اعترف الجناة أمس أمام النيابة العامة في أحداث نجع حمادي, في تحقيقات ومحضر الأجهزة الأمنية الذي أشرف عليها اللواء عدلي فايد مساعد الوزير للأمن العام, بأنهم ارتكبوا جريمتهم بهدف الانتقام لما حدث لطفلة مسلمة علي يد شاب مسيحي, وانتهاكه لشرفها. وبحسب المعلومات, فإن الجناة يعملون في صالة ألعاب كمال الأجسام, وأن الكموني قال إنه اجتمع مع شريكيه علي أحد المقاهي بمدينة نجع حمادي, واتفقوا علي الانتقام, وحددوا ليلة عيد الميلاد المجيد مناسبة للرد علي ما حدث للفتاة المسلمة. وأضاف الكموني أنهم بعد اتفاقهم قام بالتصرف في بندقية آلية, واصطحب شريكيه للتوجه إلي ميدان لوكاس, وقاموا بفتح نيران البندقية الآلية علي المارة في الشارع, وأنهم لم يستطيعوا الاقتراب من الكنيسة لوجود حراسات أمنية مشددة, وانتقلوا بعد ذلك بالسيارة إلي شارع السنترال وتقاطع شوارع15 مايو, وفتحوا وابل أسلحتهم النارية علي تجمع آخر أمام ستوديو إريني. وأوضح الكموني أنهم أسرعوا بالفرار من موقع الحادثين بوسط المدينة وخلال سيرهم بشارع مؤد لدير الأنبا بضايا احتكت بهم سيارة تاكسي مملوكة لشقيق شرطي والثاني كان يقود السيارة ويدعي أسامة, فانتفضوا علي الفور وفتحوا النيران علي السيارة التي كان بها مجند يدعي أيمن حامد هاشم, ومينا حلمي سعيد ورفعت وفيق وليم, وكلهم قتلوا بعد فتح النيران عليهم. وأضاف الكموني في التحقيقات أنه ترجل من السيارة وحاول مع شريكيه إخفاءها داخل الزراعات بناحية مركز الوقف, حيث القصب الكثيف, ثم اتجهوا بعد ذلك إلي منطقة نجع حمادي. وكانت معاينة السيارة قد أفادت بوجود7 طلقات فارغة أطلقت من سلاح استخدمه الجناة. وأرشد الكموني عن السلاح المستخدم في الجريمة, وتم تحريزه وهو بندقية آلية سريعة الطلقات, وعدد21 طلقة حية تم تحريزها أيضا. يذكر أن الكموني مسجل خطر وتم تسجيله في12 قضية, كما تم اعتقاله في الفترة من عام2002 وحتي عام2004 جنائيا. وبحسب أقوال شهود عيان, فإن الكموني كانت تربطه علاقات شبة طيبة مع الأقباط, بينما قال آخرون إن هذه العلاقة جاءت من منطلق عمله مع بعض أصحاب المحال كحارس لها مقابل مبالغ مالية تدفع له. وقال مصدر أمني لالأهرام: إن الكموني كان يخطط مع شريكيه للانتقال لموقع رابع يضم عددا كبيرا من الأقباط, إلا أن الوجود الأمني المكثف وبدء تحرك الأمن منعه من ذلك, ولم تؤكد التحقيقات ما إذا كان الكموني قد قام بهذا الأمر بدافع شخصي أم أنه مأجور لفعل ذلك. وأضاف المصدر الأمني لالأهرام أن ضابطا من المنطقة تدخل لتسليم الكموني بعد استعانة الأمن به لتسليم أنفسهم قبل اشتباك مسلح إثر تضييق الخناق علي المنطقة بما يزيد علي1500 ضابط ومجند.. وقد وافق المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام علي حبس المتهمين الثلاثة مرتكبي حادث نجع حمادي15 يوما علي ذمة التحقيقات التي تجريها نيابة شمال قنا, وقد وجهت لهم النيابة تهمة القتل العمدي تنفيذا لغرض إرهابي هو الإخلال بالأمن العام وتعريض ارواح المواطنين وممتلكاتهم للخطر, وتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد والشروع فيه, وذلك باطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية علي الاشخاص تنفيذا للغرض الإرهابي, مما ادي إلي وفاة7 أشخاص وإصابة9 آخرين, وكذا تهمة احراز سلاح ناري وذخيرة مما لايجوز الترخيص بحملها وكذا إتلاف الممتلكات الخاصة والعامة. وكان النائب العام قد طلب سرعة الانتهاء من التحقيق مع المتهمين الثلاثة بعد ان قاموا بتسليم انفسهم للشرطة نظرا لاحكام الأمن سيطرته علي منافذ الدخول والخروج من قنا ونجع حمادي. وأمرت النيابة بندب عدد من المحامين للحضور مع المتهمين لمتابعة اجراءات التحقيق, كما انتهت النيابة من سؤال جميع المصابين وطلبت عرضهم علي الطب الشرعي لبيان ما بهم من اصابات واسبابها كما ندبت الطب الشرعي لفحص السلاح المستخدم والذخيرة وبيان صلتها بالاصابات سواء في المتوفين أو المصابين. مناوشات واستفزازات وبعد الهدوء الذي صاحب الحادث شهد ليل أمس اشتباكات بمدينة نجع حمادي بشوارع الساحل والشرق والتحرير, والقي بعض الأقباط من منازلهم الاحجار والزجاج علي المسلمين مما أحدث مناوشات واستفزازا بحسب مصدر أمني وتجددا للأحداث. بدأت بتجمهر الفي قبطي امام مطرانية نجع حمادي وسط سلسلة من الهتافات, الأمر الذي صاحبه انتقال اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا وبصحبته50 سيارة أمن مركزي ونجحوا في تفريق المتجمهرين بعد الاستعانة بالانباء كيرولس لتهدئتهم, واستخدام القنابلالمسيلة للدموع. وفي منطقة الساحل حدثت مشاجرة اصيب فيها3 أشخاص أقباط باصابات طفيفة ونقلوا إلي مستشفي حورس بنجع حمادي بعد اصابة شاب مسلم يدعي محمد عنتر احمد سليمان بشارع الجمهورية بزجاجة القيت عليه من أحد المنازل وحجر اصاب وجهه مما أطلق شائعة بأنه اصيب بطلق ناري. وقال المصاب لمندوب الأهرام انه خلال مروره بشارع الجمهورية فوجيء بشيء يسقط علي وجهه مما اسقطه علي الارض ونقل إلي مستشفي قنا العام علي الفور. ورفض المصاب كل ماحدث في نجع حمادي وقال ان الاحداث لاتفرق بين مسلم وقبطي. وكانت اجهزة الأمن قد ألقت القبض علي14 مسلما و28 مسيحيا علي خلفية احداث الشغب واحالتهم إلي النيابة للبدء في التحقيق بنيابة نجع حمادي. كما عززت قوات الأمن من تواجدها واستعانت بما يزيد علي200 سيارة أمن مركزي في الفترة المسائية للسيطرة علي الأوضاع واحكام سيطرتها. وصباح أمس استمر الهدوء وعادت الأمور إلي طبيعتها والحياة دبت في الشارع واستأنف التلاميذ ذهابهم إلي مدارسهم والموظفون إلي مصالحهم. ومن جانبها بدأت أمس نيابة نجع حمادي برئاسة خالد عبدالشكور مدير النيابة وباشراف احمد عبدالباقي رئيس النيابة الكلية تحقيقاتها في احداث نجع حمادي حيث وجهت اسئلة ل15 شخصا من أهل المتوفين وشهود العيان بالمنازل المجاورة واصحاب المساكن. حيث جاءت أقوالهم متطابقة مع التقرير الأمني وتسلسل وقوع الأحداث في المواقع الثلاثة, وأكد الشهود انهم شاهدوا سيارة زيتية اللون تقتحم الشارع وتطلق النيران بشكل عشوائي وبلا تحديد لاشخاص بعينهم. وأفادت المعاينة المبدئية التي جاءت عقب معاينة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ان الجناة أطلقوا ما يزيد علي70 طلقة نارية وهم في السيارة التي اجمع الشهود علي مواصفاتها بانها زيتية اللون وماركة فيات132 وتستأنف التحقيقات مع شهود العيان تباعا في نيابة نجع حمادي.