في اجتماع طاريء محمود عقدنا جلسة للبحث عن وسيلة للهرب من قلبه نافوخ وفضائح برامج القنوات الفضائية والأرضية والسفلية المسماة ببرامج التوك شو والله. يمسيها بالخير صديقتنا هالة سرحان التي ابتدعت تلك البرامج في مصر منذ خمسة عشر عاما من قناة لقناة وكان نجوم تلك القنوات الآن لايزالون بالشورت ومنهم بالبارباتوز, أو كانوا ملخومين في أقلامهم الصحفية علي أوراق جرائدهم ومجلاتهم يبحثون في كل مكتب عربي شوية وكل جريدة غير مصرية شويتين ومنهم من كان يلعب كيكا علي العالي وكيكا علي الواطي ولم يحترف لعبة الاعلام التي فتحت زراعيها لكل صاحب صوت صارخ عال زاعق ماعق! تذكرنا الماضي ونحن نبحث عن صوت هاديء عاقل لا يدخل سباق خلع ستر الناس والكبار والمسئولين والوزراء حتي ضبط الريموت كونترول نفسه علي صديقنا وزميل الماضي الجامعي محمود سعد. تاهت ياستات ولاقيناها ولا الحوجة لدفع فواتير القنوات الفضائية المتشفرة التي أصبحت تقاسمنا في لقمة العيش وتلعب في ضمائرنا اذا فكرت الواحدة منا شاء الجهاز الذي يسرق ارسال تلك القنوات ببلاش. جلسنا مثل ستي نتابع حواديت البيت بيتك ثم لم يعد البيت بيتنا وانقلب بنفس أبطاله وانشكحنا واتفرج يا سلام علي مصر النهاردة بأصدقائنا الحلوين وحبايبنا الطمعين من تامر أمين وخيري رمضان ومني الشرقاوي وقبلهم طبعا محمود سعد حاجة وقورة وناس ذوق ذوق علي رأي باللو. واستقرت نفسيتنا الغالية وبطلنا حبوبنا المهدئة والمسكنة والمنومة التي كنا نتعاطاها أثناء مشاهدتنا ماسورة مجاري القذق والسب والشخيط والصويت والزعيق في القنوات المتشفرة ووجع البطن ولا دلق الطبيخ وبفلوسنا لازم نتفرج علي الأرف المستعجل من برامج التوك توك العربية المستنسخة الأمريكية المستطرفة! وبدون مساعدات البلابيع المهدئة أخذنا نتابع أصدقاءنا في عوامتنا الميمونة التي تحاول اعادة صياغة ادب الحوار وهدوءه ووقاره مع الشغب اللذيذ الغير اباحي. وهبااااه بدون سابق انذار وجدنا صديقنا محمود يفرد ملاءة الحوار لاثنين بينهما هتك عرض متبادل خاص جدا وقال إيه: الصلح خير!!! طب وأنا مالي. وفي نفس واحد قلنا.. محمود إيه ده يا محمود؟ وتحول المشاهد وأهله إلي كرة شراب في قدم الأخين الحلوين.. والعيب مش عليهم يا شيخ!!! العيب علي ادارة الشطار التجار ودارت الأيام علي رأي الست ومرت وقيل ما قيل أن هناك تحقيقا غفيرا! وبما أن ستات العوامة نون من العالمات ببواطن الأمور وواصلات لبنات المأمور العارفات بمحركات ومفكات ومواتير الأحداث فقد تأكدنا أنه انكفي علي الخبر ماجور!! وإن حاميها اعلانها وإيه يعني شوية خدش حياء علي حبتين هتك عرض وعل رأي المثل: جبت الشيخ يونسني كشف راسه وخوفني. ويبقي السؤال: محمود.. إيه ده.. يا محموووووود!!! وفي أحيان أخري: يا شيخ عيب يا شيخ؟