اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    كامل الوزير: القطار السريع سيغير وجه مصر    "هواوي كلاود" و"نايس دير" توقعان عقد شراكة استراتيجية لدعم التحول الرقمي في قطاعي التكنولوجيا الصحية والتأمين في مصر    مديرية صحة الفيوم تنظم تدريبًا متخصصًا في التحول الرقمي والأمن السيبراني للموظفين.. صور    واشنطن: تصويت مجلس الأمن ضد مشروع القرار الأمريكي يعني العودة إلى حرب غزة    المندوب البريطاني بمجلس الأمن: يجب إحلال السلام في غزة والمنطقة    مجلس الأمن يعتمد القرار الأمريكي بشأن غزة    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    مندوب بريطانيا: التصويت لصالح القرار محطة أساسية لتنفيذ خطة السلام    أمين عام حلف الناتو يشيد بالنهج الأمنى العملى لفنلندا ودورها فى الدفاع الأوروبى    ضبط 400 كجم لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي ضمن حملة رقابية على الأسواق بمدينة أوسيم    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    ندوة البحوث الإسلامية تسلط الضوء على مفهوم الحُرية ودورها في بناء الحضارة    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن تستقبل وفدًا من قادة كنائس أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة    عبد اللطيف: نهدف لإعداد جيل صانع للتكنولوجيا    أوقاف البحيرة تنظم ندوة حول مخاطر الذكاء الاصطناعي بمدرسة الطحان الثانوية    رئيس حي شرق شبرا الخيمة بعد نقل مكتبه بالشارع: أفضل التواجد الميداني    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة الإثنين    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد وتداهم عددًا من المنازل    فلسطين.. مستعمرون يطلقون الرصاص على أطراف بلدة سنجل    نتيجة وملخص أهداف مباراة ألمانيا ضد سلوفاكيا في تصفيات كأس العالم 2026    هولندا تسحق ليتوانيا في تصفيات كأس العالم    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية    حسام حسن يهاجم منتقديه: البهوات اللي في الاستديوهات اهدوا شوية    طولان: أشركنا 8 لاعبين جدد ضد الجزائر.. وعمر فايد لاعب رائع    أكرم توفيق: الأهلي بيتي.. وقضيت بداخله أفضل 10 سنوات    فرنسا تواجه كولومبيا وديا قبل مواجهة البرازيل    الكشف عن أول طائرة عمودية كهربائية في معرض دبي للطيران.. فيديو    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين بطلق ناري في ظروف غامضة بقنا    السيطرة على حريق داخل مستودع أنابيب غاز بقرية عرابي في الإسكندرية دون إصابات    القبض على عاطل سرق مليون جنيه ومشغولات ذهبية بعد اقتحام شقة بالشيخ زايد    ضبط التيك توكر دانا بتهمة نشر الفسق والفجور في القاهرة الجديدة    بالأسماء.. وفاة شخصان في حادث مرور بمنطقة القباري في الإسكندرية    "الزراعة": بدء الموسم التصديري الجديد للبرتقال المصري منتصف ديسمبر المقبل    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    صدور ديوان "طيور الغياب" للشاعر رجب الصاوي ضمن أحدث إصدارات المجلس الأعلى للثقافة    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    تطورات حالة الموسيقار عمر خيرت الصحية.. وموعد خروجه من المستشفى    «ملك مش مجرد لقب».. مصطفي حدوته يوجه رسالة للكينج محمد منير في أحدث ظهور له    مستشفى الشروق المركزي ينجح في عمليتين دقيقتين لإنقاذ مريض وفتاة من الإصابة والعجز    أفضل أطعمة لمحاربة الأنيميا والوقاية منها وبدون مكملات    توقيع الكشف الطبى على 1563 مريضا فى 6 قوافل طبية مجانية بالإسكندرية    عمرو أديب يستنكر صمت الأحزاب عن تجاوزات انتخابات النواب قبل تدوينة الرئيس السيسي: كنتم فين؟!    توقيع الكشف الطبي على 1563 مريضًا خلال 6 قوافل طبية بمديرية الصحة في الإسكندرية    شروط استحقاق حافز التدريس للمعلمين    ارتفاع تدريجي في الحرارة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء 18 نوفمبر 2025    تأجيل محاكمة 29 متهما بقضية خلية العملة لجلسة 3 فبراير    غيرت عملة لشخص ما بالسوق السوداء ثم حاسبته بسعر البنك؟ أمين الفتوى يوضح    "من أجل قلوب أطفالنا"، الكشف الطبي على 288 حالة في مبادرة جامعة بنها    أحمد فوقي: تصريحات الرئيس السيسي تعكس استجابة لملاحظات رفعتها منظمات المتابعة    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    بث مباشر.. مصر الثاني يواجه الجزائر للمرة الثانية اليوم في ودية قوية استعدادًا لكأس العرب    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 06 - 2010

‏فاز الحرس لأنه جعل الانتصار خياره الوحيد‏..‏ في سوق الكورة‏'‏ اشتري سبعة وبيع سبعة‏'‏ لأجل أن تشتري سبعة‏!‏ **‏ شاهدت يوم الاثنين الماضي مباراة كروية أظنها مختلفة شكلا ومضمونا وتوقعا ويقيني أن تركت لنا معرفة يعرفها من يريد أن يعرف‏...‏ أتكلم عن نهائي كأس مصر وطرفها الأول صاحب الشعبية الهائلة الأهلي بطل الدوري هو أكبر ناد حصولا علي بطولات في مصر والمنطقة بأكملها وكيف لا يكون وفي قلعته ومعقله‏108‏ بطولات منها‏35‏ دوري و‏35‏ كأس مصر و‏14‏ بطولة أفريقية إلي آخر البطولات السوبر والعربية والأفروآسيوية‏...‏ والطرف الثاني حرس الحدود وكل ما يحمله من ألقاب بطولتا كأس مصر وكأس السوبر والاثنتان حصل عليهما في نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي‏...‏
أتكلم عن مباراة بين طرفين لا وجه للمقارنة بينهما لا في تاريخ ولا حتي جغرافيا‏!.‏ كل التوقعات تصب في مصلحة الأهلي علي أساس خبرات البطولة التي تراكمت لديه وإمكانات النجوم الموجودة عنده والجماهير الطاغية التي تقف وراءه‏...‏
كل التوقعات أشارت إلي شيء والذي حدث في المباراة أكد أشياء مختلفة جذريا‏...‏
أكد أن النتائج لا تأخذ في اعتبارها النجومية والخبرات والجماهيرية لكن الاعتبار كله الذي يصنع النتيجة متوقف علي اللحظة وما فيها من عطاء‏...‏
واللحظة في الحالة التي شاهدناها يوم الاثنين‏..‏ أقصد بها مباراة امتدت إلي‏120‏ دقيقة وذهبت إلي ركلات الترجيح‏...‏
جهد وعطاء وتوفيق كل فريق في المباراة هو الذي حسم النتيجة مع كل الاحترام للتوقعات والتاريخ والخبرة والنجومية‏...‏
العطاء في اللحظة هو الفيصل‏..‏ والإجابة في الامتحان‏..‏ في وقت الامتحان‏..‏ هي التي تصنع النجاح أو تجلب الرسوب مع احترامنا لكم الدروس الخاصة التي أخذها والنتائج السابقة علي هذا الامتحان‏..‏ كله فوق دماغنا لكن الأهم‏..‏ اللحظة‏..‏ لحظة الامتحان والإجابة فيها‏...‏
وفي كرة القدم‏..‏ الفريق يستعد جيدا والفريق لديه الخبرة ويملك النجوم والفارق هائل بينه وبين منافسه ومع هذا‏...‏
النتيجة متوقفة علي اللحظة‏..‏ لحظة المباراة والعطاء فيها والتوفيق بها‏...‏
مباراة الاثنين الماضي بدأت وانتهي شوطها الأول وثلثا الثاني والأهلي لم يأت‏...‏
الفريق موجود في الملعب ويلعب لكنه لم يحضر بعد إلي المباراة‏..‏ أي لا تأثير للاعبين بما يشير إلي أنهم غير موجودين وهذا الأمر استمر إلي ما قبل نهاية المباراة بثلث ساعة‏...‏
‏70‏ دقيقة حرس الحدود فيها له السيطرة وله الكلمة وله النتيجة وهي التقدم بهدف وهذه النتيجة لا تعبر عن سير الأحداث لأن الشوط الأول نتيجته المنطقية‏1/3‏ للحرس وهذه النتيجة كان يمكن أن تزيد في ال‏20‏ دقيقة الأولي من الشوط الثاني الذي تذكر الأهلي في آخر‏20‏ دقيقة منه أن المباراة تهرب منه فضغط بكل خطوطه إلي أن سجل هدف التعادل وبعده أهدر أهدافا لا تهدر للتسرع ولعدم التوفيق ولتوفيق حارس مرمي الحرس الرائع علي فرج‏..‏ وذهب الفريقان إلي الإضافي ثم الترجيح الذي حسمه الحرس وفاز بالكأس عن استحقاق لم يسقط عليه من السماء إنما حققته إرادة فولاذية امتلكها حرس الحدود وهي جزء من أجزاء المعرفة التي تركتها لنا هذه المباراة‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود يعطي الأمل لكل إنسان في أي مجال‏..‏ بأنه لا مستحيل علي ظهر الأرض ولا أفضلية مطلقة في أي شيء وأن النجاح من عدمه متوقف علي الإنسان نفسه وعلي ثقته بنفسه وعلي الهدف الذي حدده لنفسه‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود يؤكد لنا أنه لا نتائج مسبقة في أي عمل والأمر متوقف علي فكرك وجهدك وثقتك وفي إصرارك وفي تصميمك وفي يقينك‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود في الملعب من خلال أدائه وانتشاره وتمكنه وهجومه ودفاعه‏..‏ رأيت أنه لم يلتفت للتوقعات ولم يتأثر بأنها مباراة بطولة ولم يضع في ذهنه أنه يواجه بطل الدوري ولم يخطر علي باله أن الجماهير الغفيرة تهتف لمنافسه وتشجع منافسه‏...‏
رأيت فريقا واضح أنه يعرف ماذا يفعل وماذا يريد‏..‏ وأن عنده مهمة ولديه هدف وواثق تماما في إمكاناته وقدرته علي الإنجاز‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود جاهزا فنيا وبدنيا والأهم نفسيا‏..‏ جاهزا لتحقيق هدف وإنجاز مهمة وليس لتأدية مباراة عذره يسبقها فيما لو خسرها باعتبار المنافس الأهلي بكل بطولاته وبكل شعبيته وبكل نجومه‏!.‏
رأيت فريق الحرس لا يضع في حسبانه فكرة الهزيمة أو إمكانية قبولها وبذلك قطع خط الرجعة علي وجود مبرر يحول بينه وبين الكأس‏..‏ باختصار رأيت فريقا وضع الفوز اختياره الوحيد ولا بديل عنه‏..‏
رأيت فريقا ثقته في نفسه بلا حدود‏..‏ رغم أن ما يملكه من لاعبين هم من رأيناهم بالملعب يلعبون وفوقهم أربعة مصابين‏..‏ وخلاص‏!.‏
رأيت فريقا في عيونه الثقة وفي أدائه التصميم‏..‏ الثقة في النفس وتصميم علي الفوز في مباراة كل الدنيا توقعاتها خلاف هذا ومع ذلك لم تهتز الثقة ولم يتراجع التصميم لأن خلفهما إرادة فولاذية تؤمن بأن المستحيل وهم يعيش في عقول الضعفاء‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود يسيطر علي أغلب فترات المباراة ويتقدم بهدف ويهدر أهدافا ويصل بعد ماراثون طويل إلي ركلات الترجيح وهي في تقديري صعبة بل بالغة الصعوبة والتوفيق له دوره فيها وأيضا الثقة والإصرار والعزيمة لها دورها ولعلنا جميعا رأينا بوضوح هذه الثقة وذلك التصميم في ركلات الترجيح‏...‏
رأيت أنها لم تكن مجرد مباراة تنتهي بفائز وخاسر‏...‏
رأيت فيها ما يستحق التوقف أمامه والتشبث به وإلقاء الضوء عليه‏...‏
رأيت فيها قيمة احترام العمل والإيمان بالأمل والاعتزاز بالنفس والثقة في النفس‏..‏
رأيت ضرورة أن يكون للإنسان هدف وأن يكون الإنسان علي يقين بأن النتائج مرتبطة بفكر وجهد وإصرار وتصميم‏...‏
كل التحية لفريق حرس الحدود لاعبا‏..‏ لاعبا
كل التقدير للجهاز الفني والإداري والطبي بقيادة الكابتن طارق العشري‏..‏
كل الاحترام لإدارة حرس الحدود النادي وحرس الحدود السلاح‏...‏
كل الشكر للمشير طنطاوي علي رعايته للرياضة‏...‏ فعلا‏..‏ من يحرس حدود مصر قادر علي حراسة كأس مصر‏...‏
‏.....................................................‏
‏**‏ حدث الرأي العام سقفه عشرة أيام وبعدها يتراجع الحدث وينساه الرأي العام‏..‏ ولكن‏!.‏
القضايا الوطنية أو الأحداث المرتبطة بقضايا وطنية مستحيل التعامل معها علي أنها حدث رأي عام يأخذ له يومين ويرحل‏..‏ بمعني‏!.‏
انهيار عمارة أو تصادم قطارين أو غرق باخرة أو أي شيء يهم قطاعا كبيرا من الشعب‏..‏ كله يعتبر حدث رأي عام‏..‏ تجده في كل الصحف ومادة أساسية لكل الفضائيات وموضوع الساعة في الشارع‏..‏ والأمر يستمر بهذا الوضع وتلك الأهمية عدة أيام‏..‏ آخرها عشرة وبعدها لا أحد عنده استعداد لقراءة كلمة أو رؤية حرف في هذا الحدث الذي يتراجع إلي أن يختفي وسبحان الله من حدوتة مصر كلها تتناقل حروفها إلي اختفاء تام لا أحد يتذكر كلمة منها‏!.‏
الوضع مختلف جذريا في القضايا الوطنية أو الأحداث المرتبطة بالقضايا الوطنية لاستحالة التعامل معها علي أنها أحداث رأي عام تظهر أياما وتختفي للأبد‏!.‏
مثلا‏..‏ قضية قافلة الحرية اليي هاجمتها دولة الصهاينة في المياه الإقليمية وقتلت‏9‏ نشطاء وجرحت العشرات وصادرت السفن التسع‏..‏ هذه القضية ليست حدث رأي عام ولا يجب أن تكون‏..‏ بمعني أن نهتم بها لأيام وتنسي لأنها ليست مجرد حادث عام إنما هي أزمة مستحكمة وقائمة وتستحكم وتزداد تعقيدا ولا يجب أن نهدأ أو ننسي لأنها ستعود وتطل برأسها وفي كل مرة تكون أشرس من سابقتها لأن الطرف الآخر يعمل بكل قوته ونحن ننسي لأننا ببساطة تعاملنا مع المسألة علي أنها حدث عابر وننسي كل حاجة وكأنها لم تحدث أو أنها انتهت وهم لم ينسوا ونحن نسينا‏...‏
تعالوا نسترجع الموقف من قبل أن يحدث الهجوم البربري علي سفن قافلة الحرية التسع التي كان علي ظهرها معونات للشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة وفوق سطحها‏750‏ من مختلف الجنسيات‏...‏
الدنيا كلها وقفت علي حيلها وأوروبا كلها شجبت وغضبت واستنكرت والوطن العربي كله يغلي‏...‏
هذا الموقف استمر بضعة أيام‏..‏ بعدها الاهتمام تراجع والغضب هدأ والصوت العالي انخفض إلي أن وصلنا إلي لا شيء‏...‏
أن تتعامل أوروبا مع القضية علي أنها حدث رأي عام غضبت وشجبت ثم هدأت وصمتت‏..‏ فهذا متوقع منها لأن أوروبا أصلا معهم وليست معنا‏..‏ والتاريخ يشهد علي هذا والمصالح تؤيد ذلك‏..‏ لكن أن نهدأ نحن ونصمت وننسي فهذا هو الخطر الداهم لأن المشكلة موجودة وتكبر وتتعقد ونحن ننسي ربما لكيلا نتذكر الحقيقة‏...‏
مطلوب ألا ننسي جريمة الصهاينة ضد قافلة الحرية ولا ننسي جرائمهم في الأراضي المحتلة ولا ننسي الطفل محمد الدرة الذي تم ترويعه قبل قتله من خلال جنود صهاينة مدججين بالرشاشات‏..‏ قتلوا الطفل الصغير المختبئ في حجر والده الجالس علي الأرض لا حول له ولا قوة‏...‏
مطلوب ألا ننسي الإجرام الصهيوني بداية من مذبحة دير ياسين ومرورا بقانا ونهاية بضرب سفن ليس عليها سلاح في المياه الإقليمية‏..‏
لا ننسي ولا نجعل العالم ينسي وهذا هو الأهم‏...‏
هذا دورك أيها الشباب العربي‏..‏ والإنترنت عليه صور المذابح وعليه كل المعلومات‏..‏ ودور الشباب إرسال هذه المعلومات وتلك الصور إلي كل الدنيا‏..‏
تعالوا نفكر كيف تدخل صور كل المذابح التي قاموا بها من أول دير ياسين ونهاية بقافلة الحرية‏..‏ تعالوا ندخلها كل بيت في أوروبا وأمريكا‏...‏
تعالوا نطلعهم علي الحقائق لأنهم لا يعرفونها ولأنهم الرأي العام هناك ولأنهم متعاطفون مع الصهاينة بقدر المعلومات المضللة التي تصلهم من إعلام يركبه الصهاينة‏...‏
تعالوا نوجع قلوبهم ونوقظ ضمائرهم ولو فعلنا تكون المرة الأولي في تاريخنا التي تصرفنا فيها بنجاح‏..‏ وحولنا جرائمهم إلي سهام تخترق قلوبهم‏...‏
‏.....................................................‏
‏**‏ هل حاولت أي جهة رياضية أو اقتصادية رصد حركة البيع والشراء الكروي التي نحن الآن في عز السوق الخاص بها؟‏.‏
يقيني أن هذا الموضوع لم يخطر علي البال ولم يمثل أهمية لدي أي جهة رياضية أو اقتصادية بدليل عدم التحرك ورصد ما يتم في مثل هذه الفترة من كل سنة والذي يحدث حركة بيع وشراء وتجديد عقود تتخطي حاجز ربع المليار جنيه‏!.‏
ربع مليار جنيه وأكثر يتم صرفها في أقل من شهر ولا أحد يهتم ولا أحد يكترث وكأن مبلغ‏250‏ مليون جنيه لا قيمة له‏!.‏
هل سأل أحد‏:‏ علي أي أساس يتم تسعير اللاعبين؟‏.‏ وهل أصلا هناك نظام للتسعير أم المسائل بالبركة؟‏.‏ وإن كان هناك أسس للتسعير فما هي وهل تطبق في كل الحالات أم الأمور علي الكيف؟‏.‏
في إيطاليا مثلا الباروميتر هو الذي يحدد السعر وفقا لمعايير السن ودرجة النادي الذي يلعب اللاعب له ومعدل الاشتراك في المباريات وأشياء أخري وإجماليها يضع أساسا لسعر اللاعب‏.‏
في معظم الدول المتقدمة كرويا عمليات البيع والشراء تحكمها الأمور الفنية والنادي لا يشتري والسلام مثلا أي مهاجم إنما الأمر محكوم بالمواصفات المطلوبة في هذا المهاجم وربما تكون المواصفات قدرته علي التحرك بدون كرة أو قدرته علي الاختراق من جهة معينة أو مواصفات جسدية إلي جانب المواصفات الفنية طبعا والصفات الجسدية أن يكون ارتقاؤه عاليا بما يجعله قادرا علي الوصول إلي الكرات العالية بسهولة وإمكاناته الجسدية تمكنه من التفوق في أي التحام مع المدافعين في ألعاب الهواء أو تكون المواصفة المطلوبة في المهاجم مقدرته علي التمرير من لمسة واحدة‏..‏ وهكذا‏.‏
إذن الشراء خاضع لاشتراطات مطلوب توافرها في اللاعب والتحقق من وجودها لا يتم بمشاهدة مباراة أو سماع وجهة نظر وكيل لاعبين إنما بشرائط مسجلة لعدد كبير من المباريات وفي بعض الدول يتم تصوير اللاعب خصيصا بعدد من الكاميرات ترصد كل حركة له في الملعب ومن خلال جهاز معين يتم الحصول علي رسومات بيانية ترصد كل حركة له في الملعب بالكرة وبدون كرة‏..‏ وعلي ضوء هذه البيانات العلمية الدقيقة يتم معرفة إذا ما كان هذا اللاعب هو المطلوب وفقا لاحتياج الجهاز الفني أم لا‏...‏
إذن عملية شراء اللاعب تسبقها خطوات تحدد أولا مواصفات هذا اللاعب المطلوب شراؤه وتتوصل ثانيا إلي اسم أو أسماء اللاعب أو اللاعبين الذي تنطبق عليه أو عليهم هذه المواصفات وتنتقل ثالثا إلي السعر الذي يجري عليه التفاوض وهذا السعر تحكمه أمور عديدة مثل السن والمستوي الفني في آخر موسمين ومعدل ثباته والنادي الذي يلعب له والبطولات التي حققها في آخر موسم أو موسمين ودور اللاعب المؤثر فيها إضافة إلي نجومية هذا اللاعب ومقدار شعبيته وهذه مسألة بالغة الأهمية لأنها تنعكس علي إيرادات ملعب وعلي إعلانات بل وعلي أسعار البث التليفزيوني والنجم الإنجليزي بيكهام عندما انتقل من مانشستر يونايتد إلي ريال مدريد في صفقة كانت وقتها الأكبر ماديا‏..‏ إلا أن ريال مدريد من عائد بيع الفانلات التي تحمل اسم بيكهام في أول رحلة لآسيا بعد انضمام النجم الإنجليزي استعاد ما دفعه وكسب عدة ملايين من الدولارات بما يؤكد أن الشراء والبيع عملية اقتصادية مدروسة بعناية تامة ولا مجال للفهلوة فيها‏...‏
أين نحن من هذه الثقافة العلمية الاقتصادية التي تحكم سوق كرة القدم هناك؟‏.‏
واضح أنه لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بهذه الثقافة‏..‏ رغم أن الأغلبية منا يعرفونها لأنها متاحة للجميع وموجودة علي الإنترنت ونحن الذين لا نريد معرفتها أو حتي سماع سيرتها لأجل أن تبقي الأوضاع كما هي عليه باعتبارها الأفضل للمصالح الخاصة‏...‏
الأغرب أننا جعلنا البيع والشراء واحدا من الأسرار الممنوع الاقتراب منها والتكلم فيها‏...‏
المضحك وشر البلية ما يضحك أن الهدر المادي سنويا عشرات الملايين من الجنيهات بسبب كهنوت هذا السوق الغريب من نوعه‏..‏ وأؤكد الهدر المادي لأن معظم الصفقات تجيء وترحل ويندفع فيها ملايين والعائد الفني لا شيء لأنها الصفقات الخطأ في التوقيت الخطأ‏..‏ لأنها تمت علي غير أساس فني علمي حدد من البداية متطلباته وحدد مواصفاته والسوق عندنا لا تحكمه متطلباته ولا مواصفاته إنما أشياء أخري مختلفة تماما‏!.‏
الذي أقوله هو بكل أسف الواقع الذي نعيشه والذي نرفض تصديقه لذلك أقول لمن لا يصدق كلامي تعالوا نطالب برصد كل عمليات البيع والشراء التي تمت في الموسم الماضي‏..‏ أعداد اللاعبين ومراكزهم وأعمارهم والأندية التي انتقلوا منها والتي ذهبوا إليها والمباريات التي لعبوها في الموسم المنقضي‏..‏ ثم نقارن هذه البيانات بعد غلق سوق البيع هذا الموسم‏..‏
سنري العجب رغم أن موسم البيع والشراء في بداياته لكنني أري بوضوح نهايته لأنها مكررة سنويا وليست في حاجة إلي تفكير أو بحث‏...‏
النادي الذي اشتري في الموسم الماضي ستة أو سبعة لاعبين سنراه هذا الموسم يبيع ستة أو سبعة لاعبين ويشتري ستة أو سبعة جددا‏...‏
دعونا لا نسبق الأحداث وكلها بضعة أسابيع ويغلق باب القيد وسوف ترون حضراتكم بأنفسكم العجب‏...‏
عفوا إن كنت عكننت علي حضراتكم بهذا الكلام‏..‏ لكنني أراه الأهم في هذا التوقيت الذي تتجه فيه أنظار العالم كله إلي جنوب أفريقيا لمشاهدة مونديال‏2010.‏
في هذه اللحظات مهم أن نتصارح مع أنفسنا لنعرف حقيقة ما نحن فيه وعليه كرويا‏...‏
نعرف لأن المعرفة هي وحدها التي ستكشف لنا‏..‏ لماذا أخفقنا في إسناد تنظيم مونديال‏2010‏ لنا؟ ولماذا فشلنا في الوصول إلي مونديال‏2010‏ ؟‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.