تجددت مساء أمس الاشتباكات في محيط قصر الاتحادية عقب المسيرات التي دعت إليها القوي السياسية المعارضة للنظام حيث بدأت الأحداث مع زيادة الأعداد في محيط الاتحادية وبدأ بعض المتظاهرين في تصعيد الأحداث بإلقاء الحجارة والمولوتوف. والحواجز الحديدية داخل القصر عبر البوابة الرئيسية, فضلا عن إشعال النيران أمامها, والبعض الآخر يهتف علي دقات الطبول ارحل.. ارحل, مما اضطر قوات الحرس الجمهوري المتمركزة داخل القصر إلي الرد بإطلاق طلقات تحذيرية دون جدوي, مما دعا الجنود إلي اعتلاء أسوار القصر وإطلاق خراطيم المياه علي المتظاهرين لتفريقهم, ثم بدأ بعد ذلك إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع, وقد تمكنت القوات من مطاردة المتظاهرين وإجبارهم علي الفرار للشوارع الجانبية في اتجاه منشية البكري. وكان ميدان التحرير قد شهد أمس استعدادات من قبل المتظاهرين قبيل بدء فعاليات ما أطلق عليها( جمعة الكرامة), والتي دعا إليها83 حزبا وحركة سياسية وثورية. وقام أفراد اللجان الشعبية بالميدان بإغلاق المداخل المؤدية إليه أمام حركة سير السيارات, وضع الحواجز المعدنية وبعض الأسلاك بمداخل الميدان من ناحية المتحف المصري, وكوبري قصر النيل, وشوارع محمد محمود, والفلكي وقصر النيل. وشهد الميدان العديد من اللافتات التي قام المتظاهرون بتعليقها بمختلف أرجائه للتعبير عن مطالبهم وصورة كبيرة تتهم الاخوان بالاغتيالات السياسية لم يشهد الميدان وجودا كثيفا للباعة الجائلين كما هو معتاد خلال دعوات التظاهر في المليونيات; وذلك ربما لقيام المتظاهرين بطرد معظمهم من الميدان أمس بسبب كثرة مشاجراتهم. وتوسطت الميدان لافتة كبيرة بالصور لعدد من الشخصيات التاريخية قيل انها اغتيلت علي يد الإخوان المسلمين وذلك علي حد تعبير ما جاء في هذه اللافتة ومنهم أحمد ماهر باشا وأحمد الخازندار وإبراهيم النقراشي والرئيس السادات, وتمسك المتظاهرون كالعادة بمطالبهم المتمثلة في محاكمة النظام من الأحداث الأخيرة وإقالة النائب العام وتشكيل حكومة إنقاذ وطني والقصاص للشهداء ووقف العمل بالدستور الحالي وتشكيل لجنة لصياغة المواد الخلافية. ونظمت ثورة الغضب الثانية مسيرة بميدان التحرير ترفع الأكفان والاعلام البيضاء للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط والدعو ة إلي انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل لجنة تقصي حقائق من رجال القضاء والداخلية والجيش وحقوق الإنسان للتحقيق في مقتل الثوار واصدار قانون بتطبيق الحدين الأدني والأقصي للأجور. وقد توافدت علي ميدان التحرير أمس مسيرات من مساجد الفتح برمسيس والسيدة زينب ومصطفي محمود بالمهندسين والاستقامة بالجيزة ودوران شبرا رافعة لافتات الكرامة والحرية وردد المتظاهرون هتافات من بينها الشعب يريد اسقاط النظام. ووزعت الأحزاب المشاركة في فعاليات أمس منشورات تتناول الأوضاع الراهنة خاصة الاقتصادية, فضلا عن بيان يتناول الأوضاع الاجتماعية وربطها بشروط صندوق النقد وقد وقع عليه عدد من الأحزاب و الحركات السياسية. ومن جانبه قال خطيب ميدان التحرير الشيخ عبدالله السعيد من جبهة أزهريون مع القوي المدنية في خطبته أمس بالميدان ان جماعة الإخوان المسلمين تستهدف تصفية القيادات الشابة وانها لن تقترب من القيادات الكبيرة متهما الإخوان بانهم وراء الاغتيالات الأخيرة ومنتقدا الفضائيات الدينية بزعم أنها تدعو للتحريض والاغتيال. ومطالبا شيخ الأزهر بأن يقول كلمة عند سلطان جائر. أما خطيب مسجد عمر مكرم مظهر شاهين فقد انتقد الإخوان انتقادا شديدا قائلا: الحاكم لا يشتري الشعب والجماعة لم ترثه ودماء الشهداء في عنق الرئيس ولا يمكن لنا أن نقبل بتسييس الأزهر. وحذر شاهين من ثورة جياع ودعا الإخوان لعدم رمي المعارضة بتهم العمالة والزندقة. كما انطلقت مسيرات أمس من أمام مسجد النور بالعباسية ومسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وشهدت المسيرات هتافات معارضة لجماعة الإخوان مطالبة بالقصاص للشهداء. وردد المتظاهرون هتافات جيكا مات وكريستي مات والجندي مات كفاياكو يا شعب سكات ويا أ بودبور ونسر وكاب غاوي ليه قتل الشباب وتلاحظ غياب جنود الأمن المركزي من أمام أبواب قصر الاتحادية بينما وجدوا في الشوارع الجانبية بخلاف الوضع في مظاهرات الجمعة الماضية. وتجمع العشرات من المتظاهرين أمام أبواب الاتحادية من ناحية شارع الميرغني.وقد تلاحظ قلة اعداد المتظاهرين خلال نهار أمس وتلاحظ وجود9 سيارات إسعاف من جانب شارع الميرغني تحسبا لأي إصابات. وقامت قوات الأمن باقامة أسوار شائكة علي أبواب القصر تحسبا لأي هجوم من المتظاهرين علي القصر. وقد هتفت مسيرة رابعة العدوية بهتاف واحد فقط هو( انزل انزل انزل) لحث سكان المنطقة علي المشاركة في المسيرة المتجهة نحو قصر الاتحادية.