ضمن عروض مسابقة الأفلام العربية، عرض الفيلم المغربي «الجامع» إخراج داود أولاد سياد الخميس الماضي في مركز الإبداع وشهد العرض حضور عدد كبير من الجمهور والسينمائيين من بينهم المخرج محمد خان وأسماء البكري وأحمد رشوان وهذا الحضور المكثف كان لحرص متابعي السينما بالاهتمام بما يقدمه المخرج داود أولاد سياد، والذي حصل فيلمه السابق في انتظار بازوليني علي إحدي الجوائز في مهرجان القاهرة السينمائي للعام الماضي. عن تجربته في الفيلم، ومشاركته في المهرجان هذا العام تحدث أولاد سياد قائلاً: - أري نفسي من المحظوظين فهذه المرة الثانية التي أشارك فيها في مهرجان القاهرة السينمائي بعد فيلم في انتظار بازوليني، وهذا له معني كبير وتقدير لأعمالي وأري أن المهرجان تزداد شهرته كل عام وبما يليق بمصر التي أحبها جدا وأجد سحرًا في كل مكان في أرضها. كيف جاءت فكرة الفيلم؟ - هي قصة حقيقية وحدثت بالفعل عندما قمنا ببناء ديكور لمسجد علي قطعة أرض أثناء تصوير فيلمي الماضي «في انتظار بازوليني».. وبالفعل وجدت صاحب قطعة الأرض يتصل بي ويخبرني أن أهل القرية يريدون المفتاح ليدخلوا إلي المسجد لأداء الصلاة، ولأنه رجل متدين وافق علي ذلك ولكن بعدها أراد أن يستعيد قطعة الأرض ولكنه لم يتمكن من ذلك. ولكن البعض تساءل لماذا لم يتم هدم «المسجد» بعد الانتهاء من تصوير الفيلم، لكي لا تحدث هذه الأزمة؟ - للأسف في المغرب الإنتاج السينمائي يعاني من أزمات كثيرة، ولذلك يستغرق التصوير سبعة أشهر، ولأننا لا نملك ميزانية كبيرة نضطر لإبقاء الديكورات كما هي، لذلك تجد قضية الفيلم منطقية أكثر لدينا بالمغرب. قدمت خلال الأحداث نماذج مختلفة من رجال الدين ما الهدف من ذلك؟ - هدف الفيلم ليس الحديث فقط عن مشكلة «الجامع» أو السطو علي قطعة الأرض التي يعيش عليها البطل «موحة» وأسرته، ولكني تعمدت الإشارة إلي كارثة «تأويل» الدين والتحايل عليه واستخدامه كوسيلة لتيسير الصعب . إذن هل هذه النماذج للشيوخ كانت حقيقية؟ - بالطبع فقد ذهبت لمركز ديني ضخم لدينا في المغرب علي غرار الأزهر في مصر، وتحدثت مع العميد في قضية هذا الجامع وأجريت معه حوارا مسجلا وقال لي بالنص: الكلام الذي ورد في الفيلم ولم أقتنع بكلامه كما لم يقتنع بعض المشاهدين به، حيث وجدته يستشهد بآيات من القرآن أن هدم المسجد حرام وعلي صاحب قطعة الأرض أن يحتسبها عند الله ويعتبر ما حدث له مجرد «قدر».. كما وجدت شيخا آخر يعتبر هذا المسجد غير شرعي لأنه مأخوذ بدون وجه حق وتم بناؤه بهدف التصوير السينمائي وليس العبادة. كيف اخترت أبطال فيلمك؟ - كل الممثلين الذين شاركوا في الفيلم هي تجربتهم الأولي وهم نماذج بسيطة وحقيقية من المجتمع المغربي، باستثناء بطل الفيلم «موحة» فهو ممثل مسرحي عمل لمدة 40 عاما وهذه أولي تجاربه في السينما وأنا أستمتع بالعمل مع محبي الفن وليس الممثلين المحترفين. ولماذا غابت الموسيقي التصويرية عن أحداث فيلمك؟ - لا أحب الموسيقي التصويرية في السينما وأري أنها تستخدم مؤخرًا للتعويض عن نقاط الضعف في الفيلم وستر عيوب فيما يقدمه المخرج، هذا بجانب استخدامها الخاطئ في أغلب الأحوال، حيث تكون أعلي وأوضح من أحاسيس ومشاهد الأبطال فالفيلم في نظري صورة وحوار وليس موسيقي بمعني أنك لو أغلقت الصوت تستطيع أن تستمتع بما تشاهده. هل بالفعل لديك مشروع فيلم سينمائي مصري؟ - السينما المصرية حلم كبير في حياتي وبالفعل عندي مشروع فيلم بعنوان «القاهرة ليلا ونهارا» وأتمني تنفيذه في أسرع وقت.. ولدي ملاحظات كثيرة علي المجتمع والبيئة المصرية فهي رائعة وملهمة بالنسبة لي ففي إحدي المرات شاهدت سيدة ترضع طفلها في المترو وهذا المشهد لن أنساه وأتمني أن أظهره في أحد أفلامي ومشهد آخر لشاب يحمل «العيش» فوق رأسه ويقود الدراجة بمهارة غير عادية.