2006/12/21 رملة الأنجب لنوم الحطاب نهدي هديته لنا, قصيدة من أواخر ما كتب, يتجلي فيها صفاء الرؤية, وتركيز العبارة وبساطتها. بالاضافة الى النظرة التأملية الفلسفية التي اتسمت بها إبداعاته الأخيرة سواء شعرا أو نثرا, وربما كان لاتجاهه لأدب الطفل.من وجهة نظر جد حكاء, أثر علي أشعاره أو علي الأقل هذه القصيدة, التي تفيض سكينةو سلاما مع العالم, كما يليق بجد جميل مبتسم. أدب ليس ما تنظر إلا من تراب السعي, أقدام الرعاة تركته أمة تربو وتمتد علي المعمور والمهجور, من أجاثها تنشق أثلام المحاريث, حديد الفأس والمنجل سن القلم الكوني فاكتب يا حديد الفأس والمنجل ما تسمع من زحف الخطي والشعر وارفع للأعالي نشوة المكتوم من سحر الغناء علني أسمع آبائي الرعاة تحت أطباق الثري جيلا فجيلا يكملون الرجز المعقود والمحلول طينا يكتسي بالعشب والبرسيم في برد الشتاء أو يزيحون إلي دفء الضحي ثرثرة الأصداء في الوديان بالطير ومكلوم النداء أو يطلون علي قلبي من دائرة الأفق رمادا شاخصا في شجر عال تعريه الرياح كلما أسقط من أوراقه موسم نوم وذبول أدفأ البذرة والجذر.. فدب الموسم الموصول في أحقابه, مهمز مكنون الطلوع بمهاميز من الدفء فدبت صحوة الانساغ من غفوتها في الخشب الحي, ومال الخشب الميت مقصوف الفروع وأنا أحمل حبل الليف والبلطة حطابا وحيدا في مراعي الخشب اليابس والرطب يغشيني الضحي بالصمت والصحو, يدب الخدر الناعم رملا من نعاس دافيء, في ركبتي قلت: أرمي حزمة الأحطاب حتي أغتفي, أسلمت للأرض ترابا نائما يقظان فاذاوب في سحر بكاء وغناء عتقت لحنهما الأرض.. فمن أي الضلوع, أي أكباد المغنين ارتوي الشعر؟! ومن أي الدموع طقطقت نار القري في حطب الأجيال من أهلي الرعاة ثم فاضت بهم الخيل, ودقوا في بطاح الكون أوتاد الخيام فهم النجم إذا أغطش ليل وهم المشرق والمغرب للشمس وهم مفتتح الرحمة بالقول إذا عز الكلام!