الجمهور الي الجحيم. إن الامانة تقتضي من أي ممثل أن يحافظ علي اسمه وعلي قيمته كفنان ولا يحاول خداع جمهوره أو الاستهانة به. ولكن ما يحدث ليس له معني سوي استهتار هؤلاء الممثلين بالجمهور.. كما انهم يضعون حوارا لأفلامهم مليئا بالكلام الجارح والخادش للحياء.. فأي نجومية تلك التي يسعون اليها. إن الناس تشعر بالاشمئزاز من تصرفات هؤلاء الممثلين وغرورهم الذي تجاوز حدود اللياقة. وكيف وصل منتجو هذه الأفلام إلي هذه الدرجة من السطحية في انتاجهم.. انهم بلا شك يضعون الايرادات التي سيحصلون عليها في الخانة الاولي.. ولا يهم إفساد اخلاق الشباب.. ولا يهم تحويل السينما المصرية من صاحبة الفن الرفيع إلي صاحبة الفن السوقي.. كل هذا لا يهمهم.. إنما المهم هو المال.. والمثل العامي يقول يا واخده القرد علي ماله يروح المال ويظل القرد علي حاله. إن الاصول لا يختلف عليها احد.. ولكن ما يحدث من لا مبالاة بفن السينما يجعلنا كلنا نختلف معهم.. واذا كانت السينما صناعة ثم تجارة فهي بالتأكيد يجب ان تهتم بالقيمة الفنية للفيلم