«الأعلى للجامعات» يوافق على اعتماد الشهادات المؤمنة لطلاب الجامعات الخاصة    زيلينسكي يتوجه إلى برلين لإجراء محادثات قبل القمة الأمريكية-الروسية    وزير الدفاع السوري يزور العاصمة التركية الأربعاء    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السعودي تطورات الأوضاع في غزة    مجلس الوزراء ينعي علي المصيلحي ويقف دقيقة حداد في بداية اجتماعه    السوبر الأوروبي.. موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد توتنهام والقنوات الناقلة    نيوكاسل يتعاقد رسميًا مع ماليك ثياو    وزارة الرياضة: تحية لرابطة الأندية.. والعقوبات على جماهير الزمالك ليست «ضعيفة»    فيديو.. الأرصاد: اليوم ذروة الموجة شديدة الحرارة.. ونحذر من السيول في تلك المناطق    الصحة تكشف التفاصيل الكاملة لحريق مستشفى حلوان العام    "أخلاقيات البحوث الطبية" يناقش ضوابط ومعايير الطب التجديدي والخلايا الجذعية في مصر    انخفاض أسعار 5 عملات عربية خلال تعاملات اليوم    أسعار الخضروات اليوم الأربعاء 13 أغسطس في سوق العبور للجملة    قافلة المساعدات المصرية ال 14 تنطلق إلى قطاع غزة    الاحتلال ينسف مجموعة كبيرة من المنازل في حي الزيتون جنوب شرق غزة    بورصة أسعار السمك والمأكولات البحرية بأسواق الإسكندرية اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025    تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا إلى 21% في يوليو    جهاز تنمية المشروعات وبنك القاهرة يوقعان عقدين جديدين بقيمة نصف مليار جنيه    موعد مباراة باريس سان جيرمان وتوتنهام في صراع السوبر الأوروبي    «الزراعة» تكشف قصة نجاح الوزارة في حماية الثروة الحيوانية من العترة الجديدة لفيروس الحمي القلاعية    في اليوم الثالث من البحث.. انتشال جثمان مندوب أدوية في حادث سقوط سيارته بالترعة بسوهاج    «تامر حسني» يشعل الساحل الشمالي في 16 أغسطس    شجرة أَرز وموسيقى    إبراهيم عبد المجيد عن «ثلاثية الإسكندرية»: طفولتي كانت فيها    رئيس جامعة القاهرة يشارك في التصويت بانتخابات صندوق الزمالة    وزير الري يتابع المشروعات التنموية في سيناء    رئيس «الرعاية الصحية» يتابع ملف التدريب والبحث الطبي بمنشآت التأمين الصحي    رئيس جامعة القاهرة يشارك في التصويت بانتخابات صندوق الزمالة ويؤكد تعظيم موارده وتطوير خدماته    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    «الترويكا الأوروبية» تهدد بإعادة فرض عقوبات على إيران في هذه الحالة    مواعيد مباريات اليوم.. قمة باريس سان جيرمان ضد توتنهام بالسوبر الأوروبي    البدري: توجنا بالدوري الأصعب.. وقدمنا كرة هجومية مع أهلي طرابلس    السد العالي يستقبل مياه نهر عطبرة والنيل الأبيض.. خبير يكشف التفاصيل    أسعار النفط تستقر بعد بيانات عن تباطؤ الطلب الأمريكي    محافظ الجيزة يعلن اليوم المرحلة الثانية لتنسيق القبول بالثانوية العامة    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي، بأقل التكاليف    منتخب الشباب يختتم تدريباته لمواجهة المغرب وديا    صافرة أمين عمر تقود مباراة بيراميدز والإسماعيلي    مصطفى كامل ل أنغام: عفا الله عما سلف    عاجل| أمريكا تستعد لتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية    المتحدة تُطلق حملة توعية بمخاطر حوادث الطرق للحفاظ على الأرواح    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    ما حكم الوضوء لمن يعاني عذرًا دائمًا؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ المنيا يقرر تخفيض مجموع القبول بالثانوي العام والفني    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    نشرة التوك شو| زيارة تاريخية للرئيس الأوغندي لمصر.. و"موسى" يهاجم مظاهرة أمام السفارة المصرية بدمشق    4 أبراج تفتح لها أبواب الحظ والفرص الذهبية في أغسطس 2025.. تحولات مهنية وعاطفية غير مسبوقة    الشيخ رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله    الحماية المدنية بالغربية تسيطر على حريق هائل نشب بسيارة بالمحلة الكبرى    الفائز بجائزة الدولة التشجيعية ل"البوابة نيوز": نحتاج إلى آليات دعم أوسع وأكثر استدامة خاصة لشباب الفنانين    فترة تحمل لك فرصًا كبيرة.. حظك اليوم برج الدلو 13 أغسطس    للمرة الأولى.. كليات الطب البشري وحاسبات ضمن تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للنظام القديم «ضوابط الالتحاق»    حبس 5 متهمين اقتحموا العناية المركزة بمستشفى دكرنس واعتدوا على الأطباء    محافظ القليوبية يكرم 3 سائقي لودر لإنقاذ مصنع أحذية من حريق بالخانكة    سوق مولد العذراء مريم بدير درنكة.. بهجة شعبية تتجدد منذ آلاف السنين    كيف أستغفر ربنا من الغيبة والنميمة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 06 - 2010

‏فاز الحرس لأنه جعل الانتصار خياره الوحيد‏..‏ في سوق الكورة‏'‏ اشتري سبعة وبيع سبعة‏'‏ لأجل أن تشتري سبعة‏!‏ **‏ شاهدت يوم الاثنين الماضي مباراة كروية أظنها مختلفة شكلا ومضمونا وتوقعا ويقيني أن تركت لنا معرفة يعرفها من يريد أن يعرف‏...‏ أتكلم عن نهائي كأس مصر وطرفها الأول صاحب الشعبية الهائلة الأهلي بطل الدوري هو أكبر ناد حصولا علي بطولات في مصر والمنطقة بأكملها وكيف لا يكون وفي قلعته ومعقله‏108‏ بطولات منها‏35‏ دوري و‏35‏ كأس مصر و‏14‏ بطولة أفريقية إلي آخر البطولات السوبر والعربية والأفروآسيوية‏...‏ والطرف الثاني حرس الحدود وكل ما يحمله من ألقاب بطولتا كأس مصر وكأس السوبر والاثنتان حصل عليهما في نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي‏...‏
أتكلم عن مباراة بين طرفين لا وجه للمقارنة بينهما لا في تاريخ ولا حتي جغرافيا‏!.‏ كل التوقعات تصب في مصلحة الأهلي علي أساس خبرات البطولة التي تراكمت لديه وإمكانات النجوم الموجودة عنده والجماهير الطاغية التي تقف وراءه‏...‏
كل التوقعات أشارت إلي شيء والذي حدث في المباراة أكد أشياء مختلفة جذريا‏...‏
أكد أن النتائج لا تأخذ في اعتبارها النجومية والخبرات والجماهيرية لكن الاعتبار كله الذي يصنع النتيجة متوقف علي اللحظة وما فيها من عطاء‏...‏
واللحظة في الحالة التي شاهدناها يوم الاثنين‏..‏ أقصد بها مباراة امتدت إلي‏120‏ دقيقة وذهبت إلي ركلات الترجيح‏...‏
جهد وعطاء وتوفيق كل فريق في المباراة هو الذي حسم النتيجة مع كل الاحترام للتوقعات والتاريخ والخبرة والنجومية‏...‏
العطاء في اللحظة هو الفيصل‏..‏ والإجابة في الامتحان‏..‏ في وقت الامتحان‏..‏ هي التي تصنع النجاح أو تجلب الرسوب مع احترامنا لكم الدروس الخاصة التي أخذها والنتائج السابقة علي هذا الامتحان‏..‏ كله فوق دماغنا لكن الأهم‏..‏ اللحظة‏..‏ لحظة الامتحان والإجابة فيها‏...‏
وفي كرة القدم‏..‏ الفريق يستعد جيدا والفريق لديه الخبرة ويملك النجوم والفارق هائل بينه وبين منافسه ومع هذا‏...‏
النتيجة متوقفة علي اللحظة‏..‏ لحظة المباراة والعطاء فيها والتوفيق بها‏...‏
مباراة الاثنين الماضي بدأت وانتهي شوطها الأول وثلثا الثاني والأهلي لم يأت‏...‏
الفريق موجود في الملعب ويلعب لكنه لم يحضر بعد إلي المباراة‏..‏ أي لا تأثير للاعبين بما يشير إلي أنهم غير موجودين وهذا الأمر استمر إلي ما قبل نهاية المباراة بثلث ساعة‏...‏
‏70‏ دقيقة حرس الحدود فيها له السيطرة وله الكلمة وله النتيجة وهي التقدم بهدف وهذه النتيجة لا تعبر عن سير الأحداث لأن الشوط الأول نتيجته المنطقية‏1/3‏ للحرس وهذه النتيجة كان يمكن أن تزيد في ال‏20‏ دقيقة الأولي من الشوط الثاني الذي تذكر الأهلي في آخر‏20‏ دقيقة منه أن المباراة تهرب منه فضغط بكل خطوطه إلي أن سجل هدف التعادل وبعده أهدر أهدافا لا تهدر للتسرع ولعدم التوفيق ولتوفيق حارس مرمي الحرس الرائع علي فرج‏..‏ وذهب الفريقان إلي الإضافي ثم الترجيح الذي حسمه الحرس وفاز بالكأس عن استحقاق لم يسقط عليه من السماء إنما حققته إرادة فولاذية امتلكها حرس الحدود وهي جزء من أجزاء المعرفة التي تركتها لنا هذه المباراة‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود يعطي الأمل لكل إنسان في أي مجال‏..‏ بأنه لا مستحيل علي ظهر الأرض ولا أفضلية مطلقة في أي شيء وأن النجاح من عدمه متوقف علي الإنسان نفسه وعلي ثقته بنفسه وعلي الهدف الذي حدده لنفسه‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود يؤكد لنا أنه لا نتائج مسبقة في أي عمل والأمر متوقف علي فكرك وجهدك وثقتك وفي إصرارك وفي تصميمك وفي يقينك‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود في الملعب من خلال أدائه وانتشاره وتمكنه وهجومه ودفاعه‏..‏ رأيت أنه لم يلتفت للتوقعات ولم يتأثر بأنها مباراة بطولة ولم يضع في ذهنه أنه يواجه بطل الدوري ولم يخطر علي باله أن الجماهير الغفيرة تهتف لمنافسه وتشجع منافسه‏...‏
رأيت فريقا واضح أنه يعرف ماذا يفعل وماذا يريد‏..‏ وأن عنده مهمة ولديه هدف وواثق تماما في إمكاناته وقدرته علي الإنجاز‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود جاهزا فنيا وبدنيا والأهم نفسيا‏..‏ جاهزا لتحقيق هدف وإنجاز مهمة وليس لتأدية مباراة عذره يسبقها فيما لو خسرها باعتبار المنافس الأهلي بكل بطولاته وبكل شعبيته وبكل نجومه‏!.‏
رأيت فريق الحرس لا يضع في حسبانه فكرة الهزيمة أو إمكانية قبولها وبذلك قطع خط الرجعة علي وجود مبرر يحول بينه وبين الكأس‏..‏ باختصار رأيت فريقا وضع الفوز اختياره الوحيد ولا بديل عنه‏..‏
رأيت فريقا ثقته في نفسه بلا حدود‏..‏ رغم أن ما يملكه من لاعبين هم من رأيناهم بالملعب يلعبون وفوقهم أربعة مصابين‏..‏ وخلاص‏!.‏
رأيت فريقا في عيونه الثقة وفي أدائه التصميم‏..‏ الثقة في النفس وتصميم علي الفوز في مباراة كل الدنيا توقعاتها خلاف هذا ومع ذلك لم تهتز الثقة ولم يتراجع التصميم لأن خلفهما إرادة فولاذية تؤمن بأن المستحيل وهم يعيش في عقول الضعفاء‏...‏
رأيت فريق حرس الحدود يسيطر علي أغلب فترات المباراة ويتقدم بهدف ويهدر أهدافا ويصل بعد ماراثون طويل إلي ركلات الترجيح وهي في تقديري صعبة بل بالغة الصعوبة والتوفيق له دوره فيها وأيضا الثقة والإصرار والعزيمة لها دورها ولعلنا جميعا رأينا بوضوح هذه الثقة وذلك التصميم في ركلات الترجيح‏...‏
رأيت أنها لم تكن مجرد مباراة تنتهي بفائز وخاسر‏...‏
رأيت فيها ما يستحق التوقف أمامه والتشبث به وإلقاء الضوء عليه‏...‏
رأيت فيها قيمة احترام العمل والإيمان بالأمل والاعتزاز بالنفس والثقة في النفس‏..‏
رأيت ضرورة أن يكون للإنسان هدف وأن يكون الإنسان علي يقين بأن النتائج مرتبطة بفكر وجهد وإصرار وتصميم‏...‏
كل التحية لفريق حرس الحدود لاعبا‏..‏ لاعبا
كل التقدير للجهاز الفني والإداري والطبي بقيادة الكابتن طارق العشري‏..‏
كل الاحترام لإدارة حرس الحدود النادي وحرس الحدود السلاح‏...‏
كل الشكر للمشير طنطاوي علي رعايته للرياضة‏...‏ فعلا‏..‏ من يحرس حدود مصر قادر علي حراسة كأس مصر‏...‏
‏.....................................................‏
‏**‏ حدث الرأي العام سقفه عشرة أيام وبعدها يتراجع الحدث وينساه الرأي العام‏..‏ ولكن‏!.‏
القضايا الوطنية أو الأحداث المرتبطة بقضايا وطنية مستحيل التعامل معها علي أنها حدث رأي عام يأخذ له يومين ويرحل‏..‏ بمعني‏!.‏
انهيار عمارة أو تصادم قطارين أو غرق باخرة أو أي شيء يهم قطاعا كبيرا من الشعب‏..‏ كله يعتبر حدث رأي عام‏..‏ تجده في كل الصحف ومادة أساسية لكل الفضائيات وموضوع الساعة في الشارع‏..‏ والأمر يستمر بهذا الوضع وتلك الأهمية عدة أيام‏..‏ آخرها عشرة وبعدها لا أحد عنده استعداد لقراءة كلمة أو رؤية حرف في هذا الحدث الذي يتراجع إلي أن يختفي وسبحان الله من حدوتة مصر كلها تتناقل حروفها إلي اختفاء تام لا أحد يتذكر كلمة منها‏!.‏
الوضع مختلف جذريا في القضايا الوطنية أو الأحداث المرتبطة بالقضايا الوطنية لاستحالة التعامل معها علي أنها أحداث رأي عام تظهر أياما وتختفي للأبد‏!.‏
مثلا‏..‏ قضية قافلة الحرية اليي هاجمتها دولة الصهاينة في المياه الإقليمية وقتلت‏9‏ نشطاء وجرحت العشرات وصادرت السفن التسع‏..‏ هذه القضية ليست حدث رأي عام ولا يجب أن تكون‏..‏ بمعني أن نهتم بها لأيام وتنسي لأنها ليست مجرد حادث عام إنما هي أزمة مستحكمة وقائمة وتستحكم وتزداد تعقيدا ولا يجب أن نهدأ أو ننسي لأنها ستعود وتطل برأسها وفي كل مرة تكون أشرس من سابقتها لأن الطرف الآخر يعمل بكل قوته ونحن ننسي لأننا ببساطة تعاملنا مع المسألة علي أنها حدث عابر وننسي كل حاجة وكأنها لم تحدث أو أنها انتهت وهم لم ينسوا ونحن نسينا‏...‏
تعالوا نسترجع الموقف من قبل أن يحدث الهجوم البربري علي سفن قافلة الحرية التسع التي كان علي ظهرها معونات للشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة وفوق سطحها‏750‏ من مختلف الجنسيات‏...‏
الدنيا كلها وقفت علي حيلها وأوروبا كلها شجبت وغضبت واستنكرت والوطن العربي كله يغلي‏...‏
هذا الموقف استمر بضعة أيام‏..‏ بعدها الاهتمام تراجع والغضب هدأ والصوت العالي انخفض إلي أن وصلنا إلي لا شيء‏...‏
أن تتعامل أوروبا مع القضية علي أنها حدث رأي عام غضبت وشجبت ثم هدأت وصمتت‏..‏ فهذا متوقع منها لأن أوروبا أصلا معهم وليست معنا‏..‏ والتاريخ يشهد علي هذا والمصالح تؤيد ذلك‏..‏ لكن أن نهدأ نحن ونصمت وننسي فهذا هو الخطر الداهم لأن المشكلة موجودة وتكبر وتتعقد ونحن ننسي ربما لكيلا نتذكر الحقيقة‏...‏
مطلوب ألا ننسي جريمة الصهاينة ضد قافلة الحرية ولا ننسي جرائمهم في الأراضي المحتلة ولا ننسي الطفل محمد الدرة الذي تم ترويعه قبل قتله من خلال جنود صهاينة مدججين بالرشاشات‏..‏ قتلوا الطفل الصغير المختبئ في حجر والده الجالس علي الأرض لا حول له ولا قوة‏...‏
مطلوب ألا ننسي الإجرام الصهيوني بداية من مذبحة دير ياسين ومرورا بقانا ونهاية بضرب سفن ليس عليها سلاح في المياه الإقليمية‏..‏
لا ننسي ولا نجعل العالم ينسي وهذا هو الأهم‏...‏
هذا دورك أيها الشباب العربي‏..‏ والإنترنت عليه صور المذابح وعليه كل المعلومات‏..‏ ودور الشباب إرسال هذه المعلومات وتلك الصور إلي كل الدنيا‏..‏
تعالوا نفكر كيف تدخل صور كل المذابح التي قاموا بها من أول دير ياسين ونهاية بقافلة الحرية‏..‏ تعالوا ندخلها كل بيت في أوروبا وأمريكا‏...‏
تعالوا نطلعهم علي الحقائق لأنهم لا يعرفونها ولأنهم الرأي العام هناك ولأنهم متعاطفون مع الصهاينة بقدر المعلومات المضللة التي تصلهم من إعلام يركبه الصهاينة‏...‏
تعالوا نوجع قلوبهم ونوقظ ضمائرهم ولو فعلنا تكون المرة الأولي في تاريخنا التي تصرفنا فيها بنجاح‏..‏ وحولنا جرائمهم إلي سهام تخترق قلوبهم‏...‏
‏.....................................................‏
‏**‏ هل حاولت أي جهة رياضية أو اقتصادية رصد حركة البيع والشراء الكروي التي نحن الآن في عز السوق الخاص بها؟‏.‏
يقيني أن هذا الموضوع لم يخطر علي البال ولم يمثل أهمية لدي أي جهة رياضية أو اقتصادية بدليل عدم التحرك ورصد ما يتم في مثل هذه الفترة من كل سنة والذي يحدث حركة بيع وشراء وتجديد عقود تتخطي حاجز ربع المليار جنيه‏!.‏
ربع مليار جنيه وأكثر يتم صرفها في أقل من شهر ولا أحد يهتم ولا أحد يكترث وكأن مبلغ‏250‏ مليون جنيه لا قيمة له‏!.‏
هل سأل أحد‏:‏ علي أي أساس يتم تسعير اللاعبين؟‏.‏ وهل أصلا هناك نظام للتسعير أم المسائل بالبركة؟‏.‏ وإن كان هناك أسس للتسعير فما هي وهل تطبق في كل الحالات أم الأمور علي الكيف؟‏.‏
في إيطاليا مثلا الباروميتر هو الذي يحدد السعر وفقا لمعايير السن ودرجة النادي الذي يلعب اللاعب له ومعدل الاشتراك في المباريات وأشياء أخري وإجماليها يضع أساسا لسعر اللاعب‏.‏
في معظم الدول المتقدمة كرويا عمليات البيع والشراء تحكمها الأمور الفنية والنادي لا يشتري والسلام مثلا أي مهاجم إنما الأمر محكوم بالمواصفات المطلوبة في هذا المهاجم وربما تكون المواصفات قدرته علي التحرك بدون كرة أو قدرته علي الاختراق من جهة معينة أو مواصفات جسدية إلي جانب المواصفات الفنية طبعا والصفات الجسدية أن يكون ارتقاؤه عاليا بما يجعله قادرا علي الوصول إلي الكرات العالية بسهولة وإمكاناته الجسدية تمكنه من التفوق في أي التحام مع المدافعين في ألعاب الهواء أو تكون المواصفة المطلوبة في المهاجم مقدرته علي التمرير من لمسة واحدة‏..‏ وهكذا‏.‏
إذن الشراء خاضع لاشتراطات مطلوب توافرها في اللاعب والتحقق من وجودها لا يتم بمشاهدة مباراة أو سماع وجهة نظر وكيل لاعبين إنما بشرائط مسجلة لعدد كبير من المباريات وفي بعض الدول يتم تصوير اللاعب خصيصا بعدد من الكاميرات ترصد كل حركة له في الملعب ومن خلال جهاز معين يتم الحصول علي رسومات بيانية ترصد كل حركة له في الملعب بالكرة وبدون كرة‏..‏ وعلي ضوء هذه البيانات العلمية الدقيقة يتم معرفة إذا ما كان هذا اللاعب هو المطلوب وفقا لاحتياج الجهاز الفني أم لا‏...‏
إذن عملية شراء اللاعب تسبقها خطوات تحدد أولا مواصفات هذا اللاعب المطلوب شراؤه وتتوصل ثانيا إلي اسم أو أسماء اللاعب أو اللاعبين الذي تنطبق عليه أو عليهم هذه المواصفات وتنتقل ثالثا إلي السعر الذي يجري عليه التفاوض وهذا السعر تحكمه أمور عديدة مثل السن والمستوي الفني في آخر موسمين ومعدل ثباته والنادي الذي يلعب له والبطولات التي حققها في آخر موسم أو موسمين ودور اللاعب المؤثر فيها إضافة إلي نجومية هذا اللاعب ومقدار شعبيته وهذه مسألة بالغة الأهمية لأنها تنعكس علي إيرادات ملعب وعلي إعلانات بل وعلي أسعار البث التليفزيوني والنجم الإنجليزي بيكهام عندما انتقل من مانشستر يونايتد إلي ريال مدريد في صفقة كانت وقتها الأكبر ماديا‏..‏ إلا أن ريال مدريد من عائد بيع الفانلات التي تحمل اسم بيكهام في أول رحلة لآسيا بعد انضمام النجم الإنجليزي استعاد ما دفعه وكسب عدة ملايين من الدولارات بما يؤكد أن الشراء والبيع عملية اقتصادية مدروسة بعناية تامة ولا مجال للفهلوة فيها‏...‏
أين نحن من هذه الثقافة العلمية الاقتصادية التي تحكم سوق كرة القدم هناك؟‏.‏
واضح أنه لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بهذه الثقافة‏..‏ رغم أن الأغلبية منا يعرفونها لأنها متاحة للجميع وموجودة علي الإنترنت ونحن الذين لا نريد معرفتها أو حتي سماع سيرتها لأجل أن تبقي الأوضاع كما هي عليه باعتبارها الأفضل للمصالح الخاصة‏...‏
الأغرب أننا جعلنا البيع والشراء واحدا من الأسرار الممنوع الاقتراب منها والتكلم فيها‏...‏
المضحك وشر البلية ما يضحك أن الهدر المادي سنويا عشرات الملايين من الجنيهات بسبب كهنوت هذا السوق الغريب من نوعه‏..‏ وأؤكد الهدر المادي لأن معظم الصفقات تجيء وترحل ويندفع فيها ملايين والعائد الفني لا شيء لأنها الصفقات الخطأ في التوقيت الخطأ‏..‏ لأنها تمت علي غير أساس فني علمي حدد من البداية متطلباته وحدد مواصفاته والسوق عندنا لا تحكمه متطلباته ولا مواصفاته إنما أشياء أخري مختلفة تماما‏!.‏
الذي أقوله هو بكل أسف الواقع الذي نعيشه والذي نرفض تصديقه لذلك أقول لمن لا يصدق كلامي تعالوا نطالب برصد كل عمليات البيع والشراء التي تمت في الموسم الماضي‏..‏ أعداد اللاعبين ومراكزهم وأعمارهم والأندية التي انتقلوا منها والتي ذهبوا إليها والمباريات التي لعبوها في الموسم المنقضي‏..‏ ثم نقارن هذه البيانات بعد غلق سوق البيع هذا الموسم‏..‏
سنري العجب رغم أن موسم البيع والشراء في بداياته لكنني أري بوضوح نهايته لأنها مكررة سنويا وليست في حاجة إلي تفكير أو بحث‏...‏
النادي الذي اشتري في الموسم الماضي ستة أو سبعة لاعبين سنراه هذا الموسم يبيع ستة أو سبعة لاعبين ويشتري ستة أو سبعة جددا‏...‏
دعونا لا نسبق الأحداث وكلها بضعة أسابيع ويغلق باب القيد وسوف ترون حضراتكم بأنفسكم العجب‏...‏
عفوا إن كنت عكننت علي حضراتكم بهذا الكلام‏..‏ لكنني أراه الأهم في هذا التوقيت الذي تتجه فيه أنظار العالم كله إلي جنوب أفريقيا لمشاهدة مونديال‏2010.‏
في هذه اللحظات مهم أن نتصارح مع أنفسنا لنعرف حقيقة ما نحن فيه وعليه كرويا‏...‏
نعرف لأن المعرفة هي وحدها التي ستكشف لنا‏..‏ لماذا أخفقنا في إسناد تنظيم مونديال‏2010‏ لنا؟ ولماذا فشلنا في الوصول إلي مونديال‏2010‏ ؟‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.