تحقيق: مارى عقوب تسببت الموجة الحارة التي اجتاحت البلاد لعدة أيام في احتقان متبادل بين المواطنين في مناطق عديدة والمسئولين عن الكهرباء. فبينما يشكو المواطنون من تعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة للانقطاع المتكرر للكهرباء. والذي يستمر ساعات طويلة قد تصل في بعض المناطق إلي يوم كامل, بالإضافة إلي اتلاف كثير من الاجهزة المنزلية نتيجة تذبذب التيار اثناء عودته مرة أخري, كما يتضرر كثير من الطلاب الذين يؤدون امتحاناتهم خلال هذه الفترة خاصة طلاب الثانوية العامة وبعض الجامعات, فضلا عن شكوي بعض ربات البيوت من افساد الأطعمة وحتي المرافق الرئيسية كالبنوك يتعطل عملها واعمال التصحيح في الكونترولات وغيرها تصاب بالبطء الشديد بحسب شكوي العاملين باحد البنوك الحكومية بمنطقة تريومف( بمصر الجديدة). ولكن شكوي معظم المواطنين في بعض المحافظات والقري تؤكد إنهم يعيشون في حالة تقترب من الظلام في الايام العادية حيث لايمكنهم استخدام اكثر من لمبة لاتتعدي50 وات أو أكثر ليلا لضعف التيار وهذا يحدث كما يقول تامر جمعة موظف بالاهرام واحمد سند وايهاب الجمل بمركز أشمون محافظة المنوفية. مما يترتب عليه الحياة في الظلام... كما ان قرية الكوادي تتعرض لانقطاع التيار مرات عديدة وفصل تام للكهرباء يستمر عدة أيام بسبب الاحمال الزائدةالناتجة عن قدم المحولات مع ضغط ثلاجات حفظ الخضراوات والفاكهة الخاصة بالتجار, كما ان كثيرا من المنازل حدث بها تلف للأجهزة الكهربائية وهذا يتكرر في كثير من المحافظات ولايقتصر علي القاهرة وحدها. كما يقول عبده عبدالرحمن بشارع عبده مراد بارض اللواء ومايكل أبوالخير بمدينة نصر وايمن الجندي وسعد فيصل بحي الجناين بمحافظة السويس ورضا شوقي بحي الاربعين وهي شكاوي من تذبذب التيار بعد انقطاعه وتلف الأجهزة التي لايدخل تلفها بسبب تذبذب التيار الكهربائي الصيانة ويوكد البعض أن رد المسئولين يكون بعدم مسئوليتهم عن فصل الكهرباء. ويقول د. أكثم أبوالعلا وكيل وزارة الكهرباء والمتحدث الإعلامي.. بأنه في الظروف الطبيعية يوجد خطة لمجابهة مايطلق عليه أحمال الصيف لأن محطات التوليد تتطلب برامج صيانة بعد عدد معين من ساعات العمل بحسب طبيعة عمل كل محطة وجداول الصيانة إما دورية أو صيانة طواريء وكل محطات التوليد في مصر تخضع للصيانة فبينما تخضع محطات الكهرباء للصيانة في فترة الشتاء لانه أقل حدة في أحماله عن الصيف.. والحالات الوحيدة التي تجري لها الصيانة ضيفا هي الطواريء. وفي ظل موجة الحرارة الشديدة التي مرت بها البلاد مؤخرا سجلت الأحمال الكهربائية معدلات لم تصل لها من قبل حيث ارتفعت إلي22.750 ميجاوات متجاوزة كل الارقام القياسية التي سجلت من قبل في السنوات السابقة والتي لم تتعد18 ألف ميجاوات فأقل... هذه القفزة النوعية التي وصلت إلي ثلاثة آلاف ميجاوات اضافية بحسب ماسجله مركز التحكم تصل نسبتها إلي13.5% بما يعادل قدرات توليد محطات كهرباء تبلغ استثماراتها20 مليار جنيه, تستخدم في ساعات الذروة فقط وهذا عبء اقتصادي, حيث ترتفع خلال ساعات الذروة معدلات الاستهلاك إلي اكثر من20 ألف ميجاوات تتحملها شبكات التوليد ومحطات الكهرباء مما يؤدي إلي خروج بعض الكابلات والوحدات من الخدمة ويضطرنا إلي قطع الكهرباء عن المناطق بالتناوب وذلك إنقاذا للشبكة من الانهيار, ويجري ذلك في بعض المناطق وخلال مدة زمنية محدودة خلال وقت الذروة. ويري دكتور اكثم ان القفزة الهائلة في معدل الاستهلاك الكهربي ترجع اسبابها إلي انه أضيف الي مصر2,3 مليون جهاز تكييف خلال السنوات الثلاث الأخيرة, حيث ثبت علميا ان عدد اجهزة التكييف بمصر لم تكن تتجاوز700 الف جهاز حتي عام2007 قفزت الي3 ملايين جهاز وهذا يعني ان هذه القفزة وحدها تحتاج الي طاقة كهربية تعادل12,5% من الحمل الأقصي. وعن شكوي مواطني بعض المناطق من ان تغذية مناطق معينة يأتي علي حساب مناطق أخري تنقطع عنها الكهرباء فترات طويلة, يقول لدينا شبكة موحدة يستحيل معها ان يأخذ تيار من منطقة ليغذي أخري هذه الشبكة نشبهها بحمام السباحة يتم السحب منها في كل الاتجاهات, ولكن ما يحدث هو ان يتم الفصل للتيار لمدة ساعتين ويتم ذلك عن طريق شركات التوزيع وطبقا للموزعات حيث يتم فصل موزع موزع كل منها لمدة ساعة وهذا ينطبق علي كل محافظات مصر. أما بالنسبة للمناطق الصناعية يقول دكتور اكثم ان نسبة كبيرة من اصحاب المصانع لا تتعاون للاسف فيما يختص بتغيير الاحمال الخاصة بها إلي خارج أوقات الذروة علي الرغم من أننا نطلب منهم تغيير معدلات الاحمال في وقت الذروة, بحيث تكون أقل احمالا في هذا الوقت, ولكن للأسف كثير من أصحاب المصانع لا يكترث بذلك حيث ان الكهرباء التي يحصلون عليها تعتبر رخيصة ولأنهم لا يدفعون تكلفتها الحقيقية.. ولانه ليس هناك إجبار لهم قانوني في ذلك, فنحن نقوم حاليا بدراسة واختبار بعض وسائل الضغط علي هؤلاء وكل ما يحدث في كثير من دول العالم ومنها ما يطلق عليه بالتعريفة المزدوجة.. بحيث تحاسب هذه المنشآت في الاوقات العادية بالتعريفة العادية, اما خلال فترة الذروة فتكون المحاسبة بتعريفة مختلفة اعلي من العادية. وبناء علي ذلك يقول الدكتور اكثم ابو العلا انه يجري حاليا إنشاء أول محطة شمسية حرارية بمنطقة الشرق الاوسط باجمالي قدرة تصل الي140 ميجاوات, ومن المخطط الانتهاء من تنفيذها خلال الشهور القليلة القادمة. وهذا المشروع يعد احد أربعة مشروعات تقام علي مستوي العالم ويدخل ضمن خطة قطاع الكهرباء والطاقة لتنمية استغلال الطاقات المتجددة باعتبارها طاقات صديقة للبيئة ومستديمة. ويشير مهندس عبد الرحمن صلاح رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة إلي ان اتجاه وزارة الكهرباء يسير نحو الطاقة المتجددة, وذلك من خلال خطة خمسية تستهدف20% من هذه الطاقة يتم توليد12% منها من الرياح, و8% من الشمس والماء وذلك بحلول عام2020, وقد بدأ ذلك بالفعل بناء اول محطة شمسية حرارية في منطقة جنوب حلوان بالكريمات بقدرة120 ميجاوات حرارية و20 ميجاوات شمسية, وهي تعد المحطة الأولي بالشرق الاوسط. أما دكتور مسلم شلتوت نائب الاتحاد العربي لبحوث الشمس والفضاء يدعو الي نشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية جماهيريا بوصفها البديل الآمن في المستقبل في ظل أزمات الوقود غير المتجدد, كما يدعو الحكومة الي ضرورة تعزيز هذا الاتجاه, والاستفادة من التجربة الالمانية, حيث وفرت الحكومة هناك لكل بيت علي حافة المزارع ألواحا شمسية زرقاء تنتج كهرباء تكفي لاستخدام المواطنين لتقليل الاعتماد علي الطاقات الاخري غير المتجددة.