حرق المخلفات يعتبر إهدارا للطاقة الجديدة كما يؤكد خبير الطاقة د. علي حسنين عوض. إن الطاقة ثروة يجب الحفاظ عليها خاصة أن مصر تنتج مايقرب من35 مليون طن سنويا من المخلفات. التي تعتبر بالأساس منجما لمواد عضوية تضم بين خلاياها272 ألف طن نيتروجين و38 ألف طن فوسفور و344 ألف طن بوتاسيوم. ويشير الي ان حرق هذه المخلفات يؤثر علي المكونات الحيوية والعضوية في التربة, وبالتالي تفقد عوامل مهمة من عوامل تكوينها بالاضافة الي اسهامها في تلوث الهواء المحيط بالبيئة الزراعية, وإصابة العديد من المزارعين بالأمراض الصدرية. ويضيف: من هنا فإن قش الأرز وباقي المخلفات الزراعية يعتبر كنزا ثمينا يجب أن يستفاد منه في انتاج العديد من المنتجات ذات العائد الاقتصادي الكبير. لكن كيف جاءت الفكرة؟ تقول فاطمة العماري مسئولة النشاط في جمعية رسالة الخيرية جاءت الهداية لفكرة تجميع واعادة تصنيع الأوراق من منطلق الحفاظ علي البيئة فهي تعتبر حملة نظف بيئتك أعمل خير حملة بيئية اقتصادية خيرية أي أنه بدلا من تقطيع أوراق الأشجار لتصنيع الأوراق التي نستخدمها نقوم بتجميع كل الأوراق المهملة ونقوم باعادة تصنيعها والمناطق التي كانت أكثر تجاوبا هي محافظة المنيا وبني سويف والمنصورة ومركز مغاغة والصف وناهيا. وتوضح أن شباب جمعية رسالة يقومون بتجميع الأوراق والجرائد والكتب والكراسات ثم يقومون بفرزها واستخدامها في أشياء مفيدة مثل التصوير أو استعمال الكتب في دروس محو الأمية أو دروس التقوية التي تحرص الجمعية علي استمرارها أو تسيير قوافل الخير لمساعدة الأسر الفقيرة بإعطاء الكتب لأولادهم الذين هم في مراحل دراسية مختلفة, أما الكتب العلمية فتدخل في مكتبة الجمعية للاستعارة أو اقامة معارض لتسويق الكتب بدلا من اهدارها أو حرقها أما باقي الأوراق فتحمل الي المصانع لاعادة تصنيعها بحيث يتم فرمها ومعالجتها كيميائيا. ويقول سمير محمود عطية متعهد المرتجعات انه أحيانا تأخذ الجهات أو المؤسسات الصحفية المرتجع ويباع مرة أخري للتاجر مقابل مبلغ مادي كنوع من أنواع المصاريف فغالبا تبيع شركات القطاع العام استوكات الورق بالطن للتجار وتمر بعدة مراحل من فرز وفرم وإعادة تصنيع, وآخر مرحلة تصنف علي حسب خام الورق ويتابع أنه كان الورق في الماضي يستخدم في لف الساندوتشات لكن الأن وبعد منع هذه العادة لما تسببه من أمراض بسبب حبر الطباعة الذي يبهت علي الأيدي ويضر بصحة الأطفال فإن النوعية الأخري من الورق الأبيض تستخدم في أوراق المناديل. أما ورق الدشت والجرائد فالحل الوحيد المناسب له هو الفرم لأن خامته ضعيفة ورديئة واعادة تصنيعه هي لاستخدامه في أوراق كراتين الفاكهة ولف الزجاج واللحوم وهذه المرحلة تتكلف الكثير من المبالغ المالية التي تتراوح بين450 و800 جنيه في مرحلة نقل وتصنيع الأوراق. ويحذر الدكتور جميل سويدان أستاذ أمراض الصدر والحساسية من أن السحابة السوداء الناتجة عن حرق أوراق القمامة وقش الأرز تبدأ غالبا في النصف الثاني من شهر سبتمبر وتستمر حتي نهاية شهر أكتوبر وتسبب الكثير من الحساسية التي تتحول الي مرض مزمن محذرا من الأمراض الصدرية وضيق التنفس أيضا.