شغل المأزق الذي مر به يوفنتوس خلال الموسم المنصرم عناوين الصحف والنشرات الاخبارية الرياضية في ايطاليا, لكن لم يع الايطاليون الا مؤخرا حجم تأثير المشكلة التي اختبرها فريق السيدة العجوز علي حظوظ منتخب الازوري في الاحتفاظ بلقبه بطلا للعالم. يعتبر يوفنتوس احد اكبر واكثر الفرق الايطالية نجاحا وبالتالي لم يكن مفاجئا ان يقوم مدرب المنتخب مارتشيلو ليبي باستدعاء ثمانية لاعبين من بيانكونيري الي التشكيلة الاولية لمونديال جنوب افريقيا.2010 والدليل الابرز علي حجم التمثيل والتأثير الذي يتركه يوفنتوس بمنتخب الازوري كان في المباراة التي جمعت الاخير مع بلغاريا(2- صفر) العام الماضي في التصفيات المؤهلة الي نهائيات العرس الكروي اذ تواجد سبعة لاعبين من يوفي في التشكيلة الاساسية, فيما جلس لاعب ثامن علي مقاعد الاحتياط. هذه الاحصائيات تدل علي الصلة التي تربط يوفنتوس بالمنتخب ومدربه ليبي الذي يعرف الفريق تماما كونه اشرف عليه في السابق, لكن ما كان يعتبر في السابق نقطة قوة بالنسبة للمنتخب اصبح الان نقطة ضعف. قدم عملاق تورينو موسما مخيبا للغاية وفشل حتي في الحصول علي احد المراكز الاربعة الاولي المؤهلة الي مسابقة دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل وهو سيكتفي بالمشاركة في مسابقة الدوري الاوروبي يوروبا ليغ بعدما انهي الموسم في المركز السابع الذي لا يؤهل صاحبه للمشاركة الاوروبية, الا ان وصول انتر ميلان بطل الدوري وروما وصيفه الي نهائي مسابقة الكأس سمح لبيانكونيري في ان يحجز مقعده الاوروبي لان الاولين سيشاركان في دوري الابطال. وكان يوفنتوس ودع دوري الابطال بطريقة مذلة بعد خسارتها في معقله وبين جماهيره امام بايرن ميونيخ الالماني1-4 في الجولة الاخيرة من الدور الاول, فتحول للمشاركة في يوروبا ليغ لكن الحال لم تكن افضل في هذه المسابقة اذ خرج علي يد فولهام الانجليزي بعد خسارته1-4 ايضا في لندن في الدور ربع النهائي الذي كان محطته الاخيرة ايضا في مسابقة الكأس المحلية. وكل من شاهد المباريات التي خاضها يوفنتوس هذا الموسم يدرك السبب الذي يقف وراء هذه النتائج المخيبة للغاية وهو متمثل بالدفاع المتواضع, ما يعني ان ما كان يعتبر نقطة قوة المنتخب الايطالي اصبح نقطة ضعف يوفنتوس, وهذا الامر قد يترك ظلاله علي مشاركة ازوري في جنوب افريقيا.2010 وتظهر الاحصائيات الي اي مستوي وصل اليه دفاع يوفنتوس الموسم المنصرم لان شباك الفرق اهتزت في56 مناسبة خلال38 مباراة خاضها في الدوري المحلي, ما يجعله صاحب خامس اسوأ دفاع في الدوري, وحتي ان شباكه تلقت اهدفا اكثر من اتالانتا(53) الذي هبط الي الدرجة الثانية. اما بالنسبة للاعبي يوفنتوس الاخرين في المنتخب فهناك المهاجم فينشنزو ياكوينتا الذي لم يشارك اساسيا في الموسم المنصرم سوي في11 مباراة في الدوري المحلي, والوضع لا يختلف بالنسبة لزميله الجناح الايمن ماورو كامورانيزي الذي لعب14 مباراة فقط كأساسي, في حين ان كلاوديو ماركيزيو يفتقر الي الخبرة ولم يرتق حتي الان الي مستوي الطموحات والتوقعات. والمشكلة التي واجهت ليبي هي ان المدرب الفذ لم يجد البديل الذي بامكانه ان يرتقي الي مستوي التحدي, فاذا ما نظرنا الي خط الدفاع نجد ان هناك لاعبين يفتقرون الي الخبرة والاحتكاك مثل ماتيو كاساني( باليرمو) وسالفاتوري بوكيتي( جنوي) وليوناردو بونوتشي( باري) المفترض ان يكونوا بدلاء لكانافارو وكييليني في قلب الدفاع. ولم يلعب هذا الثلاثي اي مباراة مع الازوري في مسابقة رسمية حتي الان, وهو يملك في سجله الدولي حفنة من المباريات الودية. كما لا يملك ليبي اي بديل طبيعي لكامورانيزي في الجهة اليمني والامر ذاته ينطبق علي ياكوينتا بعدما تم استبعاد لوكا توني عن التشكيلة. وهذه المعطيات وضعت ليبي امام خيارين بالنسبة لجنوب افريقيا2010, اما ان يحافظ علي كتيبة يوفنتوس المخضرمة والمنهكة او يغامر بخوض العرس الكروي بتشكيلة يهيمن عليها عامل الافتقاد الي الخبرة.