في الجزء الثاني من قضية الاسبوع يكشف د.حاتم الجبلي عن رؤيته لتطبيق قانون زرع الأعضاء وتشكيل اللجنة العليا التي من المقرر أن تتولي الاشراف علي التنفيذ. كما يجيب عن التساؤلات حول رواتب الأطباء والنقص في هيئات التمريض ومستقبل كليات الطب. البداية كانت حول قانون زرع الأعضاء وما يتردد عن أن هذا القانون قد يساهم في تكريس تجارة الأعضاء لتصبح تجارة بالقانون؟! لقد انتهينا من صياغة لائحته التنفيذية وهي موجودة الآن في مجلس الدولة, ولا يمكن سريانه بدون اقرارها, كما أنني لا استطيع أيضا إصدار قرار بتشكيل الهيئة المختصة بتطبيق القانون وإن كنت قد حددت بعض الأسماء للجنة العليا وهم: د.حسام كامل رئيس جامعة القاهرة, ود.عبدالحميد أباظة, ود.حسن أبوالعينين بالمعهد القومي للكبد, ود.منجي فتحي. واعتقد أن القانون الجديد سيمنع التلاعب والمتاجرة في الأعضاء كما أنه سيشدد العقوبات, فلو أجريت عملية زرع من متبرع دون موافقة مسبقة وفي مكان غير مصرح به ثم توفي فستكون التهمة قتل مع سبق الاصرار وستنطبق العقوبة علي الوسطاء أيضا. تعليم الإدارة! * بصراحة هل الإدارة الحالية قادرة علي تطبيق قانوني التأمين الصحي وزرع الأعضاء؟ ** حتي لا نلوم أحدا, يجب أن نعترف بأننا لم ننفق جيدا علي تعليم الإدارة, فأي طبيب نجعله مديرا لمؤسسة علاجية لكنه يحتاج لتمرينه من10 إلي12 سنة, ولعلاج هذه المسألة فقد عقدنا اتفاقا مع جامعة هارفارد وبموجبه نقوم بتدريب65 مديرا من الإدارة الوسطي بالوزارة سنويا وقد تخرجت المجموعة الأولي وسنبدأ توزيعهم علي المستشفيات وتدريجيا سيحدث الأثر الايجابي الذي نسعي إليه, وقد بدأنا ولن نري النتائج قبل10 سنوات لكننا لا نستطيع أن نترك الوضع القائم منذ50 عاما كما هو. أما بالنسبة للتأمين الصحي فالمجموعة التي ستتولي إدارته نخضعها لتمرين خاص للغاية في الوحدات الصحية وبعض المستشفيات, وبناء كوادر إدارية من أصعب ما يكون! مستشفيات الحكومة ودار الفؤاد! * الحقيقة أنك عندما توليت الوزارة توقع الكثيرون أن تصبح مستشفيات الحكومة مثل دار الفؤاد التي كنت تديرها؟ ** العمل في الحكومة مختلف, ولا أستطيع في يوم وليلة أن أغير طريقة تفكير الناس, لكنني بدأت الاهتمام بالقطاع الإداري داخل المستشفيات الحكومية وجعلت لهم كادرا خاصا بالوزارة, و40% من مديري المستشفيات متفرغون ويحصلون علي مرتبات تتراوح بين7 آلاف و25 ألف جنيه شهريا, وهذا لم يكن موجودا من قبل, أيضا سوف نقيم أكاديمية للقادة وستبدأ نشاطها في سبتمبر2011. وإذا كنا نريد تحويل جميع مستشفياتنا لتصبح كدار الفؤاد فإننا سنحتاج إلي ميزانية170 مليار جنيه سنويا, فمن أين نحصل عليها؟! * هذا يدفعنا للحديث عن إعداد وتأهيل الأطباء؟ ** هذه المسألة أكبر من وزارة الصحة لأن وزارة التعليم العالي مسئولة ومعها وزارتا التربية والتعليم والمالية, لكن رغم مقاومة أصحاب المصالح فقد وصلنا الآن إلي مشروع موحد لشهادة قومية للماجستير والدكتوراه والزمالة, وهذا المشروع مطروح الآن أمام مجلس الدولة لمراجعته. ولو تمت الموافقة عليه فسيصدر به قرار جمهوري, لكن هناك معارضة من بعض أساتذة الجامعات وأعلم تماما أسباب معارضتهم, ومنها رغبتهم في إبقاء أطباء وزارة الصحة تحت سيطرتهم وتستمر معاملتهم غير العادلة في بعض الجامعات. أيضا كنت قد بدأت في عامي2006 و2007 صياغة مشروع قانون التنمية المهنية المستدامة الذي يحدد الدورات التدريبية والمهارية اللازمة للخريج, وعدد النقاط اللازمة لإعادة تسجيله في سجل الاخصائيين والمشروع الآن جاهز لكن أجندة مجلس الشعب ممتلئة وسيطرح المشروع للنقاش في الدورة البرلمانية القادمة مع مشروع قانون الصيدلة. * هل توافقنا الرأي أن هناك مستشفيات لا تصلح مبانيها لتقديم خدمة علاجية؟ ** اعترف بأن هناك نحو75% من مستشفيات مصر أنشئت مجاملة للبعض, ولهذا فقد أعدت الوزارة كودا هندسيا للمباني الصحية واعتمده وزير الإسكان منذ3 أسابيع وسيتم تطبيق المرحلة الأولي منه بداية من يناير المقبل ولن يستطيع أحد الحصول علي ترخيص إنشاء مستشفي دون مطابقته لهذا الكود. * في بداية توليك الوزارة ذكرت أن أولوياتك لتطوير الوحدات الصحية ومرفق الإسعاف والمستشفيات فما الذي تحقق؟ ** لقد جددنا1300 وحدة من بين5 آلاف وحدة ولم يكتب أحد عنها كلمة واحدة, ولم يشر أحد أيضا إلي التغيير الذي حدث بمرفق الإسعاف, ولدينا خطة لبناء وتجديد38 مستشفي بنهاية هذا العام في الأقصر وكفر الدوار ومدينة بدر ومرسي مطروح وبني سويف وغيرها, لكن المشكلة أن الإعلام يهتم فقط بما يحدث في القاهرة وكأن مصر هي العاصمة.. وهذا الأمر في منتهي الخطورة! * كيف ستطبق التأمين الصحي علي الأسر التي تستخرج الكارت الذكي؟! ** نحن ملتزمون بالخدمة الصحية بموجب كارت الأسرة وسنبدأ أول مرحلة بمحافظة السويس يوم السبت12 يونيو والتمويل عن طريق قرض قيمته75 مليون دولار خصصه البنك الدولي لعمل تأمين صحي لغير القادرين. * ما سبب الصدام بين الوزارة ونقابة الصيادلة؟ ** المشكلة سببها السياسيون أصحاب الطموحات الشخصية في النقابة. مرتبات الأطباء * هل يستطيع الطبيب أن يعيش حياة كريمة بمرتبه؟ ** لقد استطعت تحقيق زيادة غير مسبوقة في مرتبات الأطباء ولكني لا اعتبر أن هذا يكفي, إلا أنني أود أن أوضح أن الدولة تتحمل مليارا و363 مليون جنيه زيادة في مرتبات الأطباء الآن مقارنة بعام2005, كما أننا رفعنا مرتبات فئات كثيرة منهم بنسب تتراوح بين125% إلي400% وستزيد مرتباتهم بعد تطبيق نظام العلاج علي نفقة الدولة الجديد, حيث سيخصص40% من الدخل للأطباء. * وماذا عن الممرضات وأزمة التمريض؟ ** لقد غيرنا مناهج التمريض بالكامل ورفعنا مدة الدراسة في مدارس التمريض من3 إلي5 سنوات وأول دفعة تخرجت في أكتوبر الماضي, وتستطيع الخريجة الآن العمل في العمليات والكلي الصناعية, لقد بدأنا التغيير ووضعنا الناس علي الطريق السليم, كما أننا استعنا بممرضين رجال لأن الممرضات السيدات لهن مشكلات كثيرة ولا يستطعن السهر ليلا وعندما تتزوج تترك العمل, والآن لدينا نقص في التمريض40 ألف ممرضة, وبالنسبة للاخصائيين في عربات الإسعاف فهم يتخرجون في مدرسة التمريض للعمل في مهنة فني صحي ويبدأ المرتب من700 جنيه ليصل إلي1800 ومع الإضافي يبلغ2000 جنيه. * في بورفؤاد لا يوجد مستشفي واحد.. ما ردك؟ ** أعترف بأننا مقصرون في حق هذه المدنية وفي حق مدن وأقاليم أخري بعيدا عن العاصمة, لكننا سنتدارك هذا الأمر, فمن بين112 مستشفي سوف نبنيها هناك100 مستشفي خارج القاهرة ينتهي العمل فيها العام المقبل, وقد كلفنا أحد المكاتب الاستشارية الأمريكية بعمل نماذج محددة لمستشفيات عامة سعة100 سرير و200 سرير ونماذج لمراكز أورام ومستشفيات أطفال وفق مواصفات يجب الالتزام بها حتي لا تحدث خلافات مع المقاولين كما حدث في مستشفيات أخري سبق أن توقف العمل فيها بسبب هذه الخلافات. ولدينا خطة من2010 إلي2020 لبناء7 مستشفيات جديدة بالقاهرة سعة200 سرير للمناطق التي تحتاج مثل الشرابية والخليفة وغيرهما, ويجب أن ننظر إلي الاحتياجات الفعلية للسكان حتي50 سنة مقبلة وليس حسب ما يتراءي لنائب بالبرلمان أو عضو بمجلس محلي أو لمحافظ. * إذا كنتم تسعون لتخفيض عدد الطلاب المقبولين بكليات الطب فلماذا تزيدون المقبولين بطب الأسنان؟ ** لتعويض الأعداد التي تخرج إلي المعاش ولنغطي الزيادة في عدد السكان.. أما بالنسبة لتخفيض أعداد المقبولين بكليات الطب فلأننا نحتاج إلي نحو4 آلاف طبيب سنويا بينما كان عدد الخريجين6500 استطعنا تخفيض عددهم بمعدل1500 سنويا منذ عام2006 وسنواصل التخفيض في العدد لنرفع الكفاءة ومستوي التعليم ونزيد المرتبات. * بعد نحو4 سنوات في الوزارة هل لاتزال محتفظا بتفاؤلك؟ ** أنا شخصيا متفائل أكثر مما كنت لأنني لا أري أشياء كانت تصدمني عندما توليت منصبي عام2006, فعملي كوزير يجعلني أطور وأصلح طوال الوقت لأن هذه عملية إدارية لا تتوقف عند نقطة معينة وسأظل أبذل جهدي, ومن سيأتي بعدي لن يتوقف عن مواصلة العمل وبذل الجهد.. المهم عندي أن أنجح في تغيير فكر الناس!
شارك فيها:حسن فتحي أسامة عبدالعزيز عزت عبدالمنعم ماري يعقوب عبير الضمراني حنان حجاج أحمد فرغلي شريف عبدالباقي من وزارة الصحة:د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أعدها للنشر: طارق مهدي